كتبت - عايدة البلوشي:
«صايم من الصبح ما دخن جكاير لحد يكلمه» هذه أول جملة تسمعها عندما يصب مدخن صائم جام غضبه على أي أحد أو أي شيء فقط لأنه لم ينفث عباب سجائره منذ الصباح، حتى وصل الأمر إلى أن يرجع بعض المدخنين ومنهم خالد (34 عاماً) أي تعب أو إرهاق أو غضب خلال نهار رمضان إلى انقطاعهم عن التدخين فقط دون أي ذكر للطعام أو الشراب.
ويقول الشاب خالد، وهو من ضمن شريحة شباب مدخن استطلعت «الوطن» آراءهم، إن «الوقت لا يمر دون تدخين أشعر بالتعب والإرهاق جراء انقطاعي عن التدخين(..) لا أفكر بالطعام أو الشراب أبداً، كل ما يعنيني أن أدخن»، مشيراً إلى أن «الغضب يجتاحه أتفه المواقف بسبب انقطاعه عن التدخين».
ويضيف: «مع أذان المغرب أحاول قدر المستطاع الإفطار مع الأهل وأكتفي بالماء والتمر حتى يسمح لي الوقت ما بين أذان المغرب والإقامة بأن أدخن، ومن ثم أشعر براحة وأكمل تناول فطوري».
أما «م.ع» (35) سنة فقال إنه يدخن منذ ست سنوات، مشيراً إلى أن أول سيجارة دخنها كانت مجرد طيش، وأضاف: «ثم رأيت العالم كله يدخن صغاراً وكباراً، وقلت في نفسي لم لا أدخن؟ فقررت التدخين وتدريجياً أصبحت السيجارة لا تفارق جيبي».
وتابع أنه يعاني كثيراً في نهار شهر رمضان وخاصة في الأيام الأولى، ويشعر بالصداع وفي محاولة منه للهروب من هذه الحالة (الصداع) أحاول بأن أشغل نفسي في ما هو مفيد أو أنام ولكن ما لمسته بأن رغبتي في التدخين قوية لذا أعيش في صراع مع نفسي بين الابتعاد عن السيجارة نهار الشهر وبين تعودي الكبير على التدخين.
من جانبه قال «ع.ن» مسؤول بإحدى الجهات الحكومية، إن «المدخن يعيش حالة عذاب في نهار رمضان بسبب عدم تدخينه الذي تعود عليها طيلة الأيام الماضية، فمن الصعب جداً بأن يمتنع عنه خلال يوم واحد»، مشيراً إلى أنه «على الصعيد الشخصي، وكوني مدخناً، دائماً أحاول الابتعاد عن السيجارة قبل أيام من رمضان استعداداً لهذا الشهر، فقد اعتدت بأن أدخن في الثامنة صباحاً أحاول -قبل أيام من رمضان- تأخير التدخين، كأن أدخن في التاسعة واليوم الذي يليه في الساعة العاشرة وهكذا لأتدرب تدريجياً عن الابتعاد عن التدخين حتى ما بعد الفطور».
وشاركه الرأي «ح.أ» 33 سنة الذي قدم النصح بترك التدخين، مشيراً إلى أن أكبر مثال على مشكلات ومعاناة التدخين في شهر رمضان، حيث يشعر المدخن بالعذاب حتى وقت الإفطار وقد لا يفطر على الماء والتمر، بل يتوجه إلى السيجارة مباشرة، ما يعني أن المدخن لا يستطيع الاستغناء بسهولة عن السيجارة. ويضيف: قبل 14 سنة تقريباً، كنت مدخناً وكثيراً ما كنت أتعب وأتعذب في شهر رمضان، وقد وصل الأمر بي في الأيام الأولى من الشهر بأن أشرب الماء فقط، ومن ثم أتوجه للتدخين، وكانت زوجتي تتضايق كثيراً وتتشاجر معي، وكثيراً ما كنت أفكر بالإقلاع عن التدخين ولكن الإرادة كانت غير صادقة، ومع إلحاح زوجتي وضميري الذي كان يؤنبني عندما يرى أطفالي السيجارة في يدي وأنا والدهم أي يجب أكون قدوة لهم، وكانت زوجتي تقول لي «إن دخن أبناؤكم.. فلا تلومهم» فهذه العبارة كثيراً ما كانت تضايقني لذلك أقلعت عن التدخين. «زوجي مدخن، بمعنى لا أحد يكلمه في نهار رمضان»، هكذا بدأت عائشة سعد قولها، وتضيف أن «السيجارة لا تفارق جيبه وسيارته والبيت، ففي نهار شهر رمضان وخاصة الأيام الأولى يعيش حالة غريبة، يغضب ويصرخ على أمور بسيطة (تافهة)».