كتبت - عايدة البلوشي:
بحسب كبار السن فإن عيد زمان أول! أجمل وألطف، يصنعه الجميع بالفرح والسعادة دون مشاعر سلبية في قلوبهم تجاه بعضهم البعض. أمر يؤكده الحاج محمد علي من المحرق، «الله يرحم أيام الأول، كان العيد بالنسبة لنا في المحرق مناسبة عظيمة ننتظرها بفارغ الصبر، ونعد لها العدة من ملبس وطعام وشراب... وكان الرجل المقتدر يلبس أغلى ما عنده من ثياب وأنواع البشوت، ويتعطر بالعود ويتبخر في صبيحة العيد، والمرأة كذلك تقوم بتجهيز وشراء الملابس الجديدة لها ولأطفالها، إلى جانب ذلك تقوم المرأة قبل العيد بأيام بعملية تنظيف المنزل». =ويضيف «ربما هذه العادة موجودة إلى يومنا هذا ولكن مساعدة الخادمة وبإشراف ربة المنزل حيث لا يوجد بيت في البحرين لا يوجد به خادمة»، مشيراً إلى أنه من أهم الاستعدادات والتجهيزات في تلك الأيام الجميلة تجهيز قدوع العيد -كلن على قدرته- منهم من يقدم لضيوفه أنواعاً وأشكالاً مختلفة من الحلويات، ومنهم من يقوم بإعدادها في المنزل. الحاج إسماعيل محمد بالمثل يقول إن العيد فيما مضى كان له نكهة خاصة، بل كان أكثر بساطة مما هو عليه الآن من حيث الملبس والمأكل والمشرب، «كان المجتمع يستشعر السعادة والفرح، وقيمة التراحم والتواصل ومراعاة الآخرين لبعضهم، وكانت التجهيزات تبدأ قبل أيام من العيد ولكن جميعها تصب في خانة البساطة كخياطة جلابية.. شراء ثوب.. إعداد نوعين أو ثلاثة من الحلويات للضيوف، ورغم بساطة هذه التجهيزات إلا أنها كانت لها نكهة خاصة ومختلفة، عكس الواقع اليوم فهناك مبالغة في التجهيزات سواء الملبس والمشرب والقدوع وحتى غداء العيد».
الحنين للماضي
أما بو علي فيبدو حزيناً، «أحن إلى الماضي، وإلى العادات والتقاليد الموجودة سابقاً، لقد طغت المبالغات وغيرت ملامح الحياة بقصد التجديد، لكنها بلا طعم أو لون خاصة فيما يتعلق بالتجهيزات، «إنها تختلف اليوم، كانت المرأة تقوم بتنظيف المنزل بشكل كبير استقبالاً للضيف (العيد)، وتقوم المرأة أيضاً لإخراج المواعين الجديدة التي لا تستخدمها إلا للعيد، وأيضاً من الصور الجميلة إعداد مائدة للمأكولات استقبالاً للضيوف في صبيحة يوم العيد».
والأمر نفسه عند الجدة أم سلمان، التي ترى أن «أعياد الماضي ليست كأعيادنا الآن، حيث طغت عليها مغريات الحضارة الحديثة، وهناك فارق كبير بينها وبين زمن اليوم، الذي اندثرت فيه كل معالم فرحة العيد». وتضيف «كنا ننتظر بفارغ الصبر وبلهفة الشوق التي ترتسم على وجوه الرجال والنساء والأطفال، وكذلك الشباب، فما إن كان يصلنا خبر دخول أيام العيد حتى تهب رياح الأفراح والأهازيج المرتقبة، ونتزاور فيما بيننا، ونبارك لبعضنا البعض قدومه».
بدورها تقول منى علي إن «الحماس ليلة العيد كان أشد من الآن؛ إذ كانت الأسرة صغاراً وكباراً يخلدون إلى النوم باكراً حتى يستيقظوا، ليصلوا العيد جماعة، حيث الابتسامة لا تفارق شفاههم، أما اليوم فالوضع اختلف، واندثرت تلك العادات وتبدلت بعادات الإرهاق والسهر والحماس والتدافع إلى قفل الأبواب والعزلة، وكأنهم في عالم آخر.
وتردف: أيضاً من مظاهر التجهيزات (أيام لول) أن تقوم المرأة بتنظيف المنزل بشكل كامل، كما تقوم بإعداد الحلويات وهناك من يقوم بنقش الحناء للأطفال ومازلت أتذكر حتى اليوم يتحول الفريج إلى صالون صغير للحناء، أما اليوم فاختفت هذه المظاهر الجميلة والناس تعتمد على الصالونات».