رفضت وزارة الخارجية المصرية، أمس الأربعاء، تدخل دول وجهات خارجية في الشؤون الداخلية لمصر، معتبرة أن تصريحات تلك الدول والجهات تجاوزت حدود التعبير عن القلق إلى التدخل الصريح في الشأن المصري. وأدانت الخارجية المصرية بشدة تصريحات رئيس الوزراء التركي التي يطالب فيها بتدخل مجلس الأمن وجامعة الدول العربية في الشأن الداخلي المصري، مؤكدة رفضها القاطع لتلك التصريحات جملة وتفصيلاً.
وقالت إنها تستنكر تصريحات منسوبة لمسؤول بالخارجية القطرية، حمل فيها السلطات المصرية مسؤولية اللجوء إلى الخيار الأمني.
وكانت الخارجية القطرية قد استنكرت بشدة طريقة التعامل مع المعتصمين السلميين في ميداني رابعة العدوية والنهضة في مصر، داعية أصحاب السلطة إلى الابتعاد عن الخيار العسكري لمواجهة الاعتصامات السلمية. ومن أنقرة دعا رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية إلى التحرّك فوراً لوقف ما أسماه بالجريمة التي ارتكبتها السلطات المصرية ضد المعتصمين بميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة . من جانبها عبرت الخارجية الإيرانية عن إدانتها لقتل المدنيين في مصر داعية جميع أطراف النزاع لضبط النفس، وحثتهم على اتخاذ التوجهات السلمية ومن ضمنها إجراء الحوار الوطني والتزام المسار الديمقراطي.
إلى ذلك؛ أدان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بأشد العبارات استخدام قوات الأمن المصرية العنف لفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة ، وحثّ كل المصريين على التركيز على تعزيز المصالحة الوطنية الشاملة. كذلك أدانت الولايات المتحدة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر، وأعلنت رفضها لإعلان حالة الطوارىء هناك. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الولايات المتحدة تدين بشدة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر، مضيفاً أن العنف من شأنه فقط أن يزيد مسألة تعزيز السلام والديمقراطية في البلاد صعوبة.
وفي لندن دعت منظمة العفو الدولية قوات الأمن المصرية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتجنب إراقة المزيد من الدماء. وأشارت المنظمة إلى أنها تعمل على الأرض في مصر للتحقق من أي انتهاكات قد تكون ارتكبتها قوات الأمن المصرية.
وفي لندن أيضاً؛ أدان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، استخدام القوة لتفريق المتظاهرين في مصر، وأعرب عن قلق حكومة بلاده البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف هناك.
وقال هيغ إن المملكة المتحدة تشارك عن كثب في جهود دبلوماسية مكثّفة ترمي للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الدائرة في مصر، وتأسف للخسائر في الأرواح من جميع الأطراف.
وفي تونس؛ أعرب الرئيس التونسي منصف المرزوقي عن أمله في إيجاد حلول سياسية لما يجري في مصر،واعتبر أن أحداث مصر تدعو الأطراف السياسية في تونس إلى تكثيف الحوار. وفي غزة أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قيام السلطات المصرية بفض الاعتصام في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة ،ووصفته بالمجازر المروعة.
وقالت الحركة نعبّر عن ألمنا وحزننا على الدماء المصرية الغالية التي سالت في ميادين القاهرة، فإنّنا نؤكّد على موقفنا الثابت مع الشعوب العربية والإسلامية وحقها في الحرية والكرامة والعيش الكريم. من جانبها وجهت وزيرة الخارجية الإيطالية إيمّا بونينو نداء إلى كل القوى المصرية لبذل أقصى الجهود لوقف العنف فوراً وتجنب حمام الدم في مصر، داعية قوات الأمن إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
ومن بروكسل عبّر أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن عن القلق العميق تجاه الأوضاع في مصر داعياً كل الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن العنف.
من جانبها دعت وزارة الخارجية الروسية كافة القوى السياسية المصرية إلى ضبط النفس ومنع سقوط المزيد من الضحايا في البلاد.
إلى ذلك دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي «جميع القوى السياسية» في مصر «إلى تجنب تصاعد العنف».
وقال فسترفيلي «أدعو كافة القوى السياسية إلى استئناف فوراً الحوار والمفاوضات وإلى منع تصاعد العنف».