قالت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان في تقرير صدر أمس (الاثنين) إن الصواريخ الباليستية التي يستخدمها النظام السوري ضد المعارضة المسلحة تفتك بالمدنيين بمن فيهم الأطفال.
وقالت المنظمة التي حققت في تسع هجمات صاروخية تسببت في مقتل 215 شخصاً على الأقل في الأشهر الستة الماضية إن هذه الصواريخ «تصيب الأماكن المأهولة، وتسبب عدداً كبيراً من الوفيات بين المدنيين بمن فيهم الأطفال».
وقالت هيومان رايتس ووتش إن من بين القتلى الـ215 الذين سقطوا في الغارات التسع المذكورة مئة طفل.
وأضافت المنظمة في تقريرها أن الصواريخ التي تستخدمها القوات السورية هي من النوع الذي ينشر الدمار في مساحة واسعة، وعندما يستخدم هذا النوع من الصواريخ في المناطق المأهولة لا يمكن التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
وقالت المنظمة ومقرها نيويورك «ينبغي على القادة الميدانيين الامتناع عن استخدام الصواريخ الباليستية في المناطق المأهولة بالمدنيين».
ومضت للقول «ولكن الاستخدام المتكرر لهذه الأسلحة في المناطق المأهولة يشير إلى أن الجيش السوري يتعمد استخدام أساليب الحرب التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، مما يعتبر انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي». وأكدت المنظمة في تقريرها ما ذهب إليه ناشطون سوريون معارضون من أن العديد من هذه الصواريخ تستخدم من قبل الفرقة 155 في منطقة القلمون شمال شرقي العاصمة السورية دمشق. وقالت إن الترسانة الصاروخية السورية تحتوي على صواريخ سكود، وتوشكا س س-21 ولونا-م. وفي موضوع ذات صلة، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن سقوط 18 قتيلاً بقصف بالبراميل المتفجرة في منطقة ريف إدلب.
وقال ناشطون إن مدينتي دوما وعدرا في ريف دمشق تعرضتا لقصف بغازات سامة ومواد كيماوية إضافة إلى قصفهما بالمدفعية الثقيلة، ما تسبب بحالات اختناق بين السكان وجرح 30 منهم حتى الآن.
وانطلقت صفارات الإنذار نتيجة استخدام النظام للكيماوي والغازات السامة على المدينة، وبحسب المكتب الإعلامي لمدينة دوما هناك إصابات بالعشرات حيث تم قصف المنازل بغاز السارين.
من جانب آخر أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن مئات المعتقلين تمت تصفيتهم داخل المعتقلات وجرى التخلص من جثثهم عبر دفنها في مقابر جماعية متفرقة، وذلك استناداً إلى إفادات وشهادات من معتقلين تم الإفراج عنهم.
وقالت الرابطة السورية في تقرير صادر عنها إن جهاز الأمن السياسي في ريف دمشق قام وبشكل سري بنقل عشرات المعتقلين السياسيين من سجن دمشق المركزي بعدرا في ريف دمشق إلى جهة مجهولة، وذلك بعد إدانتهم من قبل محكمة الميدان العسكرية. وقال تقرير الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إن التقديرات تشير إلى أن عدد الجثث في إحدى المقابر الجماعية لامس عتبة الخمسة آلاف وكلها مجهولة الهوية، وهي بطبيعة الحال موجودة داخل منطقة عسكرية لا يمكن الوصول إليها.