تتزين عند الساعة الثامنة من مساء اليوم الأحد المنامة عاصمة السياحة العربية بأولى إشراقات صيف البحرين الدافىء، وذلك عندما تنطلق أولى فعاليات هذا الصيف المتميز على خشبة المسرح الوطني تحت شعار «السياحة ثروتنا والبهجة غايتنا»، بجماليات مكثفة تأتي إلى مرفأ الكون البحرين من كل قارات العالم، وتستحضر روائعها من فنون، موسيقى، أدبيات، لغات، أحلام وشعوب! حيث الصوت الشجي لصوت الأسطورة ماجدة الرومي، ونجم «عرب أيدول» محمد عساف، ومفاجآت مدينة نخول.
وتشرق المنامة فرحها مراراً.. تحبل به لمجرد ذريعة الضوء والحياة، لتجري في كل مسافاتها أحلاماً وأغنيات. بموسمها، حيث الشمس تطيل الصيف أكثر من المعتاد، بطريقتها كي تغزل من تفاصيلها العمر الذي تريد، المنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013، تجرد ملامحها، وتخرج من مدن دهشتها عمرها القادم في مهرجان صيف البحرين الخامس.
ولأنها اليوم تحديداً تعيش أمنياتها للفرح والأمل، فإن المنامة اليوم يراقبها الآخرون وهي توضب ذاتها، وترتب الأمكنة بلمسات جمالية أخيرة، حيث يشهد هذا المساء انطلاقة مدينة نخول عند الساعة السادسة مساءً برفقة الجميلة نخولة في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، فيما تشرق المنامة صيفها في أغنيات الأسطورة اللبنانية الفنانة ماجدة الرومي عند الساعة الثامنة مساءً بمسرح البحرين الوطني، بسيرة إنسانية ورسالة تبعث لهذا العالم الحب والسلام. عوالم تكفي الجميع.. عوالم تصير فيها البحرين مرفأً للكون والسلام، كل ذلك الجمال الذي تستعد به المنامة لتكون نفسها، ولتشبه كرة أرضية مكتملة أو تكاد، يبدو واضحاً في مهرجان صيف البحرين 2013 الذي لا يبحث عن النخبة، ولا يستدرج صوتاً واحداً أو ملمحاً وحيداً، بل يجمع كل قارات الأرض في العديد من الفعاليات والأحداث الثقافية التي تستمر بصورة يومية طيلة فترة إقامة المهرجان. هذا الصيف، هو فكرة ثقافة مشاعة، تبحث عن العائلة وتنسجم مع فصل «السياحة الترفيهية» في منامة السياحة. لأن الثقافة شعوب تجيء من أمكنة وأزمنة، لأنها الثقافة صديقة الناس، فهي في صيف البحرين تجسد حياة ممتلئة بفكرة الأمل لأنها أقصى وأجمل ما يمكن أن تذهب إليه الثقافة في حقيقتها وفي عبورها إلى قلب القادمين إليها، إذ ترافق الشعوب إلى أجمل مختبراتها ومصنوعاتها وحكاياتها كي تترك لكل موطن فيها مكاناً.
وتحاول وزارة الثقافة عبر صيف البحرين، الابتعاد عما تكرسه الطبقية الثقافية لأنها نقيض تلك الاشتغالات، وحول ذلك قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في أحد التصريحات السابقة «إن الإنسان البسيط أو ما يطلق عليه البعض عادياً، يعيش نمطه الثقافي وقد لا يمتلك اللغة التي يمكن أن يوصل بها فكرته أو سيرته. لكنه بكل تأكيد قادر بصورة دائمة على التفاهم مع تلك الخطابات الثقافية والاستمتاع بها، وكل ما عليه هو أن يجد في بحثه عما يشبهه أو يعنيه. ولذا فإن صيف البحرين يستدرج كل العائلة، يخلق عوالم متعددة تستوعب الجميع».
صيف البحرين
صيف البحرين أحضر معه هذا العام حفلات موسيقية لأشهر الفنانين العرب الشباب والمخضرمين، لذلك فإن الجمهور البحريني الذواق سيكون عند الساعة 8 من مساء اليوم الأحد على موعد مع الأسطورة الفنية ماجدة الرومي صاحبة الصوت العذب والأداء الصادق لأغانيها الجياشة التي تفيض بالمشاعر والعاطفة المرهفة، حيث تؤدي ماجدة الرومي نخبة من أجمل روائعها المنتقاة من رصيدها الفني الممتد عبر أكثر من أربعة عقود من العطاء المتميز، وذلك في رائعة مسائية غنائية في مسرح البحرين الوطني. كما يفاجئ صيف البحرين كل محبي الأغنية الفلسطينية بمحبوب العرب، الفنان الفلسطيني محمد عساف الذي فاز بالمركز الأول في المسابقة الغنائية عبر برنامج «عرب آيدول»، حيث ينعطف بصوته إلى مناطق شعورية مرهفة من خلال حفل ضخم في 1 سبتمبر المقبل في مركز البحرين الدولي للمؤتمرات والمعارض.
ولأن فن المقام يأتي من أصل ثقافة الإنسان العربي، فإن قارئة المقام العراقي فريدة محمد علي والمعروفة بفريدة سترهف الآذان بموهبتها الصوتية الفذة في عرض حالم لن ينسى، تطلق فيه فريدة العنان لصوتها في مختارات غنائية مميزة خلال شهر سبتمبر المقبل. كذلك يأخذ صيف البحرين جماهيره في تجربة موسيقية تايلندية من خلال معزوفات البيانو والكمان وغناء السوبرانو ليعيش الحاضرون أداء مثيراً يبرز الحوار الثقافي بين الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية والألحان التايلندية.
أما على صعيد المسرح الذي لا ينفك عن الموسيقى، يعيش رواد صيف البحرين عرض الفرقة الألمانية «سانوسترا» الذي يحتوي على مزيج مذهل من الحركات البدنية التي تجمع ما بين القوة الجسمانية الخارقة والرشاقة، كما ينتقل الجمهور لاحقاً إلى حضارة الهند والسند القديمة في عرض «سحر الهند» المذهل يحول خشبة المشرح إلى زوبعة جميلة متعددة الأطياف من الرقصات المتقنة والموسيقى التي تمزج بين أصالة الماضي وتسارع الحاضر. كما يأتي بارني إلى البحرين باكتشافاته الموسيقية ومغامراته التي لا تنسى.
مدينة نخول ونخولة
مدينة نخول تواصل حشد مفاجآتها، بسرب حكايات، وفعاليات من جهات العالم، تضم لهذا العام عدة ثقافات وبلدان تنصهر في جماليات الثقافة وحضارات الشعوب، من بينها تركيا، روسيا، أستراليا، الهند، فلسطين والبحرين، وغيرها من الدول، تعزز صياغة التلاقي بين الحضارات والشعوب. كما تقدم عدداً من ورش العمل المتنوعة على مدار أيام المهرجان العشرين، بينها أنشطة موسيقية واستعراضية، وورش مهتمة بالبيئة وكيفية الحفاظ عليها، وتعلم فنون الزخارف والتحف التقليدية. إضافةً إلى ورش تعلم فن الرسم على الماء وصناعة الأفلام. بالإضافة للعروض المسرحية للأطفال التي تفسح لمخيلتهم وفي قلوبهم فسحاً من خيال وحب. هذا العام وللمرة الأولى يعود نخول برفقة شخصية جديدة هي «نخولة» التي تكبر معها عائلة نخول، وتحقق مزيداً من الدهشة والإمتاع للأطفال والعائلة التي ستمضي وقتها في مدينة نخول هذا الصيف، وتصنع تقارباً وتواصلاً ثقافياً أوسع مع العائلات والأطفال خلال زيارتهم لأرض مدينة نخول لتكون فضاءً للمعرفة والمتعة والعطاء.