كتب - هشام فهمي:
يبدو أن أبرز ما حمله ملتقى البحرين الدولي من نتائج تخص مملكة البحرين، هو الدور الحاسم للتواصل مع دول العالم والقوى الكبرى لتوضيح حقيقة ما يجري، وألا يُترك المجال مفتوحاً للإعلام الغربي وحده أو جهات في الداخل لها مصالحها الخاصة لاجتزاء الحقائق، فيما يشير خبراء إلى حدوث تغير ملحوظ في نظرة الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية لما يجري في البحرين بوصفها رائدة التطور الديمقراطي المتدرج بين دول المنطقة، ودعامة رئيسة للاستقرار والأمن فيها.
وتساعد مثل هذه اللقاءات الدولية في إجلاء العديد من المواقف حول قضايا تشغل دول المنطقة، إذ سلطت آراء المشاركين الضوء على كون المنطقة العربية والخليج العربي لاتزال تحتل أهمية استراتيجية هائلة لدى قوى كبرى يشغلها بالدرجة الأولى تأمين مصالحها في إمدادت الطاقة وحركة الملاحة، إضافة إلى ضمان أمن «إسرائيل» مقابل طموح نووي إيراني محتمل.
ويؤكد الخبير في الدراسات السياسية والاستراتيجية د. محمد نعمان جلال أهمية تكثيف مملكة البحرين تفاعلها مع العالم الخارجي على مختلف المستويات الدبلوماسية ورجال الأعمال والمثقفين والشباب ومنظمات المجتمع المدني لزيادة التعريف بمملكة البحرين وحقيقة ما تشهده من عملية إصلاحية ومن أحداث مختلفة، مشيراً إلى أن «جميع المشاركين في ملتقى البحرين الدولي دهشوا بما لم يكونوا على علم بحقيقته من أحداث في المملكة، حيث تغير كثير من أفكارهم خلال المداخلات والمناقشات»، فيما أكد المعنى نفسه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الشيخ خالد آل خليفة بقوله «نحن مقبلون على تغيير في بعض وجهات النظر الأمريكية والأوروبية حول ما يحدث في البحرين ليس فقط خلال الملتقى الأخير إنما أيضاً وفود برلمانية من بريطانيا وفرنسا زارت البحرين مؤخراً».
ورأى جلال في حديثه لـ»الوطن»، عقب اختتام أعمال الملتقى، أن طروحات بعض المشاركين حول عدم نشوء الديمقراطية فجأة، تحمل الكثير من الصحة، إذ أنها ليست مجرد وجهة نصل إليها بعد يوم أو اثنين، إنما عملية مستمرة ورحلة حياة ممتدة»، موضحاً أن «هذه الرؤية تذكرنا بما قاله جلالة الملك في بداية العملية الإصلاحية من إنها مشروع وبالتالي فهو يتطور». وأضاف أن «التطور الديمقراطي حاصل في جميع التجارب في العالم، ومثال ذلك أكثر من 20 تعديلاً دستورياً أُدخلت على الدستور الأمريكي، رغم أنه وضع قبل حوالي 200 عام، إلا أنه لم يستبدل لكن تمت مواءمته مع التطورات المستمرة من خلال نظرية التعديلات الدستورية».
وردا على سؤال للصحيفة حول تقاطعات المصالح الأمريكية الإيرانية في بعض المراحل، لخّص عضو الكونغرس الأمريكي دان بيرتون رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لعلاقتها بمختلف دول المنطقة، بقوله «أمريكا مهتمة بتأمين تدفق إمدادات الطاقة وحركة التجارة وسواها من المصالح في المنطقة، ولهذا تعتبر إيران تهديداً لذلك كله إذا تحكمت في الخليج ومضيق هرمز، وكذلك الحال إذا كانت هناك مشاكل مع مصر في قناة السويس (..) هذه المناطق تمثل مصدر اهتمام وقلق لأنها مؤثرة على مصالح الولايات المتحدة ودول المنطقة نفسها».
وأشار إلى أن «الولايات المتحدة لا تهدف للهيمنة أو السيطرة على أي بقعة هنا، إنما للتأكد من تحقق الاستقرار والسلام، (..) لهذا الأسطول الخامس هنا ونعمل مع حكومة البحرين في هذا الخصوص».
وكان بيرتون أدلى بتصريحات خلال زيارته، أوضح فيها أن «على الولايات المتحدة الاهتمام بمعرفة الأطراف التي قد تؤول إليها السلطة قبل دعم أي تغيير في دول المنطقة»، مشيراً إلى ما يشبه الندم على دعم بلاده التغيير في ليبيا ومصر بعد وصول قوى قد تمثل تهديداً لما وصف بـ»الاستقرار في المنطقة».
ورغم تأكيده أن «لإيران أطماعاً في مملكة البحرين والدول العربية خاصة خلال الـ30 عاما الأخيرة، أثبتتها شواهد عديدة»، لفت الشيخ خالد آل خليفة إلى أنه «يجب الانتباه والحذر تجاه مصالح القوى الكبرى (..) بعض تلك القوى قد يسعى لاستغلال الملف النووي الإيراني لدفع دول الخليج إلى الاحتضان بدول كبرى ، وبالتالي إبقاء الوضع على ما هو عليه».