تمكنت شركة طيران الخليج -الناقل الوطني للمملكة- من تخفيض خسائرها الإجمالية بنسبة تفوق 50% خلال الربعين الأول والثاني من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2012.
وتحقق هذا الإنجاز بالدرجة الأولى من خلال خفض النفقات السنوية بنسبة 26% عبر مختلف قطاعات الناقلة، وتم تعزيزه من خلال الإيرادات القوية التي تحققت في الربع الثاني بزيادة في المردود المالي فاقت نسبة 6%.
وأعلن مجلس إدارة الناقلة الجوية، برئاسة الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء خلال اجتماع المجلس، أن أداء طيران الخليج كان متقدماً بنسبة 15% على النتائج المالية المستهدفة في النصف الأول، ما يثبت أن التعديلات التشغيلية والمالية المطبقة من خلال عملية إعادة الهيكلة آتت أكلها.
وأوضحت الشركة أن استراتيجيتها لإعادة الهيكلة تسير في الطريق الصحيح بفضل أدائها التشغيلي والمالي المتميز والذي حققته في النصف الأول من 2013.
ومن خلال هذه الاستراتيجية التي بدأ العمل بها منذ 6 أشهر والتي أقرها مجلس إدارة طيران الخليج بقيادة رئيس مجلس إدارتها الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وإدارة اللجنة التنفيذية لإعادة هيكلة طيران الخليج برئاسة وزير المواصلات كمال بن أحمد، حققت طيران الخليج أفضل نتائجها النصف سنوية.
وتتوقع طيران الخليج المزيد من التطورات الإيجابية من خلال سعيها المستمر لإلغاء التكاليف التشغيلية الزائدة وإعادة مناقشة عقودها مع بعض موردي الخدمات وتحسين شبكة وجهات السفر ضمن شبكتها الجوية العاملة. وقال الشيخ خالد بن عبدالله، إن «استراتيجية الشركة لإعادة الهيكلة تسير بثبات على طريق تعزيز موقع الناقلة كأحد مكونات البنية التحتية الوطنية، وفي دعم قطاع الأعمال الآخذ في التطور في المملكة، وفي الوقت ذاته في تحرير موارد الإنفاق الإضافية لاستخدامها في الاستثمار المحلي».
وأضاف الشيخ خالد: «تم تطبيق عملية إعادة الهيكلة المستمرة في جميع قطاعات الناقلة، كما تم تعديل جميع تفاصيل عمليات الناقلة الوطنية لوضعها على الطريق الصحيح نحو الاستدامة، ومواءمتها لحاجات الأعمال المتغيرة في المملكة.. مجلس الإدارة ينظر إلى مستقبل طيران الخليج بكل تفاؤل بفضل النتائج التي تم تحقيقها حتى هذه اللحظة».
بدوره، قال كمال أحمد إن «النتائج التي حققتها طيران الخليج في ظل البيئة التنافسية التي تعمل بها تمثل إنجازاً هاماً للناقلة وتبرهن على جدوى استراتيجية إعادة الهيكلة التي تنتهجها».
وأكد أن الناقلة الوطنية تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية على المدى البعيد، بفضل التغييرات الجذرية التي أحدثتها في مختلف قطاعات الشركة على مدى الأشهر الـ6 الماضية، مبيناً أن مثل هذه التطورات لم تكن لتحدث لولا التزام وتعاون موظفي طيران الخليج وإدارتها.
وواصل: «هناك المزيد من الجهد الواجب بذله، ففي الوقت الذي لاتزال البيئة التشغيلية مليئة بالتحديات نبقى ملتزمون بتطبيق خطتنا الاستراتيجية».
وأردف: «يأتي خفض الكلفة التشغيلية ورفع نسبة المبيعات على رأس أولوياتنا للأشهر الـ6 المقبلة، بالتوازي مع الاستمرار في تلبية احتياجات عملائنا وتحسين منتجاتنا لإضفاء قيمة مضافة على تجربة السفر على أساس ثابت، وبالتالي تعزيز موقع الناقلة كالناقلة المفضلة لدى المسافرين».
كما نجحت طيران الخليج في تعديل شبكة وجهاتها، خلال الربع الأول 2013، حيث عززت من عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحافظت على الإبقاء على نقاط الوصول الاستراتيجية في أوروبا وآسيا.
أما في الربع الثاني، فركزت الناقلة على تعديل شبكة وجهاتها لتعكس نموذجها الخاص بإدارة أعمالها التجارية وهو زيادة عدد رحلاتها على الخطوط المباشرة التي تشهد طلباً متزايداً والتي تتميز بإيرادات وافرة.
كما قامت الناقلة بزيادة عدد رحلاتها إلى جدة في السعودية من رحلتين إلى 3 رحلات يومياً وعدلت جدول رحلاتها لعدد من الوجهات الرئيسة لتحسين قدرتها على ربط الرحلات الأخرى بتلك الوجهات.
وتستمر الناقلة في المحافظة على مركزها الريادي في الشرق الأوسط بتشغيل إحدى أكبر شبكات الخطوط الجوية الإقليمية في المنطقة، إلى جانب استمرارها في التميز بين منافسيها الإقليميين، والاستحواذ على سوق مستقرة على المدى البعيد في بيئة شديدة التنافس.
وأكملت طيران الخليج عملية تعديل أسطولها ليتماشى مع احتياجات وجهات السفر ضمن الشبكة الجوية العاملة، بعد الانتهاء من المفاوضات الناجحة لإعادة هيكلة الأسطول، حيث يتكون الأسطول المعدل والمكون حالياً من طائرات الإيرباص متنوعة الأحجام من 26 طائرة، ما يسمح للناقلة بمواءمة السعة بالطلب في أسواقها المحددة.
ويتكون الأسطول الذي يعد أحد أكثر الأساطيل حداثة في المنطقة في المجمل من طائرات جديدة ذات منتجات خاصة تمكن طيران الخليج من تشغيل شبكة ذات كفاءة عالية واعتمادية كبرى على دقة المواعيد.
وستستمر طيران الخليج في تحسين منتجاتها، كتحديث 4 طائرات من طراز A330 تستخدم في الأغلب في تشغيل رحلات الناقلة إلى لندن وبانكوك، والتي ستستبدل مقاعد درجة الصقر الذهبي فيها بمقاعد أكثر راحة تتحول إلى أسرة للنوم، إضافةً إلى تحسين مقصورة الدرجة السياحية وخدمات الترفيه الجوي. ومن المتوقع أن ينتهي تحديث هذه الطائرات قبل نهاية صيف العام 2014. من ناحية أخرى، ثبتت طيران الخليج موقعها الدولي في مجال الالتزام بالمواعيد في النصف الأول من 2013، حيث أشارت الإحصائيات الأخيرة التي أجرتها شركة خدمات معلومات الطيران «فلايت ستاتس داتا» إلى أن طيران الخليج هي الناقلة الدولية الأكثر التزاماً بالمواعيد في المنطقة في النصف الأول من العام 2013. وأكدت تلك الإحصائيات أن معدل التزام الناقلة بمواعيد إقلاع ووصول رحلاتها قد فاق نسبة 90%.