كتبت ـ عايدة البلوشي:
رغم الجهود المبذولة للقضاء على ظاهرة التسول إلا أن المشكلة تكثر وتتزايد مع مقدم شهر الفضيل، فتكاد لا تذهب إلى مكان إلا وتجد المتسولين يملؤون الشوارع، وعلى أبواب المساجد والمحطات.
هذا يعري جسده ويكشف بلاءه للناس ويستجدي عطفهم ويستجلب رحمتهم ويستنزف نقودهم، وتلك تحمل أو تقف أو تجلس بطفل تحت لهيب الشمس الحارقة تسأل الناس أموالهم.
ينشط المتسولون في رمضان كأنه موسم سنوي، فلا تجد مسجداً إلا وأمام بابه متسول أو متسولة، والغريب أنك تجد الشباب يتسولون ويرددون عبارات مفادها أنهم يحتاجون صدقة!
سمعة البحرين
تعلق منى علي «التسول ظاهرة غير حضارية تسيء إلى البحرين، امرأة معها طفل أو طفلين تتسول في الشوارع العامة، هي بذلك تعرض نفسها للخطر وتصور البحرين وكأنها بلد ليس فيها جمعيات خيرية تعنى بشؤون الفقراء والمحتاجين».
وتضيف «من المزعج حقاً شاب يتسول ويطلب المساعدة من الناس في الشارع، ويصل به الأمر في كثير من الأحيان أن يدخل السوق، وتعرضت لمواقف مماثلة كثيرة في سوق البوكوارة.. يلاحقك المتسول إلى داخل المحل ويطلب ما يريد، ما الصورة التي يقدمها هؤلاء للسائح الأجنبي؟».
أين الجمعيات الخيرية؟
ويأسف وليد عبدالله من انتشار ظاهرة التسول في البحرين بهذه الصورة، رغم وجود الجمعيات الخيرية والجهات الرسمية الداعمة مادياً لجميع الفئات المحتاجة من الأرامل والأيتام والمطلقات، «وزارة الصحة تعالج المرضى على نفقتها حسب حاجة المريض، رغم كل هذه الجهود مازال هناك من يلجأ إلى الشارع معرضاً نفسه والآخرين للخطر، والأخطر هناك مراهقين يتسولون في الشوارع العامة ومحطات البترول».
ويعتقد عدنان أحمد أن من الأسباب الرئيسة لظاهرة التسول غياب الرقابة والمحاسبة «التسول أصبح أمراً عادياً في شوارع البحرين، ففي كثير من الأحيان نجد هناك من يتسول، منهم من يوزع القرآن الكريم، وآخر يروي حالته الصحية مرفقاً بتقرير طبي، وفريق ثالث يكشف لك جسمه ليبين مدى حاجته ومرضه، ما يسيء إلى سمعة المملكة».
السبب العوز والفاقة
ولا تجد رشا علي للتسول مبرراً في المملكة مع وجود الجمعيات الخيرية، وترى أن المتسولين نوعان محتاجون وغير محتاجين «الفئة الأولى الظروف دعتها للتسول، حيث إن الجمعيات الخيرية لا تساعد بالكم والكيفية المطلوبة، أما الفئة الثانية فهم يتسولون وكأنهم غير محتاجين».
وتروي قصة صادفتها شخصياً «رأيت شاباً يتسول في سوق الرفاع، استغربت منه وخطر ببالي أسئلة عديدة لماذا لا يعمل؟ ما يجبره على التسول؟ أين أهله؟ عندما سألته السؤال الأول لم يرد، قدمت له ما أستطيع وانصرفت».
وتقول إن الشاب ربما لم يجد وظيفة مناسبة واضطر للتسول «لكن عليه الجد والاجتهاد، الشغل مب عيب.. لو يغسل سيارات.. ولا يتسول».