أكد الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع، أمس (الأحد)، أن أعمال العنف التي تشهدها البلاد على خلفية التظاهرات المؤيدة للإسلاميين «لن تركع الدولة».
وقال السيسي في لقائه مع عدد من قادة وضباط القوات المسلحة وهيئة الشرطة «من يتصور أن العنف سيركع الدولة والمصريين يجب أن يراجع نفسه»، مضيفاً «لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين».
وأضاف السيسي في أول تصريحات له منذ أحداث الأربعاء الدامية التي قتل فيها المئات «إننا جميعاً جيش وشرطة شرفاء وأوفياء لمصر لم نغدر أو نخون أو نكيد، وكنا أمناء في كل شيء وحذرنا من أن الصراع السياسي سيقود مصر للدخول في نفق مظلم وسيتحول إلى اقتتال وصراع على أساس ديني».
وقال السيسي في كلمته إن رسالته لأنصار مرسي أن «مصر تتسع للجميع». لكنه حذر من أنه «لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين ونقل صورة خاطئة للإعلام الغربي بوجود اقتتال داخل الشارع».
وأكد السيسي في تصريحاته اليوم على أن «ما قمنا به من إجراءات كانت شفافة وأمينة ونزيهة وبمنتهى الفهم والتقدير الدقيق للمواقف والأحداث وانعكاساتها على الأمن القومي». إلى ذلك؛ نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن بيان لمجلس الوزراء قوله إن 79شخصاً قتلوا وأصيب 549 في العنف السياسي في أنحاء البلاد السبت. ويعني ذلك أن 830 شخصاً على الأقل قتلوا في مصر منذ الأربعاء الماضي في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي وقوات الأمن.
من جهة أخرى؛ أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن الحكومة المصرية المؤقتة لم تتخل عن مسار الديمقراطية وسط أعمال العنف التي أدت إلى مقتل المئات، وذلك في مقابلة ستنشر اليوم (الاثنين).
وقال فهمي، سفير مصر السابق في الولايات المتحدة، لمجلة دير شبيغل الإخبارية الأسبوعية إن قادة الجيش المصري من غير المرجح أن يمددوا فترة حالة الطوارئ التي فرضت الأسبوع الماضي لمدة شهر.
وأضاف «أطمئن أصدقاءنا إلى أننا نطبق خارطة الطريق للوصول إلى الديمقراطية».
وقال إن المصريين «لن يقبلوا أن تظل البلاد خاضعة لحالة الطوارئ المفروضة حالياً لمدة طويلة».
وأشار إلى أن السلطات ترحب بمشاركة أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في حوار حول مستقبل مصر السياسي «فور استعادة الهدوء والنظام».
وأضاف «يستطيع الذين لم ينتهكوا القانون المشاركة في العملية السياسية».
وانتقد الوزير الحلفاء الغربيين على انتقاداتهم القاسية للجوء الحكومة لاستخدام القوة ضد المحتجين من أنصار مرسي ما أدى إلى مقتل المئات.
وقال «لقد خاب أملي من عدم اعتراف الغرب وإدانته بشكل أوضح لارتكاب الطرف الآخر أعمال عنف».
وقال إنه لا يحبذ تدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في النزاع بشكل مباشر. وقال «هذه مشكلة مصرية علينا حلها». وأضاف «أنا أثق بالجيش وأنا متأكد أن القادة العسكريين ليسوا متمسكين بالسلطة».
وأدت أعمال العنف التي أعقبت فض اعتصامات أنصار مرسي إلى مقتل 750 شخصاً خلال الأيام الأربعة الماضية.
970x90
970x90