قال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء إن الموقف الشعبي أفشل ما كان يراد للبحرين من مخططات للفوضى والتخريب دون إطلاق رصاصة واحدة، أو جر البلاد إلى ما كان يراد بها وهو أن يتقاتل أبناء الشعب الواحد فيما بينهم، مضيفاً: «نقول شكراً لكل من رفض من أبناء القرى والمدن أن يشارك في دعواتهم التآمرية رغم ما تعرضوا له من ترغيب وترهيب».
وحيا سموه، خلال زيارة إلى مدينة حمد أمس، الموقف الشعبي المسؤول الذي أظهره المواطنين برفضهم للدعوات التآمرية وإحباط المخططات التي كانت تحاك لإيقاع البحرين في مطب الفوضى والفتنة فنجح الوعي الوطني في هزيمة المؤامرة ، وتمكن النظام من دحض الفوضى، وكبح القانون جماح الإرهاب».
وأضاف أن «شعب البحرين أعاد بهذه الوقفة الرائعة إلى الأذهان الوقفات التاريخية المحفورة في الذاكرة الوطنية التي وقفها هذا الشعب حينما هب بكل فئاته وانتماءاته للتأكيد على عروبة البحرين واستقلالها وكأنما يعيد التاريخ نفسه».
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن «الإرادة الشعبية وقفت صخرة منيعة في وجه من أراد تقويض السلم والأمن، وأحبطت محاولات من أراد إيقاف عجلة الحياة عن طريق العنف والتخريب والإرهاب». وقال سموه إن «أقصى ما نعانيه في مملكة البحرين هو فكر مريض يستتر خلف الإصلاح لتمرير أجندات خارجية، وحينما تقفلت الأبواب أمامه اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافه السقيمة لتفتيت المجتمع غير مدرك لتاريخ وطنه وطبيعة شعبه الذي يشهد تاريخه المشرف بمواقفه البطولية في دحض المؤامرات»، مجدداً الرفض لأي تدخل بين أبناء الشعب الواحد، وأكد أن من وضع يده في يد غير أهله وبلاده لن ينجح في تحقيق مبتغاه، بفضل وعي وتماسك شعب البحرين.
وأشار سمو رئيس الوزراء إلى أن «من حق المواطن والمقيم في هذا الوطن العيش بأمن وأمان ولن نقبل تحت أي ظرف أن يزعزع، ومن يسخر نفسه لتخريب وطنه وإرهاب أبناء شعبه فهو لا يستحق أن ينتمي لهذا الوطن». ودعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أهالي مدينة حمد أن «لا يتركوا المجال ولا يعطوا الفرصة أبداً ليتغلل من خلالها من يحاول تقسيم المجتمع وتشطيره على أسس مذهبية أو طأفنة ، وأن تبقى مدينة حمد شأنها شأن المجتمع البحريني متماسكة في نسيجها الاجتماعي». وأضاف سموه أن موقف شعب البحرين النبيل والرائع كان أقوى من أعتى الجيوش(..) وأن موقفنا وتوجهنا واحد، ولن نحيد عنه، وتفكيرنا اليوم منصب على الحفاظ على أمننا واستقرارنا، ومن أخلف الطريق وأبعد كل الحلول يجب عليه أن يعود إلى جادة الصواب».
وشدد على أن «تنفيذ التوصيات التي أقرها شعب البحرين، أمانة في أعناقنا، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة دون تراخ أو تهاون لتنفيذها، وسنقف في مواجهة كل من يسعى لاختطاف الوطن بكل العزم والإصرار حتى ينال الإرهابيون والمحرضون العقاب الذي يستحقونه». وقال سموه إن «الفئة التخريبية تعمل على إيقاف المشاريع التنموية والاقتصادية والتأثير على حياة المواطنين في معيشتهم وأرزاقهم، ولكن إرادة شعب البحرين كانت السند والعون في أن تبوء هذه المساعي بالفشل والخسران»، مؤكداً «استمرار الحكومة في تلمس احتياجات المواطنين وتنفيذ المشروعات التي ترتقي بحياتهم المعيشية».
وحول زيارته لمختلف مناطق البحرين، قال سموه «إننا على اطلاع تام، ونعيش الإحساس الذي يعيشه كل مواطن، ونقرأ ونتابع من خلال الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي كل ما يهم المجتمع، ونحن موجودون أينما تكون مصلحة البحرين وشعبها، وثقتنا في الله كبيرة في التصدي والتغلب على من يريد شرا بالبحرين وأهلها». وأعرب سموه عن تطلعه إلى أن «تأخذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين بشأن الاتحاد الخليجي بين دول مجلس التعاون الموقع الذي تستحقه باعتباره المظلة التي سترتقي بالعمل الخليجي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة». وقال إن «الظروف التي تعيشها المنطقة تطلب وحدة تلبي احتياجات شعوب المجلس في رؤية كيان خليجي واحد». والتقى سموه خلال الزيارة ممثلي المجالس الأهلية وعدد من النواب الحاليين والسابقين ورجالات المنطقة. من جانبهم، رفع المواطنون أسمى آيات الشكر والامتنان والتقدير لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على زيارة سموه الكريمة، مشيدين بحرص واهتمام سموه على الالتقاء بمختلف أطياف المجتمع والاستماع منهم بشكل مباشر، وأعربوا عن تأييدهم لكافة الإجراءات التي سيتخذها من أجل تنفيذ توصيات المجلس الوطني.
وأشادوا بالجولات التي قام بها سموه في مختلف المواقع والمؤسسات والتي بثت الطمأنينة في نفوس المواطنين، ونجاحه الباهر في إفشال ما كان يخطط للبحرين من فوضى وتخريب. وفي كلمة، بمناسبة زيارة رئيس الوزراء، قال النائب خالد المالود إن أهالي مدينة حمد يشدون على أيدي سموه ويساندونه فيما تتخذه الحكومة من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار في المملكة ، كما إنهم يقفون صفاً واحداً للنهوض بالوعي الفكري والمجتمعي والتعاون والتماسك والتآلف لصد محاولة إرباك الوطن، وشهد اللقاء إلقاء قصائد شعرية احتفاء بزيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لمدينة حمد.