أطلقت الشرطة المصرية أمس (الجمعة) قنابل الغاز المسيل للدموع على مئات من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي أمام إحدى بوابات مدينة الإنتاج الإعلامي خارج القاهرة، وقالت وزارة الداخلية إنهم حاولوا تعطيل المرور بالمنطقة.
وقال شاهد عيان إن بعض مؤيدي مرسي رشقوا الكشك الخاص بأفراد حراسة البوابة رقم 4 بالحجارة، مما أدى لتحطيم الزجاج تلا ذلك إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع عليهم من داخل المدينة.
وأضاف «سيارات المتظاهرين كانت فيها حجارة استخدموها في الهجوم».
وتابع أن بعض المتظاهرين حاولوا اقتحام البوابة لكن إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة حال دون ذلك.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الجيش المصري كان «يستعيد الديمقراطية» عندما عزل الرئيس محمد مرسي.
وقال كيري لتلفزيون جيو الباكستاني «طلب الملايين والملايين من الشعب من الجيش أن يتدخل.. كلهم كانوا يخشون الانزلاق إلى الفوضى والعنف».
وأضاف «والجيش لم يستولَ على السلطة وفقاً لأفضل تقييم لنا حتى الآن».
ويعتبر هذا أوضح تصريح من مسؤول أمريكي كبير لوصف تحرك الجيش في مصر بعدما سارت واشنطن على مدى أسابيع على خط دقيق وتحاشت وصف الأمر بأنه انقلاب عسكري، وهو ما كان يمكن أن يؤدي إلى قطع المساعدات الأمريكية لمصر والبالغة حوالي 1.5 مليار دولار سنوياً يذهب أغلبها للجيش.
من جانبها، انتقدت جماعة الإخوان المسلمين في مصر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بسبب تصريحاته.
وقال محمد علي بشر العضو القيادي بجماعة الإخوان والوزير في الحكومة السابقة «نرفض هذه التصريحات رفضاً قاطعاً وقد خاب أملنا فيها».
وقال بشر «الولايات المتحدة دولة تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وتقول شيئاً كهذا. أتعشم أن يراجعوا مواقفهم ويصححوها».
إلى ذلك؛ تظاهر عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، أمس، بالقاهرة وبعدد من المحافظات تحت شعار «مصر بلا انقلاب»، مطالبين بعودته إلى الحُكم.
وانطلقت من أمام مساجد القاهرة عقب صلاة الجمعة مسيرات تضم عشرات الآلاف من أنصار مرسي، ببداية مظاهرات حاشدة تشهدها البلاد تحت شعار مصر بلا انقلاب للمطالبة بعودة مرسي إلى الحُكم، وبمحاكمة من سمّوهم قادة الانقلاب على الشرعية والرئيس المنتخب.
وقد عزَّزت عناصر من الجيش والشرطة مدعومة بآليات مدرعة من تواجدها بمحيط القصور الرئاسية وأمام مقار الحكومة والبرلمان وعدد من الوزارات الحيوية ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون والبنك المركزي.
وقال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع، ما حصل في 30 يونيو الماضي وعزل الرئيس محمد مرسي تم بمؤامرة داخلية وخارجية واتهم الأمريكيين بها.
وقال بديع رسالته الأسبوعية إن الانقلاب العسكري ضد مرسي تم بمؤامرة داخلية وخارجية من الانقلابيين وسادتهم الأمريكيين، وبسبب مواقف مرسي الوطنية وسعيه الدؤوب لتحقيق أهداف الثورة.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية المصرية إنها تستبعد فكرة اقتحام مكان اعتصام مؤيدي مرسي أمام مسجد رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة.
وقال التلفزيون المصري «فكرة الاقتحام بالقوة فكرة مرفوضة من قبل وزارة الداخلية».
سياسياً؛ قال محمد البرادعي نائب الرئيس المصري إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة يدرك ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست «هو يدرك ضرورة التوصل إلى حل سياسي. لكن بالطبع عليه مسؤولية حماية البلاد».
وقال البرادعي إنه لا بد من فض الاعتصامين اللذين تنظمهما جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة من خلال الحوار بعد أن أصدرت وزارة الداخلية إنذارات بأنها ستتخذ خطوات لفض الاعتصامين.