كتب - أحمد الجناحي:
رمضان فرصة ذهبية للتغيير، فلا أحد يخلو من العيوب ومن التقصير بحق رب العالمين أو الأسرة أو المجتمع، يأتي رمضان بشعاع من نور ينير طريق الخير ويأصل بعاداته مبادئ وقيم سامية وجدت منذ آلاف السنين.
هناك من يستغل الفرصة العظيمة ليصنع التغير الإيجابي بحياته طوال الشهر الكريم، فيبتعد عن السلوكيات السيئة، ومن يتخاذل ولا يتغير فيه شيء سوى برنامج حياته، وهناك من يرجع لعاداته وسلوكياته القديمة بعد انقضاء رمضان فوراً.
فضل أبو ماريا أن يأخذ إجازته السنوية بشهر رمضان المبارك خلافاً لكثير من الشباب ليقضيها في العبادة والتقرب إلى الله، واكتساب مهارات وقيم حياتية جديدة عن طريق برامج وفعاليات شهر رمضان «اخترت هذه السنة أن تكون إجازتي في شهر رمضان المبارك تقرباً لله عز وجل، ففي رمضان سعيت أن أوسع دائرة المعارف وأزور الأهل وأقربائي وعائلة زوجتي والأصحاب والمجالس الشبابية المفتوحة على مدار السنة، فقبل رمضان كانت الزيارات بسيطة ومن شهر لآخر، وفي رمضان أعددنا مسابقة تنافسية مع الشباب بقراءة القرآن الكريم، وفي رمضان أصبحت أتصدق يومياً عني وعن أسرتي، وأحرص على صلاة الفجر جماعة».
ويرى أن شهر رمضان المبارك فرصة للتغير الإيجابي «شهر رمضان عبارة عن معسكر تدريبي للقيم والمهارات الحياتية الجديدة، ولابد من تطبيق كل هذه المهارات بعد رمضان، وسأحرص على استمرارها واستدامتها حتى رمضان المقبل إن شاء الله».
فاطمة محمد طالبة بجامعة البحرين تعتبر رمضان من أثمن فرصة للتغير الإيجابي يجب ألا يفرط فيها الشاب «التغيير الإيجابي يجب أن يبدأ من النفس، ورمضان شهر الرحمة والمغفرة والتسامح، وهو الفرصة الأثمن للتغير».
وتضيف فاطمة «قبل رمضان صلة الرحم كانت خفيفة وقليلة، ولكن مع دخول الشهر الفضيل وبفضل عادات رمضان الأصيلة زادت صلة الرحم بين الأهل والأصدقاء، ورمضان تزيد فيه العبادات وقراءة القرآن والصلوات طمعاً في الرحمة والمغفرة، ناهيك عن الصدقة والزكاة». وترى فاطمة أن المحاضرات الدينية تسهم في التغيير الإيجابي والوعظ الحسن «المحاضرات الوعظية، والاهتمام بأمر المسلمين يسهم في صفاء النفس أيضاً». وتعد فاطمة نفسها بالاستمرار على هذه القيم والسلوكيات حتى بعد رمضان «أعد نفسي بالاستمرار على هذه السلوكيات والقيم الحسنة حتى بعد رمضان، صحيح أني أنشغل بالجامعة ولكن دائماً هناك وقت لكل شيء». ملك عبدالرحمن يرى أن رمضان مثل كل الشهور والتغيير حاصل في البرنامج اليومي لا أكثر ولا أقل «رمضان يتغير فيه البرنامج اليومي بسبب الصيام، فقبل رمضان كنت أذهب للقهوة الشعبية وأجالس الأصدقاء فترة العصر، ولكن في رمضان اعتدنا على التجمع هناك بعد صلاة التراويح». ويقول عبدالرحمن إن في شهر رمضان تزداد الطاعات من صلاة التراويح وإفطار الصائمين، وبعد رمضان يفقد هذه الأنواع من الطاعات فلا يستطيع القيام بها بمفرده، ويضيف «استطعت بحمد الله الإقلاع عن التدخين بشهر رمضان المبارك، ووعدت أسرتي على الثبات حتى بعد رمضان». الجد صالح القاسمي يرى أن السبب الرئيس خلف انتكاس الشباب بعد رمضان لعاداتهم القديمة هم أصحاب السوء «على الشباب الابتعاد عن رفقه السوق والجلوس عند أبواب البرادات، الشباب يجب ألا يضعوا أنفسهم في مواقف الشبهات، لأن البعض السيئ يعمد لتشجيع الآخرين على السلوك السيئ، وعلى الابتعاد عن المساجد والطاعات».
وتعلمت فاطمة القلاف من رمضان السنة الماضية مساعدة إخوانها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ومازالت إلى يومنا هذا تعمل على هذه السنة الحسنة التي اكتسبتها «تعلمت من رمضان السنة الماضية مساعدة إخواني المسلمين في جميع الدول، وتعلمت ملازمة الوالدين وطاعتهما وتوفير ما يحتاجونه فالنبي صلى عليه وسلم أوصى ببرهما».
المستشار النفسي والأسري عصام عبدالله يقول «التغير لابد أن يكون تدريجياً، والإنسان برمضان لابد أن يتدرج في العبادة حتى تتعود النفس وتستمر، وكذلك التنويع في العبادة يضمن الاستمرارية، فإذا استشعر الإنسان روح العبادة في رمضان سهل عليه الاستمرار على نفس الوتيرة بعد رمضان، لأن النفس تكون تعودت على هذه الروح».