قرر القضاء المصري أمس (الإثنين) تجديد حبس الرئيس المعزول محمد مرسي 15 يوماً على ذمة التحقيق بتهمة «التخابر مع حركة المقاومة الإسلامية حماس للقيام بأعمال عدائية» مطلع عام 2011.
وكان مرسي الذي يحتجزه الجيش في مكان سري منذ إقالته في 3 يوليو الماضي قد أودع رسمياً الحبس على ذمة التحقيق في 26 يوليو في عدة تهم منها «السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية في البلاد، والهجوم على المنشآت الشرطية واقتحام السجون المصرية وهروبه شخصياً من السجن».
كما تشمل هذه العمليات التي نسبت إلى حماس خلال ثورة 25 يناير «الهجوم على المنشآت الشرطية، والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية، وتخريب مبانيها، وإشعال النيران عمداً في سجن وادي النطرون، وتمكين السجناء من الهرب، وهروبه شخصياً من السجن، وإتلاف الدفاتر والسجلات الخاصة بالسجون واقتحام أقسام الشرطة وتخريب المباني العامة والأملاك، وقتل بعض السجناء والضباط والجنود عمداً مع سبق الإصرار، واختطاف بعض الضباط والجنود».
وتوجد قيادات أخرى لجماعة الإخوان المسلمين في الحبس على ذمة التحقيق أو مطلوب القبض عليها.
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة عدد كبير من قادة الجماعة بينهم مرشدها محمد بديع اعتباراً من 25 أغسطس الحالي بتهمة «التحريض على القتل» أي قتل المتظاهرين المعارضين للرئيس المعزول.
إلى ذلك، يتصاعد التوتر حيث يعزز أنصار مرسي حواجزهم في موقعين يعتصمون فيهما منذ شهر مع نساء وأطفال، وتهدد الشرطة بتفريقهم في أي وقت.
وتخشى الأسرة الدولية حمام دم، بينما تبدو الحكومة التي شكلها العسكريون مصابة بالشلل وقد وعدت بعملية مصالحة يفترض أن تؤدي إلى انتخابات مطلع 2014. ومع انتهاء مهلة مساء الأحد، أعلنت الشرطة عن عملية وشيكة لكن «تدريجية». وقال مسؤول كبير في الشرطة وضابط ملحق بوزارة الداخلية رفضا كشف هويتهما إن قوات الأمن ستعمد في البداية إلى «تطويق» منطقتي رابعة العدوية والنهضة حتى «تفسح في المجال لمن يرغب في المغادرة وللحؤول دون دخول أحد». وقال الضابط الملحق بوزارة الداخلية «ستكون هناك مجموعة من التحركات التدريجية التي سنعلنها تباعاً». وأضاف المسؤول الكبير في قوات الأمن «عندما تبدأ عملية التطويق ستحاصر الشرطة في البداية المتظاهرين وتوجه إليهم تحذيرات لمغادرة الميدانين ولن يسمح لأحد بالانضمام إلى التجمع».
وأوضح أن «هذا الأمر سيستمر يومين أو ثلاثة أيام قبل أن تتحرك قوات الأمن لتفريق المتظاهرين».
وفي منطقة رابعة العدوية التي أصبحت أشبه بحصن، تجمع عشرات الرجال المسلحين الذين يعتمرون قبعات خاصة بالورش أو بالدراجات ومسلحين بعصي بعد صلاة الفجر أمام حواجز من قطع الآجر وأكياس الرمل تغلق المداخل الرئيسة إلى المكان الذي أصبح قرية صغيرة من خيام حول مسجد.
وتأتي هذه التظاهرات الجديدة في الوقت الذي بدأ فيه الأزهر اتصالات جديدة لمحاولة تحقيق المصالحة. وقد أكد شيخ الأزهر الأمام الأكبر أحمد الطيب أنه دعا كل الأطراف إلى مشاورات للتوصل إلى حل.
لكن احتمال أن يوافق الإخوان المسلمون على هذه المبادرة ضئيل بعدما وقف شيخ الأزهر في صف الفريق أول السيسي بشكل واضح.