«البحث عن شهيد» طريق شاق يبدو أن جمعية الوفاق اختارت أن تسلكه، غير أن الحيلة أعيتها فاضطرت للقفز فوق حقائق العلم والطبيعة، مستخدمة هذه المرة وفاة طفل بريء بالسرطان، أعان الله أهله على فقده. وفي حين لم تتبن الجمعية «الرواية» رسمياً، عهدت بالمهمة كعادتها لموقع محسوب عليها. فالطفل حسب ما تداولته مواقعها «توفي بالسرطان نتيجة مسيل الدموع» كجزء من ماكينة دعائية تسعى لتحريك العواطف وإثارة المشاعر الإنسانية، وليس كوفاة الأطفال وانتهاك الأعراض محركات أقوى، فمن «مسرحية» اغتصاب سيدة اضطرت الماكينة نفسها لتكذيبها في النهاية، إلى استغلال مكشوف لا يستند على أبسط قواعد المنطق لوفاة طفل بالمرض الخبيث الذي يجهد أطباء العالم لاكتشاف مسبباته المباشرة حتى الآن دون جدوى. «الرواية» لم تجد مؤلفاً جيداً، ولأن الوقت يتسارع نحو التحشيد كان لابد من إخراجها بأي طريقة حتى لو اضطرت الوفاق لتحميل الحكومة مسؤولية حوادث الطائرات في العالم ودماء ضحاياها. انتقل الطفل جعفر إلى جوار ربه إثر صراع مع السرطان غير أن محاولة استخدام وفاته في التحشيد جعلت قصته «شهيدة» التضليل.