كتب – حذيفة إبراهيم:
فجر إرهابيون مساء أمس سيارة في البديع ضمن سلسلة التخريب الممنهج، في ظل تلكؤ بتطبيق توصيات المجلس الوطني الهادفة لردع الأعمال الإرهابية والتخريبية، إذ تم أمس تفجير أسطوانة غاز «سلندر» داخل سيارة من نوع «بيك أب»، قرب حديقة البديع الساعة6:24 دقيقة، دون وقوع ضحايا، فيما طالب برلمانيون بسرعة تنفيذ المراسيم الملكية وتوصيات المجلس الوطني الداعية إلى اجتثاث الإرهابيين والمحرضين.
وقال مدير عام شرطة المحافظة الشمالية العميد إبراهيم الشيب إن «المعلومات الأولية هو أنه عمل إرهابي تمثل بتفجير سيارة من نوع بيك أب، والانفجار ناتج عن وضع أسطوانتي غاز انفجرت إحداها، قبل تدخل رجال الدفاع المدني لمنع انفجار الأسطوانة الأخرى».
وأضاف في حديث لتلفزيون البحرين «التفجير الإرهابي كان بالقرب من حديقة البديع التي يرتادها جميع الأطفال والعائلات وكبار السن، ولكن صادف وقت التفجير قرب الإفطار بأنه لم يكن هناك أحد موجود، ما أدى لحفظ الأرواح التي كان سيزهقها ذلك التفجير، وجميع الجهات الأمنية موجودة في الموقع».
وأضاف مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية بأن عمليات البحث والتحري جارية لتحديد هوية الجناة والقبض عليهم لتقديمهم للعدالة.
وبحسب شهود عيان من المنطقة، فإن التفجير حدث قبل الإفطار من مركبة كانت متوقفة إلى جانب الشارع، حيث تصاعدت السنة اللهب بالقرب من حديقة البديع، فيما تواجد رجال الأمن والجهات المختصة بعد الانفجار.
وأشارت التفاصيل الأولية إلى أن السيارة كان بها أسطوانتا غاز مجهزتين للانفجار، وانفجرت إحداهما بالقرب من حديقة يرتادها الأطفال والعوائل، وأن الأجهزة الأمنية تباشر الواقعة».
وتبنت ما يسمى «سرايا الأشتر» الإرهابية التفجير الإرهابي في منطقة البديع، وذلك عبر بيان لها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
وقال عضو مجلس الشورى د. الشيخ خالد آل خليفة إن استمرار التفجيرات والأعمال الإرهابية بعد صدور المراسيم الملكية وتوصيات المجلس الوطني تعني إصرار الإرهابيين على أفعالهم المشينة وتماديهم بحق البحرين.
وأشار لـ «الوطن» إلى أن التفجيرات الأخيرة تؤكد ضرورة اتخاذ الجهات المعنية بالتوصيات سواء في السلطة القضائية أو التنفيذية الأمنية، والإسراع في تنفيذ التوصيات والتعامل مع المجاميع الإرهابية.
وأوضح أن وزارة الداخلية يقع عليها العبء الأكبر في الوصول إلى الإرهابيين والتعامل معهم، بينما يقع على عاتق القضاء تطبيق القانون على الإرهابيين ومحرضيهم بأسرع وقت ممكن.
وأكد أن الخلايا الإرهابية في البحرين تتمادى، حيث انتقلت الآن من استهداف رجال الأمن إلى المواطنين بشكل مباشر، حيث لم تعد تلك التفجيرات تستهدف الشرطة فقط، فضلاً عن كونها تنتقل من منطقة إلى أخرى سواء في الرفاع أو منطقة السيف أو البديع، وهي مناطق حيوية مكتظة بالمواطنين والمقيمين.
وقال الشيخ خالد إن المجموعات الإرهابية تشن حملة حالياً ضد الشعب البحريني، وذلك عقب توصيات المجلس الوطني الممثل للشعب، والذي جاءت توصياته لاجتثاث الإرهاب، وهو الأمر الذي سيضر الإرهابيين.
وحول تبني ما تسمى بسرايا الأشتر للتفجيرات الأخيرة، أشار إلى أن المجموعات الإرهابية تفرعت إلى مجاميع صغيرة، ولكن التخطيط والتمويل والتحريض واحد، وإن تعددت المسميات، مبيناً أن تلك المجموعات تستلم تعليماتها من المحرضين وخطاباتهم وتوجيهاتهم، سواء كلمة اسحقوهم أو غيرها، حيث تمثل تلك شفرات خاصة يفهمها المنفذون.
وأكد النائب أحمد الملا ضرورة إيقاف الأعمال الإرهابية من خلال السرعة القصوى في تنفيذ المراسيم الصادرة بذلك الخصوص، وتوصيات المجلس الوطني الأخيرة.
وقال إن تمادي الإرهابيين وصل إلى المواطنين، وهم يسعون إلى الفتنة الطائفية بعدما شقوا الصف في فبراير 2011، بينما تصاعدت وتيرة العمليات الإرهابية وأصبحت «أسبوعية» وبدأت تخرج إلى العلن الأسلحة التي عكفوا على تهريبها وصناعتها خلال الفترات الماضية.
وأشار إلى أن الإمساك برؤوس الفتنة، وتقديمهم إلى المحاكمات أصبح أمراً حتمياً ولا يوجد أي مبرر للتأخير عنه، خصوصاً وأن التوجيهات صادرة من القيادات العليا في البحرين خلال الأسبوع الماضي، مشدداً على أن المزيد من الانتظار سيتسبب في وقوع الفتنة الطائفية في البحرين.