كتب - أحمد الجناحي:
لا تقف الواجبات عائقاً أمام الشباب للاستمتاع بأيام وليالي العيد السعيد، إذ يرون أن ساعة زمان كافية لأداء هذه الواجبات للتفرغ لبرامجهم الخاصة، متهربين من بعض الزيارات الأسرية بحجج مقنعة وغير مقنعة.
الشباب يصطدمون مع أهاليهم الذي يفرضون عليهم القيام بواجبهم تجاه «كبير العائلة» ومن ثم الأهل والأقارب، والمتعارف عليه أن الكبار دائماً يحرصون على إعطاء الأولوية للواجبات الاجتماعية الأسرية فالأقربون أولى بالمعروف على حد قولهم وقناعتهم.
عبدالله ناصر يبدأ صباح العيد بعد الصلاة بتناول البلاليط والبيض في منزل جدته «بعد صلاة العيد نزور جدتي برفقة الإخوان لتناول وجبة الإفطار، تعد جدتي الكباب والبلاليط والبيض بالطماطم».
يعود عبدالله بعد تلك الوجبة الشهية للمنزل ليعايد على أمه وأسرته ويستعد كل منهم للذهاب لبيت كبير العائلة منزل عبدالله آخوند العوضي. وتجتمع الأسرة كلها هناك ويتبادلون التهاني والتبريكات وأطراف الحديث، «بعدها نقوم بزيارة الخالات والعمات في المحرق حتى يحين الوقت الذي يترقبه الجميع، وهو وقت الغداء، حيث نأكل الرز واللحم، وننام القيلولة حتى العصر».
أما اليوم الثاني فيكون بالنسبة لعبدالله من نصيب الأصدقاء، فيقوم بالخروج مع زميليه البسام علي وأحمد شريف لتناول وجبة الغداء في أحد المطاعم الراقية، ومن ثم يدخلون السينما بعد انقطاع شهر رمضان كله عنها، وعندما يحين الليل يقومون بحضور أحد المسرحيات. وعن اليوم الثالث يقول عبدالله «اليوم الثالث في الغالب يكون يوماً للسفر مع الأشقاء لدولة الكويت الشقيقة، لحضور بعض المسرحيات وتغيير الأجواء بقصد الترفيه والترويح عن النفس، وإن لم نتوفق في ترتيب سفرة، يكون اليوم اليوم الثالث من نصيب الأهل والزيارات».
أما أحمد آدم فاتفق مع أسرته على تخصيص اليوم الأول من العيد للزيارات العائلية، «نزور في اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك الأهل والأقارب من جهة الأم والأب برفقة الأسرة، مؤدين الواجب الذي يفرضه علينا الإسلام والعادات الموروثة. أما اليوم الثاني يكون من نصيب الفرد نفسه، فأنا شخصياً أرتب برنامجاً معيناً مع الأصدقاء نقضي فيه هذه الأيام الرائعة معاً بعيداً عن الالتزام بالمجالس والتقيد بالرسميات، وكذلك اليوم الثالث مخصص للأصدقاء، هناك مجموعات مختلفة من الأصدقاء ومن حقهم علينا التواصل معهم».
ويقضي جاسم اللنقاوي أول يوم من العيد برفقة الأهل والزيارات، وعادة ما يكون في منزل الجد لاستقبال الضيوف، «بعد صلاة العيد أزور منزل جدي رحمة الله عليه، وهناك تجتمع العائلة كلها، وأقضي اليوم في استقبال الضيوف برفقه الأهل، وبعض الزيارات الخفيفة السريعة».
وعن باقي أيام العيد يقول اللنقاوي «يختلف برنامج بقية أيام العيد من عيد إلى عيد، في الغالب تكون الأيام كلها من نصيب الزيارات الأسرية والاجتماعية، وفي بعض الأحيان أجد فرصة للخروج مع الأصدقاء، وقضاء وقت ممتع خفيف وبسيط بعيداً عن الرسميات».
منصور أحمد يقضي ليلة العيد بالسهر مع أصدقائه حتى الصباح، «ليلة العيد تكون من نصيب الأصدقاء حيث السهر والمرح، حتى نصلي صلاة العيد في المسجد، ويعود كل منا ليتقاتل مع الوسادة وينام حتى الليل، حيث اللقاء مع الأصدقاء مرة أخرى ولكن هذه المرة للذهاب لأحد المجمعات التجارية إما للتجول أو حضور السينما، وبعد ذلك تكون وجبة العشاء في أحد الفنادق». ورغم عتب أسرة منصور عليه لعدم التزامه ببرنامج الأسرة والزيارات العائلية، إلا أنه يجد أن العائلة اعتادت على ذلك ويمكنه التعويض في اليوم الثاني، «اليوم الثاني من العيد أزور فيه الأهل والأقارب وأقوم بتأدية الواجبات الأسرية والاجتماعية».
لكن منصور لا يقضي اليوم الثاني من العيد بأكمله مع الأسرة، بل يعاود الخروج مع أصدقائه ليلاً، ويرى أن الخروج برفقة الأصدقاء أكثر متعة ورفاهية من قضاء أيام إجازة العيد بين الزيارات المتكررة وممارسة البرنامج ذاته في كل زيارة.
ويذكر محمد الكوهجي أن «أخي الذي يصغرني بسنة نراه في الفترة الصباحية يؤدي معنا الواجبات الأسرية وبعدها لا نجد له أثراً، وعندما سألته عن السبب أجاب بأنها خطة ذكية فهو يجمع العيدية من الأهل ويفر هارباً لصرفها برفقة أصدقائه، أما أنا فأقضي معظم الوقت مع أسرتي في زيارة الأقارب والأهل وأخصص ثالث العيد لأصدقائي». أما أحمد التميمي فيقضي اليوم الأول من العيد في زيارة الأهل من الصباح حتى المساء، «أقضي أول أيام العيد في زيارة الأهل من الصباح حتى المساء، أما اليوم الثاني والثالث فيكون من نصيب الأصدقاء بعيداً عن المجمعات التجارية وازدحاماتها المملة».
ناصر ووليد علي شقيقان يقضيان أول أيام العيد برفقة أسرهم لأداء الواجبات الأسرية، ويقضون الليل برفقة أصدقائهم. أما ثاني أيام العيد فيذهبون إلى البحر لممارسة هوايتهم المفضلة «الجت سكي». «وفي ثالث أيام العيد نعود للروتين الممل بزيارة الأهل، وفي بعض الأحيان نقضي الوقت كقضائنا لأي يوم من أيام السنة».