قال نشطاء سوريون إن مقاتلي المعارضة سيطروا أمس الإثنين على بلدة خان العسل الشمالية، وهي واحدة من آخر البلدات في الجزء الغربي من محافظة حلب كانت تسيطر عليها قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وشن مقاتلو المعارضة هجمات مضادة لفك الحصار الذي تفرضه القوات السورية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، لكن سلسلة من الانتصارات التي حققتها القوات الحكومية في مناطق أخرى في سوريا أدت إلى ترجيح كفة الأسد بعد أكثر من عامين من القتال.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للأسد إن ضباطاً بالجيش سلموا البلدة صباح أمس بعد أن طوق مقاتلو المعارضة منطقة في الجنوب.
وأظهرت لقطات فيديو نشرتها مجموعات معارضة على الإنترنت دبابات الجيش وهي تنسحب من البلدة. كما أظهر تسجيل آخر قائداً مقتولاً قالت المعارضة إنه كان قائد قوات الحكومة في البلدة التي ظلت محاصرة لأسابيع.
وحلب ضمن شريط من المناطق الشمالية في سوريا أصبحت معقلاً لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد لإنهاء حكمه. ويحاصر مقاتلون مناطق تسيطر عليها الحكومة في مدينة حلب أكبر المدن السورية والتي كانت يوماً مركزها التجاري. وتعاني حلب من العنف وإراقة الدماء منذ أن شن المقاتلون هجومهم على المحافظة العام الماضي.
وردت قوات الأسد على زحف المعارضين على خان العسل بسلسلة من الغارات الجوية في المنطقة. من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية السورية كمنت لقوات المعارضة في ضاحية استراتيجية قرب العاصمة دمشق الأحد وقتلت ما لا يقل عن 49 شخصاً. وأضاف المرصد أن مقاتلي المعارضة قتلوا قرب عدرا وهي بلدة كانت قوات المعارضة تقاتل لاستعادتها من قوات الأسد. وتقع على طريق كان المقاتلون يستخدمونه لتهريب الأسلحة إلى دمشق إلى أن استولى الجيش عليها قبل بضعة أشهر. من جانب آخر قالت وكالات أنباء روسية إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف طالب الحكومة والمعارضة السورية بالتعاون لطرد كل «الإرهابيين والمتطرفين» من سوريا. وفي مستهل محادثات مع قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية نقلت وكالة انترفاكس عن لافروف قوله إن الاتفاق الذي تم الشهر الماضي في أيرلندا الشمالية لتعاون الجانبين على طرد»الإرهابيين والمتطرفين» يجب أن «يصبح أحد النقاط الأساسية للمؤتمر الدولي (للسلام) المقترح».
وأضاف «من المؤسف بالنسبة لنا أنه على عكس الحكومة السورية فإن قطاعاً كبيراً من المعارضة بما في ذلك المجلس الوطني لم يبدِ مثل هذا الاستعداد بعد».