عبدالله بن خالد: سلم الملك النسخة الأولى من المصحف وهنأه بالعشر الأواخر
لجنة علمية رفيعة من 14 عضواً راجعت ودققت المصحف.. وخطه عثمان طه
العمل في مراجعة
المصحف وتدقيقه استمر أكثر من عام ونصف وأضاف المعصراوي «صارت خير أمة أخرجت للناس»، وعلا به قدرها بين الأمم، حين جعلته دستوراً لها يحكم حياتها، ومنهجاً ينظم سلوكها، ونبراساً يرسم طريقها، ونوراً تصل به إلى صراط الله المستقيم، وروحاً تحيا به بين الأمم، وبدونه تصير كالجسم الذي لا روح فيه؛ يقول تعالى: (وكذلك أوحينآ إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتـاب ولا الإيمـان ولـكن جعلنـاه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ).
وحين تمسك به سلفنا الصالح الذي تربى على هذه المأدبة (مأدبة القرآن) ساد وقاد العالم كله بها ؛ لأنهم عرفوا للقرآن حقه ومكانته، فعظموه وقدسوه، وقدروه حق قدره، فلم يألوا جهداً في حفظه والحفاظ عليه حتى قاموا بنقله وجمعه من العظام والأكتاف والعسب والأحجار وغير ذلك، مما كان ميسوراً لهم، حتى وصل إلينا بهذه الصورة العظيمة، سليماً في صورته وضبطه، فلم تدخله يد التحريف أو التبديل من نقصٍ أو زيادة. وظل هكذا محفوظاً - كما نرى - بجهد العلماء المخلصين المتخصصين، وسيظل محفوظاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ مصداقاً لقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحـافظون). وإيماناً بالقرآن الكريم، واستشعاراً لعظمته والحاجة إليه في مجتمعاتنا المسلمة، عملت مملكة البحرين، وبرعاية من صاحب الجلالة الملك، على أن يكون لها شرف المشاركة في طباعة المصحف الشريف، وشرف أن يحمل اسم «مصحف البحرين»، فاضطلع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين وبتوجيهات ومتابعةٍ من رئيسه سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة حفظه الله بهذا المشروع المبارك، فكلفت شيخ الخطاطين الشيخ الدكتور عثمان طه خط مصحف البحرين. وبحق أقول: لقد أبدع الشيخ عثمان طه في إخراج المصحف بدقةٍ وبروعةٍ متناهيتين؛ فقد وضع في مصحف البحرين خلاصة خبرته وتجاربه في خط المصاحف.
وحرصاً من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على تنزيه المصحف عن أي أخطاء، شكل لجنةً متخصصةً لفحص المصحف ومراجعته وتدقيقه ضمت كبار علماء هذا الفن من عددٍ من الدول الإسلامية. وقد قامت هذه اللجنة بمراجعة المصحف على أمهات كتب القراءات والرسم والضبط وعد الآي «الفواصل».
صاحب الجلالة، يخرج مصحف البحرين اليوم بحمد الله وتوفيقه بعد مراحل متعددة استغرقت نحو عام ونصف العام، وها هي النسخة الأولى منه بين يدي جلالتكم، إيذاناً بتدشين هذا المصحف الشريف ليكون بين أيدي شعب البحرين الكرام، وليسعدوا به قراءةً وتدبراً وحفظاً.
وفي الختام، أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل الجليل في ميزان حسنات ولي الأمر في هذه البلاد العامرة بالخير، وأن يحفظ به مملكة البحرين وأهلها، وأن يجعلها بلد أمنٍ وأمانٍ، وسلامٍ واستقرارٍ، وأن يقيها شر الأشرار، وأن يوفق أهلها إلى الخير، ويجمع كلمتهم على الحق، ويهديهم سبل الرشاد ببركة القرآن الكريم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.