قال سفير القاهرة لدى المنامة عصام عواد إن مصر حريصة على إطلاع البحرين على كامل مجريات الأمور في مصر، مشيراً إلى أن «الاتصالات مستمرة بين الجانبين على أعلى المستويات وهناك تجاوب لحظي وتبادل للآراء».
وأضاف عواد، في مؤتمر صحافي أمس في مقر السفارة المصرية بالمنامة، أن «العلاقات المصرية البحرينية كانت وستبقى أكثر من ممتازة»، مشيداً بـ«موقف البحرين إزاء الأحداث الجارية في مصر حالياً، ونتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيارات متبادلة بين الجانبين على أعلى المستويات»
وتابع: «نلمس من جانب البحرين بشكل دائم اهتماماً راسخاً وأصيلاً ومفعماً بالتمنيات الطيبة والدعم الكامل لجهود مصر في إعادة الأمور إلى حالتها الطبيعة والمضي في طريق البناء عبر خارطة الطريق الواضحة المعالم والمحددة الأهداف».
وأشاد السفير المصري بالبيان الصادر أمس عن البحرين بشأن مجريات الأحداث الأخيرة في مصر، وقال «هذا البيان يضاف إلى الرصيد المشرف للمملكة وللعلاقات البحرينية المصرية».
وأردف «أنا أسجل الاحترام الشديد والتقدير البالغ لما عكسه البيان من فهم لدقائق الأمور وحرص على مواكبة الحدث».
ووصف السفير البيان بأنه «كان محكم الصياغة وتضمن سرداً واضحاً لما حدث في مصر بأمانة كاملة بشأن الجهود التي بذلت للمصالحة والمحاولات الدؤوبة لرأب الصدع وضرورة إعلاء قيمة ومصالح مصر والانخراط في العملية السياسية، وأن ما حدث أمس في مصر تم بعد استنفاذ كافة الوسائل الممكنة وبعد فترة طالت لأكثر من شهر ونصف، وأن ما حدث كان مبرراً لتأكيد هيبة الدولة وتوفير ظروف معيشية عادية لمواطنيها، وأن جميع تلك الأمور قد تمت في إطار القانون وليست خروجاً عن المعتاد».
وأوضح السفير عواد أن «وزارة الخارجية المصرية تعمل على إيضاح مجريات الأحداث في مصر عبر نقل حقائق الأوضاع دون مبالغة أو تكبير والتصدي للمزايدات من هنا وهناك»، مشيراً إلى أن «ما حدث أمس كان أمراً متوقعاً وربما حتمياً بعد أن فشلت كل محاولات احتواء جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في عملية الوئام الوطني وخارطة الطريق المصرية».
وقال إن «ما أقدمت عليه السلطات الأمنية المصرية أمس كان استجابة وإعمالاً لتكليف مجلس الوزراء المصري بفض الاعتصامات مع أقصى احترام للقانون، وهذا ما حدث بالفعل، والدليل على ذلك أن المصريين الذين سقطوا ضحايا في عملية الفض لم يكونوا من المعتصمين فقط وإنما من رجال الأمن أيضاً، وأكد أن تعامل السلطات الأمنية كان سلمياً حتى تعرضت تلك السلطات لعمليات اعتداء مسلحة من قبل المعتصمين.
وقال السفير إن مصر حكومة وشعباً أفسحت صدرها على مدار أكثر من شهر ونصف لجهود الوساطة ومحاولات إصلاح ذات البين وإقناع مؤيدي الرئيس المعزول بضرورة وأهمية الانخراط في عملية الوئام وخارطة الطريق التي أجمع عليها الشعب المصري، ولم تدخر أي جهد في عملية طمأنة المعتصمين على أن الأهداف الجديدة للثورة لا تهدف إلى التنكيل بأحد، أو الانتقام من أحد، وإنما تستهدف دمج الجميع في خطط مستقبلية للبناء وليس الهدم، مع عدم تجاهل أن الشعب واحد على الطرفين وأن الأهداف يجب أن تكون واحدة في المرحلة القادمة.
وفي معرض إيضاحه للمواقف الدولية إزاء ما جرى قال السفير إن الشأن المصري محط اهتمام جميع دول العالم وهذا أمر لا يزعج مصر إذا كان نابعاً من اهتمام ونوايا حسنة، ولكن مصر تعودت ألا تمنع أحداً من الإسهام بنية حسنة وبفعل حسن في تأمين خارطة طريق التي ارتضاها الشعب المصري وتبنتها بأمانة كاملة وحرفية تامة الحكومة المصرية الحالية المؤقتة.
وجدد إشادته بالتصريحات الإيجابية الأمينة ومن بينها ما صدر عن مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقال «كلا التصريحين يعكس اهتماماً أميناً بمجريات الأمور على الساحة المصرية نابعاً من علم تام ويقين بأن ما لجأت إليه الحكومة المصرية كان أبغض الحلال عند الله وأنه لم يكن هناك من خيار آخر بعد أن امتدت جهود وتواصلت مبادرات الحكومة لغرض تجنب أية مصادمات أو أذى قد يلحق بابن من أبنائنا سواء من الجهات الأمنية أو من جماعة الإخوان ومريدي الرئيس المعزول».
وحول التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة وتركيا وغيرها قال عواد «أتصور أن للتدخل حدود ومحددات مرسومة ومعروفة لكافة الدول التي تتعامل مع شؤون داخلية في دولة ما»، موضحاً أن «ردود الفعل الدولية على ما حدث محل دراسة».
وعلق السفير عواد على استقالة نائب رئيس الجمهورية للشؤون الدولية الدكتور محمد البرادعي بالقول إنه «موقف بالتأكيد له أسبابه ويُسأل الدكتور البرادعي عنها»، وقال «ليس من الواضح بالنسبة لي شخصياً الأسباب التي حدت به –البرادعي- التقدم بالاستقالة وعلى حد علمي أن تلك الاستقالة محل دراسة ولم يصدر قراراً بقبولها أو رفضها حتى الآن».