يواصل مسؤولون عرب وغربيون جهوداً دبلوماسية مكثفة في العاصمة المصرية القاهرة بهدف احتواء الأزمة السياسية المتفاقمة هناك.
ويشارك في هذه الجهود وزيرا الخارجية القطري خالد العطية والإماراتي عبدالله بن زايد، إلى جانب نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز ومبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون.
وأعلن هؤلاء المسؤولون تمديد فترة زيارتهم للقاهرة يوماً آخر، بعد يوم من المحادثات التي شملت العديد من أطراف الأزمة.
ومن المقرر أن ينضم لقائمة المسؤولين الغربيين عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي جون مكاين وليندساي غراهام.
وكان بيرنز عقد على مدار اليومين الماضيين محادثات مع مسؤولي الحكومة وقيادات جماعة الإخوان المسلمين التي تطالب بإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي.
في هذه الأثناء، تضاربت الأنباء في شأن زيارة وليام بيرنز ووزيري خارجية قطر والإمارات وممثل الاتحاد الأوروبي لنائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر بمحبسه بسجن شديد الحراسة بمنطقة سجون طرة.
فقد ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلاً عن «مصدر مطلع» أن المبعوثين الذين يسعون للتوسط لإنهاء الأزمة في مصر حصلوا على إذن من النيابة العامة لزيارة الشاطر.
وأوضح المصدر أن «الوفد قام بالفعل بمقابلة الشاطر لمدة ساعة في منتصف ليل الاثنين».
وكان اللواء عبدالفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة نفى الأنباء في وقت سابق قائلاً إن الخبر «عار تماماً عن الصحة».
من جانب آخر، قتل جندي مصري وأصيب اثنان آخران في هجومين شنهما مسلحون في مدينة العريش في شمال سيناء التي تشهد اضطرابات أمنية منذ الإطاحة بالرئيس المصري الإسلامي مطلع يوليو الفائت.
وتعد حادثة قتل الجندي على أيدي المسلحين الأولى منذ الأول من أغسطس الجاري.
وقال مصدر أمني إن «جندياً بالجيش المصري قتل في هجوم مسلح على حاجز أمني أمام نادي ضباط الشرطة بالعريش في شمال سيناء»، وأضاف المصدر «أصيب جنديان آخران في هجوم منفصل على حاجز أمني أمام البنك الأهلي في العريش».
وقال شاهد عيان إن «مسلحين هاجموا عناصراً من الجيش أمام البنك الأهلي من اتجاه البحر»، وتابع «إن تبادلاً لإطلاق النار وقع لدقائق قبل أن يفر المسلحون».
إلى ذلك، نظم بضعة آلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي مسيرة في وسط القاهرة مطالبين بإعادته إلى مقعد الرئاسة ومنددين بالقائد العام للقوات المسلحة.
وحمل المحتجون في المسيرة صور الرئيس المعزول وأخذوا يرددون «مرسي مرسي» و»الانقلاب هو الإرهاب»، بينما قام آخرون بكتابة شعارات على الجدران والتماثيل توجه إهانات واتهامات بالخيانة والقتل للفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي عزل مرسي عقب احتجاجات حاشدة ضد حكمه.
ولم تحاول قوات الأمن تفريق المحتجين الذين ساروا في صفوف، وقدر مراسلون عددهم ببضعة آلاف.
وكشفت المسيرة عن توترات شديدة وخطيرة في مصر بعد مرور أكثر من شهر على عزل مرسي رغم الوساطة الدولية للتوصل إلى تسوية سلمية.