ارتفعت حصيلة الأحداث التي شهدتها مصر الأربعاء إلى 525 قتيلا بينهم 482 مدنياً، وفق ما أعلن أمس (الخميس) مسؤول في وزارة الصحة المصرية.
وقال خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة في وزارة الصحة إن 202 شخص قتلوا في منطقة رابعة العدوية، وحدها حيث كان يعتصم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي منذ نحو شهر.
إلى ذلك؛ قتل سبعة جنود مصريين في هجوم شنه مسلحون أمس على نقطة تفتيش جنوب العريش، شمال شبه جزيرة سيناء، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.
وقالت المصادر إن سبعة جنود على الأقل «قتلوا في هجوم مسلح شنه مسلحون يرجح أن يكونوا من الجماعات المتشددة على نقطة حراسة جنوبي العريش».
وأضافت أن «المسلحين اقتحموا خيمة كان الجنود بداخلها وأطلقوا عليهم الرصاص».
وجاء هذا الهجوم بعد وقت قصير من مقتل اثنين من رجال الأمن المصريين في هجومين في أسيوط (جنوب) وفي العريش أيضاً.
وفي القاهرة أقيمت جنازة ستة رجال شرطة مصريين بعد يوم من أعمال عنف ومصادمات في العاصمة المصرية وخارجها.
وأقيمت الجنازة في مسجد بوسط القاهرة. وحضر مئات بينهم أعضاء أسر القتلى وضباط شرطة وأعضاء من الجيش ووزير الداخلية محمد إبراهيم.
وتعرضت القاهرة ومدن أخرى لأعمال عنف صادمة يوم الأربعاء، ولكنها اتسمت بالهدوء بدرجة كبيرة الليلة قبل الماضية بعد أن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ لمدة شهر وفرضت حظر تجوال من غروب الشمس وحتى الساعات الأولى من الصباح.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الجيش سيتمكن من كتم غضب أنصار الرئيس المعزول.
إلى ذلك قال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة وحلفاءها تلقوا ضربة قوية من حملة أجهزة الأمن ضدهم وإنهم فقدوا قدرتهم على التنسيق المركزي وإن العنف معناه أن الغضب «خرج عن نطاق السيطرة» الآن.
وقال إن إراقة الدماء زادت صعوبة الأمر على جماعة الإخوان المسلمين في إقناع أعضائها بالالتزام بالمقاومة السلمية للحكومة.
وتابع «بعد ما نتعرض له من ضربات واعتقالات وقتل صارت الانفعالات أقوى من أن يوجهها أحد.»
وقال الحداد إن تحركاته محدودة بسبب نقاط التفتيش الأمنية. ولم يستطع تحديد أماكن قيادات الجماعة.
وأضاف «لا يمكننا حتى الآن تأكيد أماكنهم جميعاً. أصيب اثنان من كبار القادة بالرصاص لكنهما على حد علمي مازالا على قيد الحياة. فقد نحو ستة منهم أبناءهم وبناتهم.. إنها ضربة مؤذية.. ضربة قوية جداً».
وقال الحداد إن عدد القتلى يصل إلى ثمانية أو تسعة أمثال العدد الرسمي.
من جانب آخر؛ أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلغاء المناورات العسكرية التي كان من المقرر أن تجريها الولايات المتحدة قريباً مع مصر احتجاجاً على مقتل مئات المتظاهرين المصريين.
ودعا أوباما السلطات المصرية إلى رفع حالة الطوارئ والسماح بالتظاهر السلمي، إلا أنه لم يعلن عن تعليق المساعدات العسكرية السنوية لمصر وقيمتها 1.3 مليار دولار.
وقال أوباما للصحافيين «رغم أننا نريد مواصلة علاقاتنا مع مصر، فإن تعاوننا التقليدي لا يمكن أن يستمر كالمعتاد عندما يتم قتل مدنيين في الشوارع ويتم التراجع عن الحقوق».
وقال أوباما إن الولايات المتحدة أبلغت مصر أنها علقت مناورات «برايت ستار» (النجم الساطع) والتي تجري بين جيشي البلدين كل عامين منذ العام 1981.
وكانت هذه المناورات علقت قبل ذلك في 2011 أثناء ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك الذي كان حليفاً مقرباً من واشنطن.