شن مقاتلو المعارضة أمس (الأربعاء) هجوماً في محاولة للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في مدينة حلب في شمال سوريا، في حين قتل «عشرات» المقاتلين في ريف دمشق بكمين لقوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «مقاتلي المعارضة يشنون هجوما في محاولة للسيطرة على المباني المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون» عند الأطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب.
وأوضح أن اشتباكات تدور بين مقاتلين ينتمون إلى «جبهة النصرة وحركة الفجر الإسلامية وكتائب فجر الخلافة» الإسلامية، إضافة إلى كتائب أخرى مقاتلة، وقوات تابعة لقوات نظام الرئيس بشار الأسد، والتي يعد المبنى أحد معاقلها الرئيسة في ثاني كبرى مدن شمال سوريا.
وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المعارضين على مطار منغ العسكري الواقع في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد أشهر من الحصار والمعارك.
وأفاد ناشطون معارضون لنظام الرئيس بشار الأسد في مدينة حلب، أن المقاتلين يحاولون التقدم في اتجاه بلدتي نبل والزهراء، والتي يفرض المعارضون طوقاً حولهما منذ مدة طويلة.
وكان مصدر مقرب من السلطات السورية أفاد أن القوات النظامية هي في حالة دفاعية نظراً لنقص في عديدها لشن هجمات.
وفي محافظة الرقة (شمال)، قتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلان وأصيب العشرات بجروح إثر انفجار «مجهول» هز المدينة صباح أمس.
وفي محيط دمشق، قتل 62 مقاتلاً معارضاً في كمين للقوات النظامية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «استشهد 62 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة على الأقل غالبيتهم من الشباب وفقد ثمانية آخرون وذلك إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية فجر اليوم في المنطقة الواقعة غرب مدينة عدرا الصناعية»، شمال شرق العاصمة.
من جهتها، نقلت وكالة (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله إن القوات النظامية «قضت في كمين محكم على مجموعة إرهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) حاولت التسلل إلى الغوطة الشرقية والاعتداء على إحدى النقاط العسكرية».
وتشكل عدرا الواقعة على بعد 35 كلم من دمشق، ممرا رئيسيا إلى الغوطة الشرقية التي تعد أحد المعاقل الرئيسة لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق.
والكمين هو الثاني تنفذه قوات نظام الرئيس بشار الأسد في المنطقة نفسها، إذ قضت على 49 مقاتلاً معارضاً في كمين مماثل في 21 يوليو.
من جهة أخرى، قال نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إي) إن الوضع في سوريا بات يشكل التهديد الأكبر للأمن القومي الأمريكية.
ونقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) عن موريل قوله إن الخطر يكمن في أن تنهار الحكومة السورية التي تملك أسلحة كيميائية وغيرها من الأسلحة المتطورة وأن تصبح البلاد معقلاً جديداً للقاعدة يحلّ مكان باكستان.
وبحسب موريل، حلّت سوريا في المرتبة الأولى لناحية التهديد للأمن القومي الأمريكي، تليها إيران ثمّ تهديد القاعدة العالمي وكوريا الشمالية والحرب الإلكترونية.
وقال إن سوريا هي على الأرجح الموضوع الأهم في العالم الآن، معتبراً أن البلاد تسير باتجاه انهيار الحكومة المركزية.
وأضاف أن أعداد المقاتلين الأجانب الذي يتوجهون إلى سوريا شهرياً لحمل السلاح إلى جانب الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة أكبر من العدد الذي كان يذهب إلى العراق للقتال مع القاعدة في عزّ الحرب هناك.