«أ ف ب» - تراجعت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة مجدداً الى أدنى مستوياتها بعد رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بسبب خلافات عدة من أبرزها قضية إدوارد سنودن.
والغاء قمة بين رئيسي دولتين خطوة غير مسبوقة في العلاقات الروسية-الاميركية منذ الحرب الباردة ويمكن ان يرى الكرملين في ذلك قلة احترام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بلد متمسك جدا بالبروتوكول.
لكن أوباما لم يغير مشاركته في قمة مجموعة العشرين في الخامس والسادس من سبتمبر في سان بطرسبرغ التي كان ينوي التوجه قبلها إلى موسكو للقاء بوتين على انفراد.
ولتبرير إلغاء القمة، أكد البيت الأبيض «قلة التقدم» حول عدة مسائل مثل الدفاع المضاد للصواريخ والانتشار النووي والتجارة وحقوق الإنسان.
وصرحت المحللة الروسية في مركز كارنغي ليليا شيفتسوفا لفرانس برس «كل البوادر تشير إلى أن العلاقات بين واشنطن وموسكو تتجه نحو فتور جدي».
وأضافت «هناك مسائل كثيرة لا تتمكن الولايات المتحدة وروسيا من التوصل بشأنها إلى أدنى تقارب».
ويأتي إلغاء واشنطن للقمة بين أوباما وبوتين بعد أسبوع على منح موسكو اللجوء المؤقت لمدة عام للشاب الأمريكي إدوارد سنودن المحلل السابق في وكالة الأمن القومي الذي كشف برنامج مراقبة الولايات المتحدة للاتصالات الإلكترونية.
لكن قضية سنودن ليست سوى إحدى نقاط الخلاف العديدة بين الولايات المتحدة وروسيا منذ عودة بوتين إلى الكرملين في مايو 2012 لولاية رئاسية ثالثة بعد ولايتين بين 2000 و2008 وتوليه بين 2008 و2012 رئاسة الوزراء.
ونقلت صحيفة كومرسنت الروسية الخميس عن مصدر في الكرملين قوله إن «قضية سنودن حجة لإلغاء زيارة» أوباما لموسكو.
وأضاف المصدر أن «الأمريكيين يتجنبون المفاوضات المهمة. سيكون لموقفهم عواقب سياسية دون شك».
وفي أقل من عام منعت روسيا العائلات الأمريكية من تبني الأطفال الروس وأرغمت المنظمات غير الحكومية التي تتلقى أموالاً أجنبية بأن تسجل كـ»عملاء أجانب» وتبني قانون يعاقب بالسجن «الدعاية المثلية» أمام قاصرين.
وعلى الساحة الدولية تتخذ روسيا والولايات المتحدة مواقف متباينة جداً بشأن الملف السوري إذ ترفض موسكو وقف تعاونها مع نظام بشار الأسد الذي ينتقده الغربيون والمنظمات غير الحكومية للدفاع عن حقوق الإنسان بشدة.