كتبت - زينب العكري:
يعاني سوق المنامة القديم خسائر متواصلة، حيث يفتقد لأبسط مقومات البنى التحتية ما جعل التجار يتكبدون خسائر شهرية تترواح بين 3-5 آلاف دينار أي ما يعادل (72 ألف - 120 ألف دينار خلال عامين).
وطالب تجار في سوق المنامة القديم بالاهتمام بتطوير السوق حيث إنه من تراث البحرين وأعرق أسواق الخليج، موضحين أن الأسواق الخليجية الأخرى تصدرت سوق المنامة رغم كونه أول سوق خليجي، نظرا لاهتمامهم بالسوق من بنية تحتية وخدماتية.
وقال التاجر في سوق المنامة صاحب محلات عبايات النامليتي والراقية محمود النامليتي، إن السوق القديم يعاني من مشكلات عديدة أبرزها غياب البنية التحتية والخدماتية. وأوضح النامليتي أن الاهتمام بالبنية التحتية للسوق القديم من أهم المتطلبات التي من المفترض الاهتمام بها، حيث إن السوق من تراث البحرين وأعرق أسواق الخليج. وأكد النامليتي أن وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تبذل أقصى جهودها لتنشيط السوق من فعاليات وبرامج وحفلات داخل السوق للترويج له خليجياً وعالمياً. وأردف : «نحن كتجار بحرينيين مازلنا متمسكين بالسوق وبادلتراث وأماكن آبائنا وأجدادنا»، موضحاً أن التجار يطالبون منذ عدة أعوام بالاهتمام بالسوق واحتياجات الزائر والسائح». وقال النامليتي: «يجب حل مشكلة المواقف أولاً ومن بعدها المرافق إلى جانب تظليل الشوارع داخل السوق ووضع كراس للاستراحة.. لا توجد ناحية جمالية في السوق كبقية الأسواق الشعبية الخليجية». وبيَّن النامليتي أنه لابد من وضع لوحات ترشيدية داخل السوق أسوة بدول الخليج لإرشادهم عن سوق العبايات وسوق الذهب وسوق الحلوى .. إلخ. وأبان النامليني أن تراكم المشكلات مثل البنية التحتية صعب حلها عند فوات الأوان مع زيادة كلفتها من آلاف الدنانير إلى ملايين الدنانير.
وأضاف أن التجار ينتظرون الآن تكملة المرحلة الثانية ليكون السوق متكاملاً، حيث إن الأوراق جميعها جاهزة لدى الجهات المختصة، مطالباً بإسناد فريق متكامل من جميع الوزارات المعنية بالسوق.
من جانبه، قال صاحب محلات مرسيم في سوق المنامة القديم عبدالكريم فليج، إنه يجب على الجهات المختصة الاهتمام بحل أزمة اندثار السوق القديم وعمل دراسة تطويرية وتفصيله لأقسام العبايات وأقسام الذهب وأقسام العطور، أسوةً بأسواق الدول الخليجية مثل سوق واقف في قطر، وسوق المباركية في الكويت، وسوق نايف في دبي، وسوق السيف في عُمان.
وطالب فليج بجعل السوق القديم كمنطقة تجارية حرة وإعفائها من بعض الرسوم أو تخفيض قيمتها كونها رسوم ثقيلة على التجار.
وأوضح فليج سوق المنامة يشكو قلة المواقف وكون أغلبيتها غير مجانية وبمبالغ، إلا أن المجمعات التجارية توفر تلك المواقف بالمجان، مطالباً بتوفير تلك المواقف بالمجان في سوق المنامة القديم.
ودعا فليج إلى وقف الرسوم لمدة لا تقل عن 6 أشهر وإسقاط المتأخرات، أو تقليل الإيجارات للنصف لفترة معينة لتحسين أوضاع التجار.
وكشف فليج عن تكبد تجار السوق خسائر نسبتها 80% مقارنة بمبيعات السنوات الماضية، إضافة إلى غياب اهتمام بعض الوزارات بأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح فليج أن خسائر تجار سوق المنامة المركزي خلال العامين الماضين تراوحت بما بين 3-5 آلاف دينار شهرياً من إيجارات وفواتير كهرباء وغيرها، أي ما يقارب 120 ألف دينار في الشهر.
وأضاف: «نضطر لشراء الملابس الجاهزة بأقل الكميات المسموح لنا بشرائها ونقوم ببيع 50 قطعة فقط مما يلزمنا لتحويل البقية للمخازن».
وفي جانب سوق الذهب، ترك معظم التجار وأغلبهم من الأسماء المعروفة السوق، وذلك بعد تراجعه مبيعاته بنسب كبيرة خلال الفترة الماضية.
وتحيط تجار الذهب مشكلات أدت إلى تكبدهم خسائر مالية، ما أجبر بعضهم على ترك هذه التجارة حتى وصل عدد محلات الذهب المغلقة في سوق المنامة مؤخراً إلى 25 محلاً، حيث طالب التجار المسؤولين الالتفات إلى معاناتهم للوصول إلى حلول تنعش تجارة الذهب وتجنبهم الإفلاس الذي يطاردهم.