كتبت - شيخة العسم:
«القرقاعون ليس فقط احتفالاً للأطفال بل حماية لتراث البحرين بوجه كل هذه الحداثة» تقول الجدة حصة رغم تأكيدها أن «قرقاعون لول غير» إذ إنه كان عبارة عن حلويات وبعض مكسرات يتحصل عليها الأطفال أما الآن بات حلويات ودمى ونقوداً وربما بات ألعاباً إلكترونية مثل «بلاي ستيشن».
وترفض الجدة حصة (64) سنة أي حديث عن معارضة «هذا الموروث الشعبي مع الدين»، وتضيف «هذا ما ورثناه عن أجدادنا التقاة الذين كانوا يقيمون هذا التقليد الشعبي في المنتصف من شهر رمضان الكريم، هي قصة تراثية قديمة يحتفل بها أغلب دول الخليج، وهي فرحة للصغير والكبير»،
وتؤكد: «منذ فتحت عيناي نحتفل بالقرقاعون(..) كنت صغيرة وأنتظر هذه المناسبة، اليوم مازلت أحافظ عليها مع أبنائي وأحفادي»، فيما تقول الأربعينية طاهرة علي: «في السابق كانت أمي ترسلني منذ عصر يوم القرقاعون بصحن فيه القرقاعون، لأوزعه على جيراننا، وفيه اللوز، الجوز، «النخي»، الفول السوداني، إلى جانب بعض من الحلويات وأصناف معينة من الحلوى، أما اليوم أصبح الناس يقدمون القرقاعون بأشكال مميزة ومغلفة بشكل فاخر وأصبحت باهظة الثمن».
وأضافت: «كنا نذهب مع صبيان الفريج على شكل مجموعات ننتقل من فريج إلى آخر بملابسنا الزاهية والبخنق، أما اليوم فالقليل منا يلبس أبناءه البخنق ويكتفي بإلباس الفتيات فستاناً زاهياً»، إلا أنها أكدت «مازلت أحرص مع أبنائي على إحياء هذه المناسبة حتى لا تندثر فهي من الأمور الجميلة المتوارثة في عاداتنا نحن البحرينيين».
الجد صالح العسم (85) سنة يقول إن «القرقاعون عادة قديمة موروثة من أجدادنا القدامى، واليوم لا أرى لهذه المناسبة لدى أطفالنا وأحفادنا أهمية كما كانت لدينا في السابق، فقد كنا نجهز أنفسنا منذ وقت ونجهز الطبول ونزينها، وكنت أجتمع أنا وأصدقائي لـ»تحمية» الطبل كل يوم، وبعد المغرب ننطلق ولا نرجع للمنزل إلا قبل منتصف الليل بقليل، وكانت أمي رحمها الله هي من تخيط لي ولإخوتي ملابسنا للقرقاعون».
وتعددت الروايات حول معنى كلمة «قرقاعون»، إلا أن القول الأكثر رواية هو أنها لفظ عامي مأخوذٌ من قرع الباب، وذلك لأن الأطفال يقومون بقرع أبواب البيوت في هذه المناسبة.