تمكن فريق في الإدارة العامة للدفاع المدني من ابتكار نظام مكافحة ذاتي للحريق كردة فعل واستجابة أولية تضاف إلى سيارات الشرطة للحد من آثار الهجمات الحارقة وحماية رجال الأمن من التعرض لإصابات حتمية جراء الأعمال الإرهابية والهجمات بالقنابل الحارقة وخفض الأضرار في سيارات الأمن العام ورجال الشرطة، وذلك بإشراف وتوجيه العقيد المهندس صلاح سالم المبارك وإعداد الملازم أول المهندس مصعب الخالدي والعريف جعفر عيسى وفق ما أوردته "مجلة الأمن".
وطالب أعضاء الفريق بضرورة إيجاد مركز للأبحاث والتطوير الأمني يكون من واجباته دراسة كافة مكامن الخطر التي تتعرض لها المنظومة الأمنية وتشخيصها بأسلوب يعمل على رفع التوصيات المناسبة وكذلك تسهيل اتخاذ القرارات الصائبة.
ويسعى أعضاء الفريق إلى تسجيل الابتكار لدى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي لإبراز جهود المملكة في هذه المجالات، وبصفته أول ابتكار من نوعه على مستوى المنطقة.


آلية عمل النظام

لضمان تحقيق أكبر نسبة نجاح من خلال تطبيق هذا النظام تم تقسيم مناطق المكافحة في الآلية إلى أربعة قطاعات وهي القطاع الأمامي و الخلفي والقطاع الأيمن والأيسر وكذلك القطاع السقفي وكذلك تم الاستعانة بمادة الرغوة لضمان المكافحة الأنسب لمثل تلك الأنواع من الحرائق.
وستكون الرغوة بمثابة حاجز لحماية جانب السيارة، حيث تبين أن قوة الزجاجة الحارقة تكمن في المادة الفوسفورية أو السكر المحترق لأنها تعمل على تركيز الحريق، لذا لابد من مواجهة هذه الفكرة والقضاء على الحريق، كما سيتم تغطية من2-3 أقدام من السيارة بهدف عزل السيارة من أي حريق قريب محتمل.
وسيتم رش الرغوة من خلال زاويتين لكل قطاع، وستكون أول زاوية عمودية على الزجاج الأمامي على مستوى 90 درجة، في حين سوف يكون التعامل من الدرجة الثانية من خلال الزاوية 45 درجة لتغطية منطقة غطاء محرك السيارة كما سيتم إتباع الإستراتيجية نفسها في كل قطاع وإضافة إلى السقف.
كما تم توفير نظام مكافحة داخل مقصورة المركبة لضمان لتفعيل في حال تم انتقال الحريق إلى الداخل وسوف يكون ذلك اختياريا حسب كل آلية، ففي حال كانت آلية تحتوي على معدات كهربائية فسوف تكون مادة المكافحة ثاني أكسيد الكربون أو البودرة الجافة.
كما يمكن التوصل إلى إمكانية عمل الحماية الشاملة سواء داخلية أو خارجية وخلق ما يعرف بطبقة الحماية المتكاملة على كافة أطراف المركبة لضمان القضاء على الحريق من مبدأ الاستجابة الأولية ومحاولة السيطرة عليه في ما يقارب ال60 ثانية .

التشغيل والتحكم بالنظام

يتم تشغيل النظام والتحكم به من خلال طريقتين، حيث يمكن تشغيله يدويا أو تلقائيا بواسطة التحكم الكهربائي للنظام ويتم عزل الرغوة عن خزان الماء لضمان عدم اختلاطهما إلى حين الحاجة لضمان الاستخدام الأمثل وعدم إهدار تلك الكمية من الرغوة كما تم إضافة صمام التحكم لتنظيم التدفق المستمر للرغوة من خلال أنابيب نظام التوزيع ويتم التحكم بطريقة محكمة بمضخات المياه وتركيب مضخة احتياطية لتعزيز قدرة الدفع، بحيث تكون جاهزة في حال حدوث أي طارئ للمضخة الرئيسية بهدف توفير أفضل ضغط لإخماد الحريق، وستكون التغذية الكهربائية من خلال نفس البطارية التي تعمل عليها المركبة.
وخلال المراحل التطويرية المستقبلية سيتم إيجاد طريقة تعمل بواسطة نظام جهاز التحكم عن بعد لتشغيل الجهاز حال اقتضت الحاجة لذلك.

نظام فعال وغير مكلف ماديًا

ويعد هذا النظام ذي فاعلية في حماية رجال الأمن من الأخطار المحدقة بهم نتيجة تطور استخدام التكنولوجيا السلبي من قبل الجماعات الخارجة عن القانون، فالبرغم من الفوائد الجمة التي يمكن ان تجنى من وراء تطبيق هذا النظام واعتماده في سيارات الأمن، ألا ان التكلفة المالية لإنتاج هذا النظام بسيطة جدًا.
ومن الممكن أن يوفر تطبيق هذا النظام مالا يقل عن 850 ألف دينار بحريني في السنة مقسمة على الخسائر المادية للمركبات ومحتوياتها وكذلك ما يتم صرفه من تكاليف علاجية للمصابين بالحروق والإصابات البليغة نتيجة وجود نظام يمنع وصول الحريق للمركبة إضافة إلى الهدف الأساسي وهو حماية سلامة أفراد قوات الأمن العام.