كتبت - عايدة البلوشي:
يحتفل البحرينيون بـ»القرقاعون» وسط الأهل في «البيت العود» أو في شوارع «الفرجان» أو في مراكز الاحتفالات التي تنظمها بعض المؤسسات والمحافظات لإحياء هذا الموروث الشعبي الذي تناقلته الأجيال المتعاقبة. وقال مواطنون لـ»الوطن» إنهم يحرصون في هذه الليلة على ارتداء اللباس التقليدي (الجلابية)، وتوفير الحلوى والمكسرات للأطفال الذين يجوبون الشوارع.
ويتجول الأطفال في الأحياء السكنية (الفرجان) والبعض منهم يشارك في الاحتفالات التي تنظمها الجهات الرسمية والأهلية، أما الفئة الثالثة تقتصر بالاحتفالية وسط الأهل في المنزل. «الوطن» تتعرف على الأطفال وأين يحتفلون بهذه المناسبة؟.
وأشاروا إلى أن الاحتفالات التي تنظمها المؤسسات والهيئات والمحافظات يحاولون عبرها تقريب الصورة للأطفال عن الواقع الذي عاشه الآباء والأجداد في أيام شهر رمضان وكيفية الاحتفال بليلة القرقاعون وما يصاحب هذه الليلة من عادات وتقاليد توارثتها الأجيال. وتعتبر مناسبة القرقاعون إحدى أبرز العادات الرمضانية في البحرين، وهي مناسبة يقدم بها الأهالي الحلوى والمكسرات للأطفال الذين يجوبون الشوارع، مرتدين الأزياء الشعبية، وحاملين أكياساً قماشية، للاحتفال بمرور النصف الأول من الشهر المبارك.
قالت نادية أحمد «المؤسسة العامة للشباب والرياضة تنظم احتفال بمركز سلمان الثقافي بليلة القرقاعون كل سنة، حيث يحيي المركز هذه الليلة بطابع تقليدي وتراثي وسط حضور كبير من قبل الأطفال الراغبين في إحياء هذا الموروث الشعبي المهم والذي تناقلته الأجيال المتعاقبة». وأضافت «لذلك ففي كل سنة أترقب هذه الاحتفالية، لأخذ أبنائي وأبناء إخوتي إلى المركز حيث يحمل الأطفال المشاركون في المهرجان أكياس القرقاعون وتزينوا بأحلى الملابس التقليدية الدالة على عراقة هذا التراث وهم ينشدون الأغاني الشعبية الخاصة بالقرقاعون وشهر رمضان المبارك».
وقالت نادية أحمد «من خلال هذا المهرجان يحاول القائمون عليه تقريب الصورة للأطفال عن الواقع الذي عاشه الآباء والأجداد في أيام شهر رمضان وكيفية الاحتفال بليلة القرقاعون وما يصاحب هذه الليلة من عادات وتقاليد توارثتها الأجيال حتى وصلت إلى الأطفال لذلك أحرص بمشاركة أطفالي بهذه الفعالية التراثية الجميلة. كما أشكر القائمين على هذا المهرجان».
وأوضحت مريم حسن «بالنسبة لي يقتصر الاحتفال بليلة القرقاعون وسط الأهل في البيت العود، حيث نحاول بإحياء هذه الليلة باللباس التقليدي (الجلابية)، ما أحرص بشراء ملابس تقليدية لأطفالي لهذه المناسبة، كما أقوم بتجهيز القرقاعون الخاص لهم وأقوم بتوزيعها وسط الأهل في التجمع العائلي».
وتستعيد أمينة محمد شريط ذكرياتها قبل 35 سنة، ونقول، هذه المناسبة كانت من أفضل المناسبات بالنسبة لنا قبل 30 سنة تقريباً، حيث كنا نستعد لها ببساطة دون تكلف كما هو الحال اليوم، حيث نأخذ معنا أكياساً ونقرقع في الفريج، أما اليوم اختلف الأمر، فالشوارع غير آمنة والسيارات كأنها في سباق، لذلك يقرقع أطفالي في الفريج (الأحياء القريبة من منزلنا) ومع الخادمة، لذلك انتشرت ظاهرة «قرقاعون» الأطفال مع الخادمة.
«القرقاعون في محرق غير»، هكذا بدأت روان علي حديثها لـ»الوطن»، وتضيف: في الحقيقة منزلنا في منطقة الرفاع ولكن لا نشعر بهذه المناسبة في الرفاع، لذلك نذهب إلى بيت جدتي (المحرق) حيث تتزين الشوارع هناك ونعيش أجواء احتفالية جميلة يشاركها جميع الفئات صغاراً وكباراً. وتتابع روان «كما يجب أن يشتمل المهرجان على العديد من الفعاليات المصاحبة له منها مرسم الأطفال والرسم على الوجه والتراث الشعبي «الفريسة» والمقهى والأكلات الشعبية إضافةً إلى توزيع الجوائز على الأطفال المشاركين في ليلة القرقاعون».
وتوافقها الرأي ليلى حمد وتقول: تختلف هذه المناسبة من منطقة إلى أخرى، ففي المحرق على سبيل المثال يحتفل أهالي المحرق بهذه الاحتفالية وسط حضور جماهيري كبير في أجواء لا تخلو من البساطة، أما في الرفاع تقتصر الاحتفالية في المنازل وبعض الأحياء.
وتقترح سارة أحمد، بأن تقوم الجهات الرسمية (المحافظات) بتنيظم احتفالية بهذه المناسبة في الفرجان، بهدف إحياء هذه المناسبة واطلاع أبنائنا على تراث الآباء والأجداد، كما يجب أن تكثف الاحتفالات في المراكز التراثية القديمة، وأيضاً يمكن تنظيم هذا المهرجان في المجمعات التجارية.