كتب - أحمد الجناحي:
تطلقت أمه دون أن تعلم بخبر حملها به، حتى ولدته ورفض أبوه الاعتراف به كابن له، فاختارت أن تهجره وتعود لوطنها وتتزوج هناك، تاركين خلفهم قطعة من لحمهم ودمهم دون إثباتات رسمية ودون مأوى أو ملاذ وراعٍ يرعى صغير السن حسن.
وبدأت معاناه حسن ذي الـ13 عاماً بعدما انفصل أبواه دون أن يعترفوا به والده ابناً له، حتى اختارت والدته أن تعود لموطنها الخليجي تاركةً ابنها عند جده المسن الذي يعاني من أمراض نظراً لتقدم سنة ولا يكاد أن يرعى نفسه براتبه التقاعدي الذي لا يتجاوز الـ210 ديناراً بحرينياً، تقول أم حسن «طلقني زوجني دون علمي بخبر الحمل، وبعد ولادتي رفض أبوه الذي يتعاطى الكحول الاعتراف به، وبعد مدة جاء إلى منزلي والدي طالباً مبلغاً من المال مقابل إخراج أوراق ثبوتية لحسن، ورغم حالتي المادية الضعيفة إلا أني اقترضت مبلغاً من المال وأعطيته ليعود بعد أسبوع بالأوراق، لكنه عاد بعد أسبوع طالباً مبلغاً آخر مقابل تلك الأوراق الرسمية»، وتضيف أم حسن «أنا متزوجة الآن وزوجي موافق على تبني حسن ولكن المحكمة لم تبت في القضية، ورغم ذلك حسن لا يملك أي أوراق ثبوتية لأخذه معي ويعيش هناك»، وتبكي أم حسن على عدم مقدرتها باحتضان ابنها وأخذه معها.
ويقول أهل المنطقة «حسن لا يملك جوازاً ولا حتى بطاقة رسمية، ودخل المدرسة وتركها دون أن يكمل المرحلة الابتدائية لنظراً للظروف القاهرة التي يمر بها»، ويخشى عليه أهل المنطقة من الانحراف والانجراف خلف ملاذات الدنيا بعدما ترك المسجد، خصوصاً وأنه لا يوجد من يرعاه أو يوجهه.
حسن يسكن مع جده في بيت قديم في غرفة منعزلة عن الجميع، تقطن في نفس المنزل خالته التي تضايقه وتتشاجر معه كل يوم حتى أصبح يهجر المنزل في بعض الأيام، حسن لا يستطيع التحرك الآن والاعتماد على نفسه بسبب عدم وجود الإثباتات، فهو محروم من الصحة والعلاج ومحروم من العمل وخدمات الدولة، وبعد تلك الفترة الطويلة وبتواصل من أهل الخير بالمنطقة جاءت والدته إلى البحرين في محاولة لها لإخراج أوراق ثبوتية لابنها حسن لعلها تستطيع أن تساعده بذلك. فهل سيتخلى المجتمع وأصحاب الأيادي البيضاء عن حسن كما تخلى عنه أبوه؟.