كتبت ـ شيخة العسم:
الغزو الكبير للمسلسلات على الشاشة الصغيرة بشهر رمضان الكريم، بات أمراً أعتيادياً في كل سنة، إلا أن الطرح الجريء في بعضها والذي يرجعه الكثير لطمع المنتجين بات أمراً واضحاً، فالكثير من المسلسلات أصبح هدفها جذب المشاهد ليس إلا، بغض النظر عن عواقب تأثيرها على المشاهدين وخصوصاً المراهقين كما يقول فاضل جاسم 35 سنة «هناك الكثير من المسلسلات والبرامج التي تتعدى الـ100 مسلسل من الدول العربية وبرأيي أجد أنه أقل من 5% منها هي التي يمكن أن يكون هدفها غير ربحي من طرح لقضايا مجتمعية أما الباقي فهي تستهدف الربح وجذب المراهق بالدرجة الأولى، فهم الفئة الأكثر متابعة وتأثراً بها، لهذا يقوم المنتجون بوضع المشاهد التي تثيرهم وتجذبهم ومن المعروف أن «كل ممنوع مرغوب» لهذا يجد المراهق ضالته بهذه المسلسلات والتي يتمنى أن تكون بأرض الواقع».
وعلى الرغم من الإقبال الكبير على مشاهدة هذه الإنتاجات، والنجاح والانتشار الباهر لبعضها، إلا أن ذلك لا ينفي أبداً وجود فئة كبيرة من المجتمع تتخذ أساليب مختلفة في التعامل مع أطفالها ومراهقيها في منازلهم، ومن خلال مراقبتهم وتوجيههم للأمور التي يمكن أن يسمح لهم بمتابعتها تقول أم عادل خليفة «لا أنفي أننا نحب متابعة المسلسلات والتي أرى شخصياً مدى هبوط المنتجين والكتاب في الطرح، إلا أننا نحاول أن نسلي أنفسنا بها، ولكن هذا الأمر لا يطبق على أولادي المراهقين فأنا أتابعهم من خلال تواجدي معهم في الصالة وأقوم بتوجيههم لما يمكن رؤيته، فهناك مسلسلات خليجية إلا أنها تحمل مشاهد مخلة بالآداب وجريئة جداً لم تكن موجودة في سنوات ماضية تخدش الحياء وتهز مشاعر المراهقين، خصوصاً الكلام المعسول ومشاهد الغرام بين شاب وشابة غير متزوجين».
في حين أن أم سارة تعاني من أصدقاء ابنتها المراهقة والذين يقومون بإعطاء سارة تفاصيل عن مسلسلات جريئة في الطرح ويطلبون منها متابعتها، ويشوقونها، إلا أنها ولله الحمد دائماً ما تقوم باستشارتي في هذه الأمور إلا أنها أحياناً تنجذب لتراها خلسة مع بنات خالتها، وهذا أمر يزعجني كثيراً، فهم يقومون بتعليم الفتيات كيفية العصيان والتمرد وحتى عقوق والديهم وكثيراً من السلوكيات الخاطئة، وترجع أسبابها لطمع المنتجين إلى الترويج عن بضاعتهم بغض النظر عن السلبيات والنتائج الخطيرة على الأبناء مستقبلاً.
ويقول عيسى الذوادي إن نسبة الجرائم بين المراهقين من مخدرات واغتصاب والتي يومياً نجد خبراً عنها في الصحف والتويتر سببها الرئيس هي ما تعرضه المسلسات من مشاهد عنف واغتصاب مما يؤثر تلقائياً على فكر المراهق ويجعله يطبق ما يراه على أرض الواقع.
فيما تعتقد أم عبدالعزيز، وهي أم لخمسة أبناء، أن طرح الشاشة الصغيرة خلال العام أصبحت مضاره أكثر من منفعته للكبير قبل الصغير قائلة: «إجمالاً أحاول في منزلي جاهدة إبعاد أبنائي عن كل ما يطرح وأتجه دائماً لباقات القنوات الدينية المتخصصة مما يجعل الخيارات قليلة أمامهم، ومع ذلك فالجيل الجديد لا يجد صعوبة أبداً في تلبية رغباته حتى وإن كانت ضد رغبات الأهل».
وفي رأي مختلف يعتقد بدر إبراهيم أنه لا يجوز تعميم السلبية على كافة الأطروحات الدرامية خلال الشهر الفضيل، فقد نبخس بذلك حق بعض منتجي الدراما الذين يسعون لمحاكاة قضايا مهمة في مجتمعنا قائلاً: «لا أخفي غضبي على بعض المواضيع المطروحة من خلال بعض المسلسلات التي أراها، خصوصاً التي تتعلق بعقوق الوالدين والخيانات، وحتى الانفتاح التربوي للبنات والشباب خلال الشهر الفضيل، إلا أن ذلك لا يعني أبداً انعدام الطرح التربوي في بعض البرامج والأعمال، خصوصاً ما يطرح عبر الشاشات الوطنية التي تخضع تحت رقابة الدولة».