قالت الرئاسة المصرية أمس (الأربعاء) إن الجهود الدبلوماسية للوساطة في إنهاء الأزمة السياسية في مصر فشلت، وحملت جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عما وصفته بالعواقب المحتملة.
وأضافت في بيان «انتهت اليوم مرحلة الجهود الدبلوماسية التي بدأت منذ أكثر من عشرة أيام».
وتابعت أنها «تحمل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية كاملة عن إخفاق تلك الجهود وما قد يترتب على هذا الإخفاق من أحداث وتطورات لاحقة فيما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم الاجتماعي للخطر».
وقال مصدر بالأزهر إن الأزهر دعا إلى لقاء هام بعد العيد لمناقشة الأزمة السياسية في مصر.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المصدر قوله «دعا الأزهر الشريف أصحاب المبادرات التي قدمت لحل الأزمة الآنية التي تمر بها مصر في لقاء هام بعد العيد مباشرة في حضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.»
وتابع المصدر «هناك بعض المبادرات يمكن أن يبنى عليها لبدء المصالحة الوطنية.»
وحذرت السلطات المصرية من أن صبرها على الاعتصام أوشك على النفاد. ويوحي بيان الرئاسة بأن قوات الأمن قد تستخدم القوة في وقت قريب لفض الاعتصامين مما يزيد من احتمالات إراقة الدماء.
ولم يصدر رد فعل فوري من معسكر أنصار مرسي. وقال محمد علي بشر القيادي البارز بالإخوان المسلمين والذي مثل الجماعة في المحادثات في الفترة الأخيرة مع الدبلوماسيين إنه يحتاج لبعض الوقت للتشاور مع أعضاء آخرين من الجماعة قبل الرد على بيان الرئاسة.
وقال مسؤولون بمطار القاهرة إن وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي المشارك في جهود الوساطة لإنهاء الأزمة السياسية في مصر غادر البلاد أمس في الوقت الذي أعلنت فيه الرئاسة المصرية فشل الجهود الدبلوماسية.
وفي أول رد فعل قال متحدث باسم كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي «سنستمر في بذل قصارى جهدنا في محاولة وتشجيع الناس على المضي قدما في هذا الحوار الذي يشمل الكل وانه من المهم للغاية ان نرى عودة إلى المرحلة الانتقالية الديمقراطية في مصر».
من جهة ثانية؛ دعا رئيس وزراء مصر المؤقت حازم الببلاوي أنصار محمد مرسي إلى فض اعتصامهم طواعية على الفور، قائلاً إنه لا رجعة عن قرار اتخذته حكومته بفض الاعتصام.
وقال في بيان أذيع بالتلفزيون إن الحكومة ستواجه «بأقصى درجات الحزم والقوة» أي محاولة من جانب المعتصمين لاستخدام السلاح في مقاومة الإجراءات التي يمكن أن تتخذها وزارة الداخلية لفض الاعتصام.
وأضاف أن هناك أعمال عنف في الاعتصام «قارب صبر الحكومة على تحملها على النفاد».
وأوضح أن «لا تراجع عن فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية»، مؤكداً أن «القرار نهائي». وقال الببلاوي «لم نقم بفض الاعتصامين حتى الآن احتراماً لحرمة شهر رمضان». ميدانياً؛ قتل شخص وأصيب 62 بجروح في اشتباكات وقعت مساء الثلاثاء فجر الاربعاء في عدة مدن مصرية بين أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ومعارضيه . وقال رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة، الدكتور خالد الخطيب في بيان إن الاشتباكات التي وقعت بالقاهرة والإسكندرية والبحيرة، قد أسفرت عن وفاة شخص وإصابة 62 آخرين.
وأشار إلى أن حالة الوفاة وقعت في الاشتباكات التي حدثت بالإسكندرية، إضافة إلى 42 مصاباً، بينما وقع 16 مصاباً في الاشتباكات التي حدثت أمام محافظة البحيرة، فيما أصيب 4 آخرين بالتحرير وحلمية الزيتون في القاهرة . إلى ذلك؛ قالت مصادر أمنية في مصر إن مسلحين قتلوا أمس في شبه جزيرة سيناء سياسياً كان عضواً في مجلس الشورى خلال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك.
وأضافت أن مهاجمين في سيارة أطلقوا أربعة أعيرة على عبد الحميد سلمي أثناء خروجه من مسجد، وتابعت أنه كان عضواً في الحزب الوطني الديمقراطي.
من جانبه أعلن الجيش المصري الأربعاء أنه قتل خلال شهر «ستين إرهابياً» في شبه جزيرة سيناء المضطربة حيث كثف الإسلاميون هجماتهم منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في 3 يوليو.
وأضاف الجيش في شريط فيديو بث على صفحته على فيسبوك أن عشرات «الإرهابيين» الآخرين أصيبوا خلال تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن. في حين سقط في صفوف قوات الأمن نحو ثلاثين قتيلاً خلال الفترة نفسها.