كتب - أحمد الجناحي:
أطلق جامع يوسف بن أحمد كانو بمدينة حمد بالتعاون مع مركز وارتق الشبابي، الملتقى الإيماني في نسخته الخامسة «خلك قراني 5»، المستمر لـ7 أيام متواصلة تحت ظل الجامع وبين برامجه الشبابية الروحانية والتثقيفية المختلفة، ويهدف الملتقى لغرز دور المساجد وتأصيل المفاهيم الإسلامية والدينية بطرق مختلفة وابتكارية في نفوس الشباب، لتبقى راسخة وكأنها نقشت على الصخور، ويهدف الملتقى أيضاً لخلق علاقة حميمة عميقة بين الشاب والقرآن الكريم، بحيث يطبق علومه في حياته.
وقال إمام وخطيب جامع يوسف بن أحمد كانو الشيخ جلال الشرقي المدير العام للملتقى الإيماني «إن فكرة المشروع في نسختة الأولى جاءت من حرصه على الاستغلال الأمثل لوقت الشباب والاستفادة من العطلة الصيفية التي جاءت مزامنة لشهر رمضان الكريم». وأضاف الشيخ جلال الشرقي «وجدت أنه من الضروري أن نستغل إجازة الشباب في شهر رمضان استغلالاً طيباً ونافعاً، ونجعل لهم نشاطاً بجانب نشاط الصيف بربط حياتهم بالقرآن، فجاءت فكرة المعسكر الإيماني في نسخته الأولى 2009، حتى طورنا الاسم إلى الملتقى الإيماني».
ويرى الشيخ جلال أن المدة رغم قصرها إلا أنها كافية لأن يلتصق الشاب بالقران قولاً وعملاً وأخلاقاً وفكراً ثقافة، وهذا مايسعى الملتقى لتحقيقه ويتضح من شعاره «خلك قرآني»، مضيفاً «وهناك تطوير لبرامج الملتقى، ففي كل سنة نحاول إقحام بعض الدورات العلمية، فمثلاً السنة قمنا بترتيب دورة علمية في العقيدة وعلوم القرآن، ودورة في فقه الصيام، ونظمنا دورة في روح الفريق الواحد والعمل الجماعي».
ويسعى الملتقى لتكوين شخصية الشاب المسلم عن طريق تعلقه بالقرآن، وتسلحه بالأخلاق الإسلامية والعلوم الشرعية، فالبرنامج لم يقتصر على الاعتكاف بالجامع، وإنما هناك برامج وأنشطة خارجية ترويحية للنفس، مثل دورة لكرة القدم ورحلة لبركة سباحة، كما أن هناك أنشطة فرعية مختلفة في كل عام، ففي هذا العام سيقوم الشباب بتكريم بعض أئمة المساجد، بجانب التجربة الجديدة في الملتقى بالتعاون مع مركز واحات القرآن الكريم، فطبقت الفكرة للمرحلة الابتدائية لـ3 أيام، بعدما كانت مقتصرة على المرحلة الإعدادية والثانوية. ودعا الشيخ جلال جميع أئمة المساجد لتفعيل المساجد خصوصاً في شهر رمضان، واستغلال الإجازة الصيفية للشباب، وقال «أنادي أئمة المساجد بأن يهتموا بالشباب في رمضان، وأن لا يكون المسجد للتراويح والصلاة فقط، بل للبرامج الحاضنة للشباب كما كان يفعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان عليه الصلاة والسلام يدرس فيه العلم الشرعي، وكان مقراً لقيادة الجيش، كما كان المسجد في الإسلام يعتبر للأعمال التطوعية، وأنا على أتم الاستعداد للتعاون مع الجميع وإهداء الفكرة ومشاركتها مع كل من يرغب، لتعم هذه الثقافة المجتمعية الرائدة».
وشكر الشيخ جلال أسرة كانو على تعاونهم الدائم لمشروع الملتقى الإيماني، كما وجه رسالة للقنوات التلفزيونية والإذاعية لضرورة تغطية مثل هذه الفعاليات والإعلان عنها، ليكون هناك تقليد إيجابي، شاكراً الوطن على رعايتها وتغطيتها الصحافية المميزة.
وأثنى نائب المنطقة محمد العمادي على دور الجامع في احتضان الشباب، حيث اعتبره منارة خير وشعلة نشاط.
وقال العمادي «منذ أن أنشئ المركز، وهو منارة خير في مدينة حمد وشعلة نشاط، تخرج الكثيرون منه، وأنا واحد منهم. هذا النشاط يقام في كل رمضان، وهو من أجمل الأنشطة، حيث يجلس الشاب في المسجد أسبوعاً متواصلاً يتعلم فيه مختلف أنواع العلم، ليس العلم الديني وحسب، وإنما هناك علوم ومهارات حياتية وخدمات اجتماعية تعطي الشاب مفاهيماً سامية وتصقل شخصيته».
وأضاف «نحن على تواصل دائم مع المركز، ونقف مع القائمين عليه جنباً إلى جنب فيما يحتاجه، يوم ندرس الشباب ونشارك في فعاليته ويوم آخر نخدم فيه».
وحث أولياء الأمور والمناطق القريبة مثل الرفاع، على المشاركة في البرنامج، ووجه رسالة إلى المسؤولين بمختلف الوزارات إلى ضرورة دعم هذه البرامج التي لا تلق الدعم سوى من المحسنين «الأوقاف السنية لم تقصر في مراكز حفظ القرآن، أما الملتقيات الإيمانية والمعسكرات الدينية التثقيفية فلم تلق الدعم إلا من المحسنين الذين يؤمنون بهذا النشاط وانعكاساته المستقبلية، فهناك قصور في الجانب الرسمي في الدعم، ونحث دوماً في البرلمان ونوجه الرسائل على ضرورة إيجاد مناشط ومراكز للم الشباب، فاليوم مسجد واحد في مدينة حمد يحتضن الشباب وغداً كل مساجد البحرين».
وأشار قائد الملتقى الإيماني «خلك ايماني 5» محمد الشافي، إلى أن «الملتقى الإيماني من اسمه يعبر عن محتواه، خلك قراني بحفظك وفهمك وأخلاقك بتعلقك بالقرآن، نحن نعزز دور المسجد عند الشاب، وما يميز الملتقى هذا العام أن الإقبال عليه زاد، ففي السابق كانت المجموعات تتراوح بين 3 و4 مجموعات، واليوم لدينا 5 مجموعات كاملة، كما أن المميز في الملتقى أنه يطلق حملة إنسانية بقيادة الشباب المشاركين فيه، فهناك حملة تبرع لإخواننا اللاجئين السوريين في تركيا بالتعاون مع منظمة تركية عالمية عندها ترخيص من الأمم المتحدة ومسجلة كمنظمة إغاثية عالمية، حيث سيقوم المركز بالسفر لهم كما فعل في نسخته الرابعة عندما زار اللاجئيين السوريين في مخيم الزعتري في الأدرن وفي المستشفى، وقدم لهم الهدايا النقدية، كما أننا في هذا العام خلطنا بين البرامج التطوعية والإيمانية التربوية، بجانب برامج إفطار حوالي 450 صائم من الجالية الآسيوية في المسجد بترتيب من المشاركين، إلى جانب الأنشطة الترفيهية». وأضاف محمد الشافعي «ومن الأمور المميزة، زيارة الشيخ الداعية نبيل العوضي، وتقديمه محاضرة ممتعة ومفيدة».
وقال رئيس مجموعة «ياسين عليه السلام» محمد القصير: «نسعى نحن في رئاسة الفريق على تنظيم الطلاب للبرامج، ومساعدتهم على تنفيذ الفقرات الخاصة بالمجموعة، كما نقوم بتدريسهم مناهجاً تربوية تعزز من فكرهم، ونسعى لتوصيل الرسالة من كل الجوانب، الجانب الروحي والعقلي والفكري والجسدي عن طريق مختلف البرامج، إلى جانب تعليمهم أساسيات فن الإلقاء والقيادة، ونعزز القيمة الإنسانية لديهم، ونعلمهم كيفية الوقوف مع إخوانهم المسلمين في المحن، فالمؤمنون كالجسد الواحد».
وقال عضو في لجنة المؤنة والخدمات بنيامين محمد «نستعد بالقوائم قبل رمضان، ونجهز فطور المصلين والمشاركين، إلى جانب فطور المارة عند الشوارع، كما نعد للبرامج وننظمها، المسابقات الثقافية وغيرها، وحتى تنظيم مواقف السيارات في صلاة التراويح».
وأشار هشام القشار المشارك في مجموعة «إبراهيم عليه السلام»، والذي شارك في كل الملتقيات الأربعة الماضية إلى أن «البرامج أصبحت أفضل بكثير في هذه النسخة، فتم دمج المسابقات الإلكترونية والرياضية، والمميز الذي شجعني على الاستمرار هو ضمان قضاء وقتي في شيء مفيد برفقة أصحاب طيبين صالحين، وتقوية إيماني عن طريق البرامج الموجودة، وتعلمت أن أتقبل الآخرين وأتسامح معهم، وأن أرضى بواقعي وأتكيف معه مهما كان، وتعلمت أن أصنع أفضل الأمور من خلال المعطيات التي أملكها».