أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن الحكومة أمام مسؤولية تاريخية هي تنفيذ توصيات المجلس الوطني»، مشيراً إلى أن «التوصيات أمانة في أعناقنا من قبل شعب البحرين، وعلينا جميعاً أن نؤدي هذه المسؤولية بالقول والعمل مستمدين العون من الله عز وجل، ومن ثم شعب البحرين الذي فوضنا المسؤولية».
وقال سمو رئيس الوزراء، لدى استقباله رئيس اللجنة التنفيذية لتجمع الوحدة الوطنية د. عبداللطيف آل محمود وأعضاء اللجنة والهيئة المركزية أمس، إن «أي تحرك نقوم به هو من أجل الوطن وسلامته، حيث وجدنا كل التأييد لما سنقوم به من سعي لتنفيذ التوصيات الرامية إلى إيقاف الإرهاب ودرء المجتمع من أخطاره، وأننا نسير الآن بخطوات واثقة في تنفيذ هذا الأمر الذي يعبر عن الإرادة الشعبية في التصدي للإرهاب والمحرضين عليه».
وأكد سموه «أننا لن نتساهل في اتخاذ أي تدابير وإجراءات كفيلة باستتباب الأمن ضد كل من يحاول النيل من أمن الوطن واستقراره».
وأضاف رئيس الوزراء أن موقف أهل الفاتح وتصديهم للدفاع عن الوطن في وجه من أراد به السوء، غير الكثير من معادلات الفوضى التي رسمت للبحرين وشعبها، مشيراً إلى أن هذا التجمع وغيره من الجمعيات السياسية المخلصة أثبتوا أنهم الأقوى في العمل من أجل الحفاظ على الوطن وسلامته، فلهم منا كل الشكر والتقدير على وقفاتهم الشجاعة.
وأكد سموه أن «عزيمة أهل البحرين في التصدي للإرهاب والمحرضين عليه، أفشلت دعوات الفوضى والتخريب التي أرادت أن تشيع الفوضى وتُجهز على ما تحقق للبحرين من مكتسبات وطنية وحضارية».
ودعا إلى «أخذ العبرة مما مر علينا من أحداث، وأن نكون أكثر يقظة، وأن نواصل العمل جميعًا من أجل مصلحة الوطن ومستقبل أجياله القادمة»، مؤكداً أن «البحرين سوف تواصل مسيرتها الخيرة بفضل أبنائها وبناتها المخلصين، وأنها بفضل تلاحم أبناء الشعب ووعيهم نجحت في إفشال ما يراد لها من سوء وتدمير، ولم تزدهم هذه التحديات إلا قوة وتماسكاً».
وأعرب سموه عن فخره واعتزازه بدور تجمع الوحدة الوطنية رجالاً ونساء في الدفاع عن مملكة البحرين وسلامتها، مؤكداً سموه دعمه ومساندته للتجمع.
وأكد سموه أن مواقف تجمع الوحدة الوطنية ستظل قائمة في ذاكرة الوطن لتسجل ملحمة عظيمة في تلبية نداء الواجب، والمبادرة إلى ما يحفظ وحدة الوطن وحق أهله في العيش والحياة الكريمة.
ودعا إلى أن يكون الجميع على مستوى المسؤولية الوطنية لحماية أمن البحرين واستقرارها، ودفع أي تمادي من أي فئة إرهابية تحاول أن تجرنا إلى نفق مظلم، مضيفاً أنه «علينا أن نحشد مع كل وطني مخلص وشريف من أجل وحدتنا الوطنية، ونرسي مقومات الحياة الكريمة لكل شعب البحرين».
وقال سمو رئيس الوزراء إن «هذا الإرهاب والتحريض الذي تعرضت له البحرين لن ينال من إرادتنا وأمننا الوطني، وإننا نحتاج إلى جهد أكبر من أي وقت مضى في رص صفنا الوطني من بذل وعزم وعطاء حتى ينعم الوطن والمواطن بالأمن والطمأنينة»، داعياً أبناء البحرين إلى الثبات ووحدة الموقف حتى يتم دحر الإرهاب، والمحرضين عليه، وأكد أن الإرهاب لن يجد له مكاناً بيننا بل سيتم التصدي له بكل شدة وقوة.
من جانبه، توجه د.عبداللطيف آل محمود بخالص عبارات الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على مواقف سموه الوطنية المشرفة، وبزيارات سموه لمختلف مناطق المملكة التي بثت الطمأنينة في نفوس المواطنين والمقيمين، قائلاً «إنهم يستشعرون المسؤولية الكبيرة التي قام بها سموه للحفاظ على أمن واستقرار البحرين».
وأكد «أنهم سيظلون جنودًا أوفياء للوطن بكل ما يملكونه من طاقة من أجل رفعة شأن البحرين، وأنهم يعاهدون القيادة على السير في ذلك النهج، فلا عز للإنسان إلا في وطنه».
وأوضح المحمود أن «التجمع يستشعر المسؤولية التي يلقيها الشعب من جانب والقيادة من جانب آخر على عاتقه من أجل مصلحة الوطن والعمل على رفعة شأنه والنمو به، مشيراً إلى أن «هذه المسؤولية نراها واجبه بالنسبة لنا من أجل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا ومن أجل عزة البحرين وكرامتها واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها».
وأشار إلى أن الرسالة كانت واضحة جداً، ونستشعر أن صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد يعملون من أجل مصلحة البلد».
وقال «كانت زيارات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للمجمعات ومناطق كثيرة رسالة بأن البحرين هي بلد أمان، وأن هؤلاء الذين يحاولون أن يثيروا الفتنة لن ينجحوا في تفرقة الشعب ولا الحد من عزائم الشعب والقيادة في استمرار العمل من أجل مصلحة المواطنين».
وأضاف «نحن نستشعر اليوم أننا مكلفون بالبناء والعمل من أجل مصلحة الجميع دون تفرقة ودون تمييز وبمقدار الإخلاص في العمل يأتي التوفيق وبمقدار ما نرى من خداع ومكر لهذا البلد نرى لطف الله عز وجل لأنه يبطل كيد الكائدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين، ونسأل الله تعالى أن يحفظ البحرين بقيادتها وشعبها ومن سار على الدرب وصل».
من جهته، أكد د. الشيخ ناجي العربي نائب رئيس تجمع الوحدة الوطنية أنهم تشرفوا بلقاء صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، مشيراً إلى أن الزيارة كانت تهدف إلى أمرين، أولهما توجيه الشكر لسموه الكريم على زيارته لمقر تجمع الوحدة الوطنية التي تكرم بها سموه مشكوراً في شهر رمضان الماضي، وثانيهما توجيه الشكر لسموه نيابة عن الشعب البحريني باعتباره الرجل الأول المسؤول عن توصيات المجلس الوطني التي أقرها جلالة الملك المفدى، وعهد إلى سموه بتنفيذها.
وقال «لقد رأينا من سموه حكمة بالغة ومسؤولية كبيرة تليق بهمته العالية»، مشيداً بزيارات سموه التي طمأن بها أبناء الوطن التي كان سموه يهدف من ورائها إرسال رسالة لأبناء الشعب مفادها «امضوا فيما أنتم فيه واتركوا أمر الوطن ورعاية أمره لنا، فنحن ساهرون على راحة هذا الوطن وابنائه».
وأضاف: «جئنا اليوم لنشكر سموه ونقول له إن هذه الجهود مقدرة، ويجب أن تستمر الدولة هكذا قوية، دولة قانون يحترم فيها كل من يحافظ على القانون، وترعى فيها مصالح جميع المواطنين وتقدم فيها مصلحة الوطن».
وأشار إلى أن اللقاء كان ودياً وأبوياً وأخوياً، وكان لقاء القلب إلى القلب بكل ما تعني الكلمة، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ البحرين وقيادتها وشعبها.
بدوره، أكد د. عبدالله الدوسري عضو تجمع الوحدة الوطنية أن المقابلة كانت مثمرة للمرحلة الحالية وللمرحلة القادمة، لافتاً إلى وفد تجمع الوحدة الوطنية قدم الشكر لسموه نيابة عن أهالي البحرين لاهتمام سموه وزياراته التي بثت الطمأنينة في نفوس الجميع.