توفيت الصحافية الأمريكية المخضرمة هيلين توماس ذات الأصل العربي، التي غطت أخبار البيت الأبيض لنحو خمسة عقود، عن عمر يناهز 92 عاماً.
وقضت توماس، العميدة السابقة لصحفيي البيت الأبيض التي عرفت بانتقادها للاحتلال الإسرائيلي، في واشنطن بعد صراع طويل مع المرض.
واضطرت الصحافية، التي ولدت لأسرة مهاجرة من لبنان استقرت في ولاية كنتاكي، للاستقالة من وظيفتها بعد أن سجل لها حديث أدلت به خارج البيت الأبيض قالت فيه «إن على الإسرائيليين أن يخرجوا من فلسطين والعودة إلى ديارهم».
وبدأت توماس مشوارها الصحافي كموظفة طباعة في جريدة واشنطن ديلي نيوز ثم عملت لعقود لوكالة يونايتد برس إنترناشونال ثم أصبحت كاتبة عمود في سلسلة صحف هيرست.
وقامت توماس بالتغطية الصحافية لنحو 10 رؤساء للولايات المتحدة بدءاً من جون كيندي.
وتعتبر توماس من رائدات العمل الصحافي في العالم حيث كانت أول امرأة عضو في نادي الصحافة القومي، وأول امرأة عضو ورئيس لجمعية مراسلي البيت الأبيض وأول امرأة عضو في «نادي غريديرون» وهو أقدم وأهم نادي للصحافيين في العاصمة الأمريكية.
وكتبت أربعة كتب كان آخرها «كلاب حراسة الديمقراطية» الذي انتقدت فيه دور وسائل وشبكات الإعلام الأمريكية في فترة رئاسة جورج بوش، حيث وصفت وسائل الإعلام الكبرى بأنها تحولت من «سلطة رابعة وكلاب تحرس الديمقراطية إلى «كلاب أليفة».
وعرفت توماس بتوجيهها لأسئلة صعبة وإلحاحها للحصول على إجابات خلال المؤتمرات الصحافية حتى وصف سكرتير صحافي للبيت الأبيض أسئلة توماس بأنها كانت بمثابة «عملية تعذيب» لكنه لم يخف إعجابه بموهبتها. وقال الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إن توماس هي السيدة الأولى للصحافة الأمريكية حيث عرف وجهها من الوجود الدائم في الصف الأول في مؤتمرات البيت الأبيض إضافة إلى أسئلتها اللاذعة.
وأثار هجوم توماس الشديد على الرئيس الأمريكي جورج بوش والحرب على العراق حفيظة الصحافة اليمينية بالولايات المتحدة وأطلق عليها لقب «العرافة العجوز القادمة من الشرق».