أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن «جلالة الملك حقق الكثير للوطن والمواطن وأصبحت بقيادته صورة بلادنا جميلة يؤطرها الأمن والاستقرار ولن نقبل أبداً لمن خلع ثوب الوطنية أن يشوه بالإرهاب وجه البحرين المشرق»، مشيراً إلى أن «المملكة ستطوي بموقف شعبها قريباً صفحة من تاريخها لتبدأ مرحلة جديدة أساسها البناء والتطور والتنمية بعد أن رفض شعب البحرين بصوت عال وموقف ثابت ووعي مسؤول الدعوات المشبوهة للفتنة وزعزعة الاستقرار».
وقال سموه لدى استقباله جموع من المواطنين أمس، إن «الفشل الذي مني به من أراد بالبحرين سوءاً هو نجاح لشعب البحرين بكل مدنه وقراه وأطيافه عندما وقفوا ضد الدعوات الباطلة، وتحملوا المسؤولية وأصبح الجميع شركاء في حب الوطن»، داعياً إلى «مواصلة هذا الدرب، والحرص على تعزيز الوحدة الوطنية، وألا ينساق أحد وراء من أراد الضغينة للوطن وأهله».
وأضاف «إن كان هناك من يستحق الشكر لإفشال المخطط الخبيث الذي يستهدف البلاد فهو شعب البحرين، والحكومة لم تكن إلا سنداً لهذا الشعب ومنفذة لإرادته»، مشيراً إلى أن «شعب البحرين أصبح في مستوى من الوعي والنضج أدرك ما يراد من شر لوطنه ولم تعد تنطلي عليه تلك الكلمات التي تحمل بين السطور أهدافاً مريضة، وهاهم أهالي القرى قبل المدن يبطلون في موقف يشكرون عليه دعوات تعطيل مظاهر الحياة، حتى أصبح المنادون بها في عزلة عن المجتمع الذي رفضهم وأنكر مساعيهم الخبيثة ليسهم الجميع بشكل فعال في تأمين الاستقرار والأمن في المملكة».
وقال سموه «إن إرادة المليون بحريني أبطلت مخططات كان يقف ورائها ملايين سخروا إمكانياتهم وآلتهم الإعلامية الخبيثة لاستهداف البحرين، ولهؤلاء نقول: ارجعوا لتاريخ البحرين واقرؤوا كيف سطر هذا الشعب ملاحم بطولية في دحض المؤامرات لتدركوا مع من تتعاملون، فجيل اليوم هم امتداد لأولئك الرجال الأبطال».
وحضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين بالمملكة وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب وعدد من رجال الدين والفكر والأعمال ورجال الفكر والإعلام وجموع من المواطنين.
وأشار سموه إلى أن «الحزم الذي تميز به العمل الحكومي في التعامل مع الإرهاب استمد قوته من الشعب، وكان ردة فعل طبيعية لمتطلبات المرحلة، ولم يكن الحزم في جانب دون آخر فحتى المسؤولون في الحكومة كان الخطاب واضحاً لهم «من لا يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، سنقول له اترك المسؤولية لمن يستطيع أن يتحملهما، فلا مجال للأخذ والرد في تنفيذ إرادة الشعب وفي أمن الوطن واستقراره».
واستغرب سموه بأنه «كيف يقبل مواطن تربى على هذه الأرض وساهم في إعلاء صروح نهضتها، أن يخرب بيديه ما بناه من عمران ونهضة وأن يستجيب لدعوات حرق منجزات الوطن»، مؤكداً أنه «بعون الله سنتغلب على أي تحدٍ أمني، ومن خالف طريق الصواب إما أن يرجع للحق أو أنه سيجد نفسه في عزلة عن الوطن».
وقال سموه «إن الحكومة تتعامل مع وضع تخلي بعض ذوي المسؤولية عن مسؤوليتهم، ومارسوا أدواراً مغايرة، وبدلاً من النصح والإرشاد اتجهوا إلى التحريض والزج بالمواطنين في ميدان العنف، مما جعل الحكومة تبادر بأخذ هذه الأدوار المجتمعية لإنقاذ الشعب من عنفهم وتخريبهم»، لافتاً إلى أنه «بالرغم من الهزائم التي ألحقها العزم الحكومي والإرادة الشعبية بالمخططات الإرهابية، إلا أن من يقفون ورائها مازالوا يركضون خلف أوهامهم وأحلامهم المريضة، ولن يجدوا منا إلا كل حزم في التعامل وعزم أكيد على اجتثاث الإرهاب من جذوره ومحاسبة كافة الحلقات التي تشكل منظومته من تحريض ودعم وتوفير الغطاء السياسي والشرعي».
واستغرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من «الصمت الذي يخيم على بعض المنظمات من الزج بالأطفال في العنف ومن الإرهاب الممنهج الذي تشهده مملكة البحرين، وهذا يجعل أمام عملها العديد من علامات الاستفهام، ولكننا في البحرين لن نلتفت لأي موقف، ودعمنا سنستمده من شعبنا وأشقائنا وأصدقائنا الذين يدركون حجم التحدي الذي نواجهه، وشكراً من أعماق القلب لهذا الشعب الأبي الذي بوحدته حفظ بلاده وثبت أركان أمنها واستقرارها».
وقال سموه «كان يراد أن تكون البحرين العتبة التي يتم من خلالها الصعود بأعمال التخريب والإرهاب إلى ما هو أبعد من حدود البحرين، ولكن تمكنا بعون الله وبوعي الشعب من إيقاف معاول الهدم التي تعاونت مع بعض السياسات الخارجية». وأضاف سمو رئيس الوزراء أن «مجتمع البحرين المتآلف كان وسيظل قوياً ومتماسكاً في مواجهة التحديات التي تهدد أمن الوطن واستقراره رغم جسامتها، وإن كل من يفكر أو يسعى للعمل على تفتيت هذا المجتمع لن ينجح أبداً، وسيقف له شعب البحرين بالمرصاد».
ودعا سموه إلى «أخذ الحيطة والحذر مما يجري في المنطقة من حولنا»، مشيراً إلى أن «البحرين قد تكون بلداً صغيراً، ولكنها كبيرة بشعبها، ولن تغرق بعون الله ثم بتكاتف شعبها في أتون الفوضى والتخريب».
وشدد على أنه «لن يتم التهاون في تطبيق القانون على كل من يحاول أن يهدد المواطنين، وسنواصل تنفيذ الإرادة الشعبية متمثلة في توصيات المجلس الوطني، ولن يجد الإرهابيون والمخربون سوى كل حزم وقوة»، مؤكداً «أهمية بذل مزيد من الجهود الجادة لاستكمال مسيرة البناء والتطوير التي تشهدها المملكة بقيادة جلالة الملك المفدى حفظه الله، والعمل المكثف على تهيئة الظروف التي تدفع بعجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام، وأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال تكاتف أبناء شعب البحرين وتوحدهم خلف راية وطنهم».
وأشاد سموه بدور رجال الصحافة والإعلاميين الذين تبنوا قضية وطنهم ودافعوا عنها بكل جرأة وشجاعة من خلال كتاباتهم ومقالاتهم في تنوير الرأي العام تجاه ما يهدد أمن وطنهم وسلامته واستقراره، فلهم كل التحية والتقدير على مواقفهم الوطنية المشرفة.
وأعرب الحضور عن اعتزازهم بالتحركات التي قادها صاحب السمو الملكي لطمأنة المواطنين وتعزيز ثقتهم في قدرة الحكومة على التعامل مع الإرهاب والتي توازت مع الدعوات لإدخال المجمع في مربع الفوضى، منوهين بالقيادة الناجحة والحكيمة التي تميزت بها الحكومة برئاسة سموه في إفشال المخططات الخبيثة التي تريد تقسيم المجتمع وتشطيره.