كتب - أحمد الجناحي:لا تخلو مائده في رمضان منه، يكاد يكون الطبق الأساسي على الفطور دون منازع، ليس هذا فحسب بل ذكره النبي صلى عليه وسلم في سياق تفضيله على باقي الطعام ففي الحديث الذي رواه البخاري ما يثبت ذلك «عنْ أَنسِ بنِ مالكٍ: عن رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسلمَ قالَ:» فضلُ عائشةَ على النساءِ كفضلِ الثريدِ على سائرِ الطعامِ»، وقد تواترت الأخبار أن أول من ثرد الثريد هو نبي الله إبراهيم عليه السلام.لا تخلو سفرة أسرة عبدالله المراغي من الثريد طوال شهر رمضان المبارك، تقول زوجته «لا تخلو سفرة العائلة من «الثريد» طوال الشهر الكريم، فزوجي لا يقبل الجلوس على مائده الإفطار دون وجود الثريد وإن توافرت أنواع أخرى من الأطعمة التي يحبها»، ويقول عبدالله المراغي «سفرة رمضان بدون الثريد، مثل الجسد من دون روح، لا أبالغ ولكن اعتدنا منذ الصغر على وجوده كل يوم على مائده الفطور، ولا نمل منه لأنه أكثر من تراث، وفي كل يوم نجد له طعم جديد، أما السبب مهارة زوجتي أو أن جوع رمضان هو السبب».أم عبدالله ربة منزل وصفت الثريد بعمدة مائدة الفطور لأنها تعده كل يوم بشكل مختلف فمرة بالخبز الإيراني ومرة بخبز الرقاق ومرة باستخدام توابل مختلفه «عمدة مائدة الفطور هو الثريد، وكل يوم يطل على المائدة بشكل جديد وطعم مختلف، وأبتكر أحياناً طرقاً جديدة في تحضير الثريد وأتوفق بها، وفي أحيان أخرى .... !!»، ولم تكمل أم عبدالله حديثها حتى قاطعتها ابنتها سارة قائلةً «وفي أحيان أخرى تفسدين الثريد على الأسرة بتلك الابتكارات» وأضافت سارة «اعتدنا على الثريد كل يوم على مائدة الفطور وإن زاد نجده على مائدة السحور، أمي وأبي لا يملون أكل الثريد، ولكن نحن نحب التنويع والتغيير، فتقوم أمي بإعداد طبقين رئيسين كل يوم».جميلة علي تقول إن الثريد من الطبخات المفضلة لدي ليس برمضان فقط بل حتى بغير رمضان ولكنه يلعب الدور الأساسي على مائدة الإفطار في الشهر الفضيل، خصوصاً يوم الجمعة مع لمه الأهل، وتضيف «الثريد يذكرني بأيام زمان عندما كنا نجتمع على مائدة بسيطة مع الوالد رحمه الله، ويبعث في نفسي شيئاً من عبق الماضي بكل ما يحمله من ذكريات جميلة قلما يجود به هذا الزمان»، وتستطرد قائلة «كان أبي يرحمه الله يحب الثريد ولا يأكل سواه في رمضان، وكان يتعاهد جيرانه بالثريد قبل المغيب».جدير بالذكر أن للثريد فوائد جمة، منها وعلى رأسها الشعور بالراحة النفسية لما لهذا الطعام من سمة روحانية مرتبطه بالعهد النبوي، فقد كثر تواجده في ذاك الزمان، وهو غني بالقيم الغذائية، يحدثنا الجد صالح الدوسري عن الثريد» للثريد فوائد كثيرة وعديدة، فهو يحتوي على قيمة غذائية عالية بوجود اللحم والخضار والخبز وغيرها من المكونات، ويمكن تحضيره أيضاً بالخبز الأسمر، ويتصدر أيضاً البوفيهات الرمضانية بالمطاعم، ولعل الثريد يعود بنا لعهد النبي صلى عليه وسلم ويشعرنا بشعور روحاني مختلف ومغاير لشعور رمضان الروحاني، فهي نقلة تاريخية بمجرد تذوق هذا الطعام المفضل عند النبي صلى عليه وسلم».
970x90
970x90