دعت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى د.بهية الجشي إلى أن تأخذ العدالة مجراها وتعود للقانون هيبته واحترامه وأن يتم تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، فالمسألة لا تكمن في نقص القوانين أو قصورها بل في ضرورة تفعيل القوانين وتطبيقها عن كل من تسوّل له نفسه البعث بمقدرات الوطن، مطالبة بالحفاظ على دولة القانون والمؤسسات.وقالت د.بهية الجشي، في كلمة لها خلال جلسة المجلس الوطني أمس، إننا بحاجة لمراجعة خطابنا التربوي والإعلامي كي تأخذ بأيدي الناشئة منذ الصفر ونضعهم عن طريق المواطنة الصالحة ليس من خلال منهج يتم أو برنامج أعزل وإنما من خلال استراتيجية بعيدة المدى محددة الأهداف لإثارة الوعي وواد النعرات ومواجهة التحديات كي نعيد قطار مسيرتنا إلى القضبان الصحيح لبناء جيل المستقبل بعيداً عن المشاعر الكريهة المتمثلة في البغضاء والتنافر، وزرع مبدأ المواطنة البعيدة عن الاصطفاف الطائفي.وأكدت أنه «لابد من النظر بجدية في ضرورة فصل الدين عن السياسة وترشيد استخدام المنابر الدينية في الغرض الذي وجدت من أجله وليس في التحريض وبث الفرقة»، مشددة على أهمية «التأكيد على التزامنا بالمواثيق الدولية التي تجرم استخدام الأطفال في النزاعات وعدم زجهم في الصراعات واستخدامهم لتحقيق أغراض لا يفقهون عنها شيئاً، ولابد من حمايتهم بالقانون فنحن مسؤولون عن إنقاذهم من التغرير بهم ووضع البرامج التي تعيدهم إلى الطريق الصحيح، ولو استطعنا أن نغرس في نفوس الناشئة مبادئ المواطنة الصحيحة لوضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح لوأد الفتنة وإزالة الألغام».وأشارت إلى أن جلسة المجلس الوطني وقفة تاريخية تستلزم منا أن نساهم في وضع آليات التعامل مع الأحداث التي أخذت في التصاعد لتعبث في نسيجنا الوطني وكثير من نعرات طائفية بغيضة تضعنا أمام مسؤوليتنا التاريخية التي لابد من أن نحملها بأمانة لوأد الفتنة والتصدي لهذا المد الطائفي البغيض وهذا التمزق المجتمعي غير المسبوق ولتكون جزءاً في السياج الذي يحمي ما حققناه من إنجازات. فالتنمية والإصلاح لا يمكن أن يزدهرا في ظل العبث والفوضى.وأضافت «ولن نجد أبلغ من العبارات التي وردت في الكلمة السامية الأخيرة لجلالة الملك عندما دعا إلى ضرورة اعتماد خطاب وسطي توحيدي معتدل، والتركيز على فضائل التسامح وقيم الإخاء وغرس مفاهيم المحبة والتراحم وتعميق اللحمة الوطنية والمحافظة على أمن الوطن واستقراره ورفض كل ما من شأنه إحداث الفرقة والخصام بين أبناء الوطن الواحد».وقالت «كنا دائماً نفاخر بالبحرين كنموذج يحتذي في التعايش والتسامح والمحبة واحترام الآخر ومعتقداته ويملؤنا الاعتزاز والفخر عندما نسمع عبارة «البحرين غير» فماذا حدث للبحرين وللبحرينيين؟ وإلى أي هاوية هم منحدرون بهذا الوطن الجميل وقيمه ومبادئه ومن أين هبت علينا هذه الفتنة التي استهدفت تمزيق المجتمع. وتشويه مبدأ المواطنة الذي يعني أن لا شيء يعدل الوطن أو يعلو عليه».وأكدت أن استنساخ التجارب من بلدان أخرى مرت بما سمي بالربيع العربي يحتاج إلى وقفة مراجعة في ظل ما تشهده اليوم من فوضى عارمة أكلت الأخضر واليابس وأعادت هذه البلدان عشرات السنين إلى الوراء وحطمت آمال شعوبها في الحياة الكريمة وأنتجت خراباً ودماراً وتمزقاً، ومازال هناك من ينظر لا كنموذج يحتذى.