هذا ما تحاول الجماعات الإرهابية والراديكالية تحقيقه، فما إن توافقت الإرادة الشعبية من خلال المجلس الوطني على توصيات تاريخية لاجتثاث الإرهاب، سرعان ما تراجع الإرهابيون والمحرضون، وطالبوا بالحوار والمصالحة، وهي الفرصة التي كانت متاحة لهم طوال الوقت الفائت، ومازالت طبعاً.
هذه المطالبات يبدو أنها دفعت بعض المسؤولين للفرح وتصديق هذه الجماعات، وبات تنفيذ توصيات المجلس الوطني ليست أولوية، وإنما الأولوية للجلوس مع الإرهابيين والتصالح معهم، وصارت هناك أعذار جديدة لتأخير التنفيذ.
المواطنون لا يعلمون «ماذا ننتظر بعد أن صدرت المراسيم بقوانين لتشديد عقوبات الإرهاب والمحرضين عليه»؟
رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله توجيهاته واضحة، وموقفه حاسم لا يقبل المساومة مادام الأمر يتعلق بالمصلحة الوطنية للدولة، فتنفيذ التوصيات أولوية، وأكد سموه بأنه لا مكان لمسؤول يتخاذل عن تنفيذ التوصيات. وكلما تأخر تنفيذ التوصيات فإننا سنجد نار الإرهاب تمتد لمختلف المناطق من أجل إشعال فتنة طائفية، وستدفع المواطنين لتشكيل ميليشيات للدفاع عن أنفسهم لأنهم يرون أجهزة الدولة تخاذلت عن تطبيق توصيات الإرادة الشعبية، ويزداد شعورهم بعدم الأمن.
ما يطلبه البحرينيون اليوم فقط هو تنفيذ التوصيات، والإسراع فيها حاجة ملحة لا تقبل التأجيل، فما حدث بالأمس في البديع سيحدث هنا وهناك، والظروف لا تستحمل مزيداً من الإرهاب. وعلى المسؤولين احترام الإرادة الشعبية لحفظ الأمن والسلم الأهليين، ونحن على ثقة كبيرة بأن سمو رئيس الوزراء سيقود الحكومة لتنفيذ توصيات اجتثاث الإرهاب والإسراع في تنفيذها بعد أن مضى على إقرارها أسبوع.
يوسف البنخليل