كتبت - شيخة العسم:
عدا عن الشباب لايزال الكهول وكبار السن عند رأيهم بأن التباريك بالعيد، تختلف عن الأمس، فهي دون روح، ولا تكشف عن طيبة وإنسانية تميز أناس الأمس.
وتقول أم فهد «يا حلوها من أيام.. كان الواحد منا يصلي صلاة العيد ويبدأ بالتزاور أخرج أنا وأمي وإخواتي لنطرق كل أبواب الجيران نهنئهم بالعيد ونأكل «القدوع» حتى قبل الظهر لنتوجه لبيت جدي رحمه الله والذي كان يضم عائلتنا كلها من قريب وبعيد نهنئ بعضنا بالعيد، وبعد العصر يزور جدي في مجلسه كثير من الناس فقط ليهنئوه بالعيد وجهاً لوجه، وإذا علمنا بمريض كنا نذهب إليه جميعاً حتى لو كان أصغرنا سناً بهدف التهنئة والتبريك كونه لا يستطيع الخروج».
وبحسب حسين محمد فإن رسائل المباركة عبر البيبي والواتس أب والتويتر والفيس بوك، بلا روح، «أدت إلى قطع الصلة بين الناس، فمنهم من يكتفي بها، ولم يعد التزاور ووصل الأرحام ضرورة لديهم، بل يكتفون بـ»مسج» لاختصار كل ذلك، كما إنك تشعر بأنها غير خاصة لك، بل يعم المرسل الجميع، من له مكانة خاصة لديه أو الذي لم يكن، القريب أو البعيد عن القلب، فالكل سواء بهذه التهنئة».
وعكس ذلك ترى خديجة المطاوعة أن وسائل التواصل اليوم هي دعوة للتواصـــــل والتهانـــي، «صحيح أنها طريقة جديدة لكنها مفرحة وخاصة لأشخاص لا ولن أستطيع أن أهاتفهم أو أن أزورهم.. فنزرع ورود الحب والتواصل عبر المسجات وشبكات التواصل الأخرى، بالفعل عندما أرسل لي بعض الأعضاء رسالة يهنئونني بالعيد سعدت من أعماق قلبي لروحهـــم الطيبة التي قد تذكرني بالكثير من الناس التي ربما غفلت عنهم وتذكروني بتهنئة».
ويجد علي الجار هذه الوسائل «تتماشى مع عصر السرعة الذي نعيش فيه، ولكنها لا تغني عن زيارة الأصدقاء والأهل والمعارف في يوم العيد.. فزيارتهم واجبة وهي صلة رحم، ولا تكتمل فرحة العيد إلا بالتزاوز، فأنا في العيد أقوم بزيارة الكثير من أقاربي الذين كنت قصراً في مواصلتهم في الأيام العادية وحتى أصدقائي، فنحن نجدد اللقاء في الأعياد بالخروج معاً وتهنئة بعضنا بعضاً».