كتبت - سلسبيل وليد:
جدد أهالي مدينة الحد مطالبهم بتمديد ساعات دوام مركز بنك البحرين والكويت الصحي، وطالبوا بمراجعة التخطيط الذي فصل الحد إلى شقين وأضاع هويتها، وأشاروا إلى أهمية بناء نفق يصل بين المدينتين في شارع حاتم الطائي وإنعاشه تجارياً، كما اشتكوا من تأثير المخلفات الملقاة في السواحل على السكان.
وأضاف المواطنون أن مدينة الحد تعاني من أبخرة المصانع المتصاعدة التي تبث السموم وتؤثر سلباً على حياتهم لاسيما أنها قريبة جداً من مناطقهم السكنية، وأكد ذلك النائب سمير قائلاً إن «أهالي شرق الحد يعانون كثيراً من أبخرة المصانع».
من جانبه، نفى المدير العام لحماية البيئة والحياة الفطرية د.عادل الزياني، تأثير أبخرة المصانع على أهالي، موضحاً أن ترخيص المصانع يمنح وفقاً لشروط ومعايير من أهمها قرب المصانع من الأحياء السكنية وتأثيرها على من حولها، كاشفاً عن خطة استراتيجية مستقبلية ستظهر نتائجها قريباً، لدراسة تأثير الهواء مستقبلاً على البحرينيين.
مخاوف من منطقة مهجورة
أبدى أهالي مدينة الحد مخاوفهم من مستقبل مدينتهم وإلى ما ستؤول إليه، خصوصاً بعد التخطيط الذي يفصل المدينة القديمة عن الجديدة في شارع «حاتم الطائي» حيث أصبحت الحد «شقين» على حد قولهم، مبدين قلقهم من تركز العمالة الآسيوية في المنطقة القديمة، حيث ستصبح «مهجورة» وستقل الأسعار فيها مما سيتيح للعمالة الآسيوية استغلالها والانتقال للعيش فيها، مطالبين الجهات المعنية بالتكرم والاستماع لمطالبهم في بناء نفق يصل بين المدينتين.
وعبر المواطنون عن قلقهم من تزايد العمالة الآسيوية خصوصا القاطنين بين أحيائهم السكنية والتي تؤثر على التركيبة السكانية لمدينتهم، فضلاً عن زيادة عدد المصانع في المنطقة الصناعية والتي تنفث أبخرتها وسمومها وملوثاتها في الجو والبر والبحر خصوصاً في مواسم اشتداد الرياح، حيث تؤثر بشكل سلبي على حياة المقيمين مما تؤدي لانتشار الأمراض الخطيرة بين السكان. كما أبدوا استياءهم من المخلفات التي ترمي على السواحل القريبة من منازلهم، والتي تتسبب بالأمراض وانتشار القوارض والفئران على السواحل مما يؤدي لبوادر كارثة بيئية صحية اجتماعية خطرة تستلزم وقفة جادة من المسؤولين، مطالبين بتصغير مساحة بوابة المرفأ وإنشاء بوابة أخرى له ، حيث إن المساحة الكبيرة تدخل معها الأمواج والتي تحطم «الطراريد». وطالب الأهالي بزيادة عدد دكاترة الأسنان، وتمديد فترة افتتاح مركز بنك البحرين والكويت الصحي ليصبح على مدار الساعة وافتتاحه في إجازات نهاية الأسبوع يومي «الجمعة والسبت» حيث إن الضغط يصبح على مركز المحرق الشمالي بعد إغلاق مركز الحد الصحي كذلك، كما طالبوا بتوفير سيارات إسعاف في المركز الصحي.
ولم ينكر المواطنون أن مدينة الحد أصبحت أكثر حيوية عن السابق، لكن التخطيط «التعبان» للحد أضاع هويتها، حيث إن كثرة التقسيم والشوارع الموجودة فيها أصبحت المدينة صعبة، وتفتقر لكثرة الأراضي، فقد أصبح أهالي المدينة يتوهوا بداخلها، مطالبين الجهات المختصة بتوفير دوريات لمخالفة الشاحنات التي تقف بين الأحياء السكنية، وإعادة النظر في بعض أرصفتها والتقاطعات المرورية التي تكثر الحوادث الخطرة فيها. كما طالبوا الجهات المعنية بإنشاء مواقف السيارات لمسجد الشيخ علي بن جبر آل ثاني، لأن المصلين يغلقون الشارع بسياراتهم في وقت الصلاة، وكذلك السعي للالتفات لمدينتهم وتلبية احتياجاتهم التعليمية بإنشاء جامعات خاصة وحكومية وذلك لانعدامها في الحد.
واشتكى المواطنون من ضعف شبكات الاتصال في مدينتهم، ذاكرين أنهم قدموا بشكوى لـ»بتلكو» ولم تنكر الخلل الفني الموجود وقامت بإصلاحه ولكن لا جدوى.
العمالة السائبة «طامة»
من جانبه، طالب عضو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس النواب سمير خادم الشركات بتوفر السكن للعمالة الآسيوية، حيث إن انتشارهم أصبح «طامة» وبصورة مخيفة غير طبيعية في الأحياء السكنية، مما يؤدي لمشاكل والإحساس بانعدام الأمان، لاسيما أنهم يسكنون في بعض العمارات أيضاً، اختلاف الطبائع يؤثر على العادات والتقاليد البحرينية. وأضاف أن أهالي مدينة شرق الحد يعانون من قرب المصانع المنبعثة بالأبخرة الضارة من بيوتهم السكنية والتي تؤثر بشكل سلبي عليهم، مطالباً الجهات المختصة بالسماح للمصانع المصنعة للمواد الخفيفة أن تكون قريبة من المناطق السكنية حيث إن البحرينيين يشجعون على الصناعات المحلية. وناشد خادم الجهات المعنية بافتتاح مركز بنك البحرين والكويت الصحي على الأقل لمنتصف الليل، مشيراً إلى أنه سبق وأن طالب بتمديده على مدار الساعة، وألح على توفير سيارات إسعاف في المركز.
وأبدى استياءه من وقوف الشاحنات في أماكن خطرة وبين البيوت السكنية، مشيراً إلى أنه خاطب المرور منذ شهر والذين وعدوه باتخاذ الإجراءات، متمنياً إيجاد مواقف خاصة للشاحنات بعيداً عن الأحياء السكنية.
وذكر أن وزارة الأشغال وعدت بوضع إشارة ضوئية للمشاة في شارع حاتم الطائي تصل بين المنطقة الجديدة والمنطقة القديمة حيث إن الموافقة وصلت بانتظار التطبيق، كما وعدت بإعادة صيانة مجمع 110 وإنشاء مجمع جديد في «112» يفترض أن يبدؤوا به منذ وقت لكن بسبب الميزانية تم تأخيره. وتطرق خادم للمرفأ ومشاكله التي كثرت، وأوضح أن المرفأ القديم سيلغى حيث سيتم إنشاء مرفأ جديد قريباً، لكن لن يغلق القديم إلا بعد افتتاح المرفأ الجديد.
وأبدى استياءه من المخلفات الملقاة على السواحل بالقرب المناطق السكنية في المجمعين «114 و111» حيث إنها تؤثر بشكل سلبي على المقيمين بالقرب من تلك السواحل، مشيراً إلى أنه أخبر وزارة البلديات لزيادة عدد المفتشين واتخاذ الإجراءات اللازمة. وكشف خادم عن أنه سيتم قريباً بناء جامعة في المحرق ولكن الأمر يحتاج للتروي نظراً للميزانية والخطة المرسومة والوقت لأنه ليس مبنى وحسب.
المصانع والمعايير
بدوره نفى المدير العام لحماية البيئة والحياة الفطرية د.عادل الزياني تأثير المصانع على المناطق السكنية القريبة منها، مشيراً إلى أن بناء أي مصنع يعتمد على أسس ومعايير توضع من مكتب استشاري بيئي، للتعرف على الانبعاثات وقربها من المساكن واتجاه الانبعاثات بعد خروجها من المصانع ونسبتها حيث لكل مصنع نسبة من الانبعاثات، وكذلك تأثيرها على العاملين في المصانع، ولا يسمح بتعدي حدود تلك الشروط وإلا لا يرخص المصنع. وكشف عن خطة استراتيجية مستقبلية لدراسة حالة الهواء في الجو وتأثيره على البحرينيين مستقبلاً بسبب زيادة السكان والسيارات، وتم البدء بمنطقة المعامير وما حولها، وتأتي الحد في المرحلة الثانية لدراستها، وفقاً لشركة إيطالية خاصة قاربت نتائجها على الظهور، مركزين على المناطق الصناعية. وأوضح الزياني أن تأثير السرطانات معظمها من التدخين ومن الأمراض التي تصل للجهاز التنفسي، حيث إن معظم السرطانات لا علاقة لها بالبيئة، موضحاً أن الشخص المتأثر بأدخنة المصانع قد يتلقاها من مكان عمله أو خارج منطقة الحد. وأضاف أن أكثر وسائل المواصلات هي أكثر الوسائل الملوثة للهواء، ولاسيما الملوثات العابرة للحدود خارج البحرين والغبار القادم من جنوب العراق، داعياً لعدم توجيه أصابع الاتهام للمصانع فقط، مشيراً إلى أن هناك محطة لرصد الغبار المتصاعد على مدار 24 ساعة. وبين الزياني أن دور البيئة دائماً في صف الإنسان ولا نرضى أن تتعدى الملوثات على الإنسان فهذا مبدأ وطني، بأن الاقتصاد لا يؤثر على صحة الإنسان والمحافظة على الموارد الحية في الوقت نفسه، مشيراً إلى أن البحرين تتطلع إلى الصناعات النظيفة وعلى مستوى عالي من الجودة.
المخلفات في البحر
قال عضو المجلس البلدي رمزي الجلاليف أن شارع «حاتم الطائي» يعتبر «شارع خدمات و شارع رملي» تحــــول إلى «هاي واي» بعد فصل شارع الخدمات عنه، وأضاف أنه تم وضع إشارة مشاة واحدة تخدم مجمع اللولو ونادي الحد، وتمت الوعود بإنشاء إشارة مشاة عند مسجد الشيخ جبر آل ثاني.
وأوضح الجلاليف أنه تمت بعض المناوشات مع النادي لتخصيص مواقفه للمصليين فقط ولكهنم رفضوا لأنهم يريدونها مفتوحة للجميع وعدم احتكارها للمصليين. من جانب أخر أضاف أن العمالة السائبة منتشرة في الحد كأنهم «جيوش» وأعدادهم تفوق المئات، مشيرا الي مشاكل الحورة التي حدثت مؤخرا وأودت بهم للإنتقال للحد وعيش 200 شخص في بيت بطابقين وسط الأحياء السكنية.
وقال لا جدوى من مخاطبة البحرينيين بعدم تأجيرهم للعمالة، لإيجاد حل من الجهات المختصة حيث أن الحكومة لا تضع قانون يمنع العزاب من السكن وسط العائلات.
وانزعج الجلاليف من تأثير مصنع «الحديد والصلب»على أهالي مجمع 112 حيث أنهم أكثر المتأثرين من برادة الحديد التي تنتشر على سياراتهم وملابسهم «المنشورة»، فضلا عن الدخان والأبخرة خصوصا بعد صلاة الفجر وتأثر السكان ببعض الأمراض، موضحا أنه توفى 15 شخص مصاب بالسرطان منذ سنتين من الآن.
وأوضح أن مخلفات البناء ترمى في البحر، مما يؤدي لإنبعاث «روائح المجاري»، مشيرا إلى أن وزارة البلدية «نايمة» حيث قام بمخاطبة البلديات أكثر من مرة ووعدوا بمراقبيين، لكن لا تغيير يذكر. وطالب الجلاليف لافتتاح مركز بنك البحرين والكويت الصحي على مدار 24 ساعة، موضحا أن وكيلة وزارة الصحة د.مريم الجلاهمة قالت أن تكلفته في السنة مليونيين إذا افتتح للساعة حتي الساعة التاسعة ، فيما تبلغ التكلفة 4 ملايين إذا تم افتتاحه 24 ساعة. مشيرا إلى أنه نظرا للتكلفة العالية لم تتم الموافقة على إنشاءه. وطالب بتوفير سيارات اسعاف في المركز الصحي نظرا لحاجتهم الملحة لوجود اسعاف ينقل المرضى بأسرع وقت. وأشار إلى أنه بخصوص الجامعات تمت الموافقة عليه من سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان،حيث أنهم في انتظار التطبيق.