قال أصدقاء أستاذ الدراسات الأندلسية محمود علي مكي، إن صديقهم (84 عاماً) توفي في إسبانيا بصمت وشيعت جنازته الجمعة الماضي ودفن في مدريد.
وكان مكي تعرض لأزمة صحية ووقع مغشياً عليه أثناء استضافة مكتبة الإسكندرية له عام 2006 في برنامج «الباحث المقيم» المخصص للعلماء العرب البارزين في تخصصاتهم، ثم سافر إلى إسبانيا للعلاج إلى أن توفي.
ولد مكي في محافظة قنا بصعيد مصر عام 1929 وتخرج من كلية الآداب بجامعة القاهرة 1949، وفي العام التالي أوفده عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين إلى إسبانيا ضمن أول بعثة مصرية لدراسة الأدب الإسباني، ونال درجة الدكتوراه عام 1955 من كلية الآداب والفلسفة بجامعة مدريد.
وعمل مكي ملحقاً ثقافياً لمصر في مدريد، ثم تولى إدارة الترجمة والنشر في وزارة الثقافة في الستينات وعمل أستاذاً زائراً في جامعات بالمكسيك والكويت، واختير عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ونال عضوية مجامع لغوية عربية وأوروبية منها المجمع الملكي التاريخي في مدريد.
ومكي من أوائل المساهمين في تأسيس قسم اللغة الإسبانية في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1984، وكان أول رئيس للقسم الذي تخرجت أولى دفعاته عام 1988 كما أشرف على أول رسالة علمية في القسم.
لمكي ترجمات منها مسرحية «سمك عسير الهضم» للكاتب الغواتيمالي مانويل جاليتش ونال عن ترجمة رواية «السيدة باربارا» للكاتب الفنزويلي رومولو جاييجوس -الذي تولى رئاسة البلاد عام 1948- جائزة الدولة التشجيعية عام 1968، كما حصل عام 1988 على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي، وجائزة الدولة التقديرية في مصر 1993.
ولمكي دراسات مهمة منها «الثقافة الدينية في الأندلس» و«تأثير الدون كيخوته في الأدب العربي»، وحقق ديوان ابن دراج القسطلي وقدم دراسة وافية عن المؤرخ الأندلسي ابن حيان القرطبي وكتابه «المقتبس من أنباء أهل الأندلس».