دشن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي أمس الاثنين موقعه الإلكتروني وأعلن عن خطة الجهود الداعمة لجمهورية اليمين للحفاظ على مدينة زبيد التاريخية في مؤتمر صحفي تحدث فيه كل من وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة مجلس إدارة المركز، ومدير المركز د. منير بوشناقي، ووزير الثقافة اليمني د. عبد الله عوبل.
وعبرت الشيخة مي بنت محمد عن سعادتها بتعيين د. منير بوشناقي مديراً للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والذي عمِل سابقاً مستشاراً لمنظمة اليونسكو، مديراً لمركز التراث العالمي ومديراً عاماً للإيكوروم للتراث المعماري، مشيدة بالإعلان عن الموقع الإلكتروني وفعاليات المركز المقبلة، مؤكدة أن المركز الإقليمي للتراث العالمي هو حلم تحقق بعد جهود كبيرة. وفي تعليقها على وضع مدينة زبيد التاريخية المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو والمدرجة كذلك على قائمة المواقع الأثرية المهددة بالإزالة عن القائمة، قالت وزيرة الثقافة «يجب أن تبقى مدينة زبيد على قائمة التراث العالمي، و بوجود المركز الإقليمي للتراث العالمي لن نسمح بأن يزال أي موقع تراثي عربي عن القائمة»، في إشارة إلى توجهات المركز لبذل كافة الجهود للحفاظ على التراث الإنساني والطبيعي في الوطن العربي.
من جانبه شكر د. بوشناقي وزيرة الثقافة على جهودها من أجل تفعيل المركز الإقليمي الذي يعنى بالتراث الإنساني في الوطن العربي، وأكد على أن الوطن العربي يعد من أغنى مناطق العالم بالتراث الإنساني والطبيعي، وأضاف أن المركز الإقليمي أنشىء في مملكة البحرين التي تسهر عبر قيادتها المهتمة بالثقافة على متابعة اتفاقية التراث العالمي في المنطقة العربية.
وحول موقع المركز الإلكتروني، قال د. بوشناقي إن الموقع الإلكتروني يقع تحت إشراف اليونسكو، مشيراً إلى أنه يوفر كافة المعلومات حول جميع المواقع التراثية المدرجة على قائمة التراث الإنساني والطبيعي في الوطن العربي ومعلومات حول ورش عمل المركز ونشاطاته المختلفة، إضافة إلى عمله كصلة ربط ما بين المركز والمراكز الإقليمية والعالمية المهتمة بميدان التراث العالمي. وحول جهود إنقاذ مدينة «زبيد» التاريخية، أعلن د. بوشناقي عن توقيع اتفاقية ما بين وزيرة الثقافة البحرينية ووزير الثقافة اليمني، مشيرا إلى أن المركز يدرس وضع مدينة زبيد. وأردف أن العمل الميداني في المدينة سيبدأ في سبتمبر المقبل حيث ستتوجه بعثة من المركز إلى المدينة من أجل بناء أول مشروع نموذجي تراثي في المدينة ليكون نواة العمل لإنقاذها من قائمة المدن المعرضة لخطر الإزالة من قائمة التراث العالمي.
وعبر وزير الثقافة اليمني د. عبد الله عوبل عن امتنانه للشيخة مي بنت محمد على التقدم بمبادرة إنقاذ مدينة زبيد، مبدياً استعداد اليمن التام للتعاون من أجل إنقاذ المدينة التي ما زالت على قائمة المدن المهددة بالخطر بالإزالة عن قائمة التراث العالمي منذ 13 عاماً، معربا عن اعتزاز اليمن قيادة وشعباً بهذه الخطوة، مضيفاً أن الشعب اليمني يقف بجوار مملكة البحرين في جهودها للحفاظ على تراثها وحضارتها العريقة.
يذكر أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكةِ البحرين يعتبر سابقةً في منطقة الشرق الأوسط، حيث يوفر الخبرة إلى جانب الأساليب والتقنيات العالمية، بهدف قيادة التُراث العربي إلى العالمية والحفاظ على الموروثات الإنسانية التراثية بنسيجها المادي وغير المادي. كما يشتغل المركز على حصرِ المواقع التراثية الثقافية والطبيعية في الدول العربية لإدراجها على لائحة التراث العالمي، وتوفير الدعم الفني والاقتصادي لتحقيق هذا الهدف من خلال القيام بالدراسات اللازمَة والوفاء بالاشتراطات التي تطلبها لجنة اليُونسكو، واستقبل المركز سابقاً في عدة ورش مجموعةً من العاملين في مجالِ الآثار من الجمهُوريَة العراقيَة لتدريبهم على تقنياتِ الحفاظ على الآثار وحماية التُراث المادي والمعنوي.