تواصلت مشاهد العنف في مصر وسط ردود أفعال متفاوتة إزاء ذلك من مختلف الأوسط العربية والغربية، في ظل دعوات جماعة الإخوان المسلمين إلى مسيرات يومية في أنحاء البلاد بحسب وكالة الأنباء رويترز.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن 12 شخصاً بينهم شرطي قتلوا أمس، وأصيب العشرات بجروح أمس الجمعة خلال اشتباكات بين قوات الأمن المصرية وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي الذين نظموا مسيرات في محافظات عدة تحت إطار ما سمي ”يوم الغضب”، حسبما صرحت به وزارة الصحة المصرية.
وقال مسؤول أمني أمس إن 24 من رجال الشرطة المصرية قتلوا في أعمال عنف في أنحاء البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع بذلك عدد أفراد الشرطة الذين قتلوا من يوم الأربعاء إلى 67 شرطياً.
وأكد رئيس هيئة الإسعاف المصرية مقتل أربعة أشخاص في مدينة الإسماعيلية على قناة السويس، وثمانية آخرون في مدينة دمياط شمال البلاد. فيما أشارت جماعة الإخوان المسلمين إلى أن 25 على الأقل من أنصارها قتلوا، وأصيب أكثر من مائة آخرين في هجوم للشرطة على مسيرة للإسلاميين في ميدان رمسيس بالقاهرة. وقتل شرطي وأصيب ثلاثة آخرون بينهم ضابط في هجوم شنه مسلحون على حاجز أمني في القاهرة الجديدة أمس، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان تأكيدهم سماع إطلاق النار فوق كوبري 15 مايو وسط القاهرة، وفي ميدان رمسيس حيث تنظم مسيرات تضم المئات من مؤيدي المعزول، وأن الأمن أطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
من جانب آخر، قال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في رسالة بثها التلفزيون السعودي ”ليعلم العالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة”، داعياً العرب للوقوف معاً ” في وجه كل من يحاول أن يزعزع مصر”.
وأضاف ”إنني أهيب برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية والشرفاء من العلماء وأهل الفكر والوعي والعقل والقلم أن يقفوا وقفة رجل واحد وقلب واحد في وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية”. وقال العاهل السعودي ”ليعلم كل من تدخل في شؤونها الداخلية بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة ويؤيدون الإرهاب الذي يدعون لمحاربته” مضيفاً أن وحدة الصف المصري ”تتعرض اليوم لكيد الحاقدين في محاولة فاشلة - إن شاء الله - لضرب وحدته واستقراره”. وعلى الضفة الأخرى سيجتمع ممثلو الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاثنين في بروكسل لدراسة الوضع في مصر والتوصل إلى موقف مشترك بين الدول الأعضاء تمهيداً ”لتحركات محتملة”، حسبما أعلن أمس مكتب العمل الخارجي لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون. وعبرت الدول ال15 الأعضاء في المجلس عن ”أسفها للخسائر البشرية” وعن أملها في وقف العنف والتقدم نحو ”المصالحة الوطنية”، في حين حذرت العديد من الدول الأوروبية من بينها فرنسا وروسيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا التوجه إلى مصر.
وفي هذا السياق دعيا الرئيس الفرنسي هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى وقف فوري لأعمال العنف (...) وطلبا أيضاً مشاورات عاجلة على المستوى الأوروبي، كما دعيا إلى ” عودة الحوار بين المصريين. على مصر أن تعود في أسرع وقت إلى مسار الحياة الديمقراطية ”. وأعلن الناطق باسم الحكومة الألمانية أن برلين ”تدين بشدة العنف” في مصر وتدعو كل الأطراف إلى التفاوض. وتابع الناطق ”نطلب من كل الأطراف العمل بشكل سلمي والامتناع عن أي عمل عنف وخصوصاً اليوم”، محذراً من أن ”تصعيداً يمكن أن يغرق كل مصر في فوضى عنف وأعمال انتقامية”.
وبدورها دانت إسبانيا أمس أعمال العنف في مصر ودعت إلى تنظيم انتخابات، وكانت الخارجية الإسبانية أعلنت أنها ستستدعي السفير المصري في مدريد لإبلاغه بـ ”قلق إسبانيا للوضع في هذا البلد وإدانة أعمال العنف التي وقعت في الأيام الماضية” بحسب بيان للوزارة.
وأعربت إسبانيا أيضاً عن ”قلقها لإعلان حالة الطوارئ في مصر وطلبت برفعه في أقرب وقت ممكن”، حاثة على ”ضرورة فتح حوار وطني واسع وتنظيم انتخابات في أقرب فرصة لترسيخ العملية الديمقراطية”.
ونقلت رويترز عن الأمم المتحدة تأكيدها بأن وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان يعتزم زيارة مصر الأسبوع المقبل لسماع وجهات النظر بشأن الأزمة من خلال لقاء مجموعة من المحاورين داخل الحكومة وخارجها بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.