دعا خطباء الجمعة إلى التعاطي الأمني الحذر مع المحرضين والممولين للإرهاب وتقديمهم للعدالة، مؤكدين أن الإرهابيين خسروا والمواطنين بتكاتفهم أحبطوا مخطط الفتنة. وحذر الخطباء من أن عدم تطبيق القانون يدفع المجرمين لإعادة الكرة وصولاً لهدفهم في إتباع البحرين للولي الفقيه، لافتين إلى أن مواجهة المنافقين وأعداء الأمة تكون بقوة العقيدة الشرعية والفكر والحجة والمنطق.
وقالوا «في قلوبنا مشاعر حب ووفاء لرجال الأمن لصونهم المكتسبات ومواجهتهم الإرهاب بقوة وعزيمة»، مضيفين أن «البنيان المرصوص بين القيادة والشعب خيب آمال الإرهابيين وحطم أطماعهم».
وطالبوا باستمرار تطبيق القانون وفرضه على أرض الواقع حفظاً للأمن وصوناً للمنجزات، مشيرين إلى أن أهالي القرى الشرفاء رفضوا الإرهاب وساهموا في إفشال مخططاته التدميرية.
ونبه الخطباء إلى أن قطع الطرقات وترويع الناس واستهداف ممتلكاتهم تفتعله زمرة مجرمة تنساق وراء فتاوى شاذة متطرفة لزعزعة أمن المملكة وسحق رجال الشرطة، مضيفين «القصاص من هؤلاء المجرمين واجب وعلى الجميع التأني وعدم التسرع في الحكم».
آيات المنافق
حذر خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى الشيخ جاسم السعيدي، من منافقين يتربصون بالأمة ويضمرون لها العداء، بعدما كشفوا عن وجههم الإرهابي فحرضوا وأرهبوا ولكن خابوا وخسروا بيقظة الحكومة وأجهزتها الأمنية وبتكاتف المواطنين.
ودعا السعيدي في خطبة شمولية تناولت المنظور الشرعي لأحداث تعصف بالأمة الإسلامية، إلى استمرار التعاطي الأمني الحذر مع هؤلاء وتقديم المحرضين والإرهابيين والممولين للعدالة، حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه أن يبيع دينه ووطنه ونفسه لأعداء البلاد.
وقال إن عدم تطبيق الشرع والقانون بحق هؤلاء يدفعهم لإعادة الكرة، لأن طموحهم يتركز في إتباع البلاد للولي الفقيه الذي يأمرهم فيأتمرون وينهاهم فينتهون فتصبح البحرين نموذجاً آخر لـ»ديمقراطية» المالكي في العراق.
وفي الشأن العربي أضاف السعيدي أن ما يحدث من إهدار لدماء المسلمين هو أمر محزن، مؤكداً «إن المخطط الخارجي بات واضح المعالم والأهداف، يستفيد منه أعداء الأمة، يريدون أن نقتل بعضنا وندمر أوطاننا وهم يتفرجون». ونبه إلى أن الأحداث برهنت لمن يملك عقلاً راجحاً أن ما جاء به الله عز وجل هو خير للأمة وأن حكم الله هو الحكم الصالح، مؤكداً أن دين الإسلام وشريعته واضحة لا غبار عليها، بينها النبي صلى الله عليه وسلم واضحة نقية وأمرنا بالتمسك بها والعمل بمقتضاها إلى يوم الدين، والتشكيك فيها مرفوض والطعن بصلاحيتها أيضاً. ودعا السعيدي إلى إعداد عوامل القوة لمواجهة المنافقين، وأولها قوة العقيدة الشرعية المستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله ثم قوة الفكر والحجة والمنطق، وقال «متى تخلينا عن أحد هذه الأمور فإن الأمة تصبح فريسة سهلة لمن يتربص بها ويريد تفكيكها واقتتالها».
وأردف «في قلوب المواطنين الكثير من الآلام والآمال تجاه ما يحدث في بلادنا وبلدان المسلمين، وفي قلوبنا الكثير من مشاعر الحب والوفاء والعرفان لرجال الأمن البواسل وقواتنا العسكرية لما قدموه من أجل أمن الوطن وصون مكتسباته ومواجهة الإرهاب بقوة وحكمة استطاعوا من خلالها تدمير أحلام المنافقين وأعداء الوطن المحرضين والإرهابيين، فخابت آمالهم وتحطمت أطماعهم عندما وجدوا التلاحم القوي بين القيادة والشعب، فقد أعلنها المواطنون أنهم صف واحد مع قيادتهم ضد الإرهاب وضد المحاولات المستمرة للانقلاب على الحكم تحت أية مسميات».
ضمانة الأمن
وأشاد خطيب جامع العجلان بعراد الشيخ د.ناجي العربي بالقرارات والإجراءات التي اتخذتها قيادة البحرين لحماية الشعب من دعوات الفوضى والانفلات في البلاد.
ووجه شكره إلى القطاع العسكري المتمثل في قوة دفاع البحرين والأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية وبمقدمتها الوزير لجهودهم الكبيرة في حفظ أمن الوطن واستقراره، مؤكداً أن مجرد الإعلان بصوت عالٍ أن القانون سيفرض على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن كان كافياً لإخماد فتنتهم. ودعا العربي القيادة إلى الاستمرار بتطبيق القانون وفرضه على أرض الواقع دون مواربة ولا مجاملة، ووجه شكره الخاص للأهالي الشرفاء ممن رفضوا الإرهاب وساهموا في إفشال مخططاته في قرى تعاني من أذى الإرهابيين. وتطرق إلى جهود الداعية الكويتي الراحل عبدالرحمن السميط الذي وافته المنية الأسبوع الماضي، وبين مدى أثره في نشر الإسلام في القارة الأفريقية بإخلاص وجد وتفانٍ، حيث لم يتوانَ في الدعوة إلى الله والإغاثة الإنسانية، كما ساهمت عائلته وخاصة زوجته في خدمة الدين وشاركت في عمله الدعوي.
ترويع الناس
وأكد خطيب جامع الظهراني بمدينة الحد صلاح بوحسن أن أعظم نعمة بعد التوحيد هي نعمة الأمن، وقال «بفضل من الله جل جلاله وبحكمة ولاة أمرنا في البحرين نعيش هذه النعمة العظيمة، واستقر الوضع بفضل جهود رجال أمننا البواسل الذين أخذوا على عاتقهم مهمة توفير الأمن والأمان للجميع».
وتناول البوحسن في الخطبة موضوع خطر انتشار وتفشي الجرائم الغريبة على المجتمع المسلم والبعيدة كل البعد عن أخلاقيات ومبادئ الإسلام كالمظاهرات والاعتصامات التي لم ينزل الله بها من سلطان، وكذلك قطع الطرق وترويع الناس بشكل يومي من قبل زمرة مجرمة تنساق وراء فتاوى شاذة متطرفة خبيثة راح ضحيتها الكثير من الأبرياء وقتل من خلالها رجال الأمن.
ودعا إلى ضرورة القصاص من هؤلاء المجرمين، حاثاً الجميع إلى التحلي بالتأني وعدم التسرع في الحكم على الأحداث ومجريات الأمور حيث أن ولاة الأمر أكدوا أنه لا مجال للعفو وأن الأمور تأخذ مجراها.