بالإعلان أمس الأول الثلاثاء 13 أغسطس الحالي، عن موت الكاتب المصري محمد صفاء عامر، خسرت الدراما والسينما المصرية أحد أبرز كتاب السيناريو المصريين والعرب على حد سواء.
الكاتب الذي أبدع عدداً من المسلسلات التلفزيونية، توفي في القاهرة بعد صراع مع المرض استمر طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، حيث عانى في الأشهر الماضية من آلام في القلب وضيق في التنفس وسبق له دخول المستشفى أكثر من مرة في الفترة الأخيرة للعلاج. وأقيمت صلاة الجنازة على الراحل بعد ظهر الأمس الأربعاء في مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر بينما جرت مراسم الدفن في مقابر الأسرة في مدافن السيدة عائشة بالقاهرة القديمة.
كان الراحل -الذي تعود أصوله إلى صعيد مصر- قد تخصص في الدراما الصعيدية، ومن أشهر مسلسلاته «ذئاب الجبل» من بطولة الراحل عبدالله غيث، و»الضوء الشارد» من بطولة ممدوح عبدالعليم، و»الطيب والشرس والجميلة» و»مسألة مبدأ» و»حدائق الشيطان» من بطولة السوري جمال سليمان، و»أفراح إبليس» كما كتب عدداً محدوداً من الأفلام السينمائية أشهرها «صعيدي رايح جاي». ويرى مراقبون ونقاد أن عامر كان من أفضل الكتاب الذين عبروا عن صعيد مصر، إذ كان شغفه كبيراً باللهجة الصعيدية، التي تنتمي إلى اللغة العربية.
وتعكس الدراما التي كتبها شغفه بالصعيد الممتد من الجيزة شمالاً حتى أسوان جنوباً، حيث خصوبة الأراضي؛ التي تنتشر فيها زراعات قصب السكر، الى جانب المقومات السياحية حيث تنتشر الآثار الفرعونية.
وقد امتد اهتمام عامر بالصعيد، الى تاريخها القديم، وإذا كان الكاتب الراحل لم يتطرق للتاريخ القديم للصعيد، فان المتأمل في المشاهد التي تعرضها مسلسلاته، تتخايل أمامه مدينه جرجا وهي من أكبر مدن صعيد مصر ومن أعرقها، وكانت من قبل ولاية مستقلة في بداية الحكم العثماني، حتى أصبحت محافظة سوهاج الحالية، ومحافظة الأقصر التي تحتوي وحدها على ثلثي آثار العالم، عدا عن أسوان التي تنتشر فيها الآثار القديمة، بشكل عام، إلى جانب قنا و إسنا وإدفو وتل العمارنة.