انتصرت مملكة البحرين على مخططات الإرهابيين فيما سمي بـ»حركة تمرد» والتي أراد بها الأعداء أن ينقلبوا على الثوابت الوطنية، نعم كان المتربصون ودعاة التفرقة يريدون أن يدخلوا الشعب في دوامة عنف وصراع لا نهاية لها، ولكن إرادة الله فوق الجميع ولابد للحقيقة أن تظهر وتكشف الوجوه القبيحة وتعريهم أمام الملأ، وقد مر يوم 14 من أغسطس الماضي بشكل اعتيادي ولا نبالغ إن قلنا بأنه أفضل من أي وقت سبق.
تمرد الأعداء وانتفض الشعب ليتمرد على الإرهاب ويقول كلمته ويعلن بأنه ضد هذه الحركة والدعوات الطائفية المغرضة، فقد استقبل المواطنون هذا اليوم بكل عزيمة على قهر الإرهاب وإثبات أن القلوب مجتمعة في حب الوطن الواحد، وهي ذكرى عزيزة حيث أعلن في هذا التاريخ ومنذ 42 سنة مضت استقلال مملكة البحرين، وكانت عجلة التقدم والنماء على الاستمرار تسجل البصمات على مختلف المجالات والصعد، ووضعت مملكة البحرين نفسها بين الدول الديمقراطية المتقدمة في خريطة العالم.
وحين تشتد الأزمات يبرز مجد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، لا يستطيع أحد أن ينكر حنكة وحكمة هذا الرجل الكبير الذي كان حاضراً في المحن والشدائد وزائراً الناس في مناسباتهم السعيدة والحزينة، لذلك يخرج المواطنون والإخوة من دول الخليج العربي ليهتفوا بـ»الشعب يريد خليفة بن سلمان» ويعلنوها مدوية، فكلما خاف الناس على أنفسهم يطل فارس الميدان فتجده يتجول في الشوارع والساحات والمجمعات التجارية يطمئنهم بأن الوطن على ما يرام وأن كل الأمور على أحسن حال. لم تخرج سوى شرذمة قليلة من المغرر بهم لأجل مبلغ من المال أو من تربى وتعلم على الحقد الأسود تجاه من يشاركه الوطن، وربما يجهل هؤلاء ألا عزة لهم إلا في ظل حكم آل خليفة الكرام ولا مجال لأن تحكم فئة على فئة أخرى، ولا يعتقد هؤلاء أن الدول الأجنبية سوف توفر لهم حياة وحقوقاً أفضل مما يتمتعون به الآن، فالدولة تبذل كل المساعي لينعم المواطن البحريني بالحياة الكريمة والأمن والأمان، في وقت نرى فيه نتائج التمرد والانقلاب على دول كبرى كمصر أم الدنيا فكيف بها إن جرت على البحرين هذا البلد الصغير.
كان انتظام الموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة بنسبة كبيرة بعكس ما كان يراد أن يكون، وعمل التجار في محالهم رغم تهديد الإرهابيين لهم وإجبارهم على غلق محلاتهم لفرض حالة العصيان المدني، وتوجه الناس إلى مزاولة حياتهم الطبيعية والتعامل مع كل الجهات بكل أريحية، ولم تسجل أي إصابات خطيرة أو مواجهات كبيرة بين الإرهابيين ورجال الأمن، فالناس قد أدركوا الحق من الباطل ووضعوا يدهم في يد بعض وقالوا «لا للإرهاب»، ومن المؤكد أنه لا خلاص من الأزمة ووضع حل للعنف إلا بالتكاتف والعمل بين الشعب والقيادة، فهناك آمال كثيرة يجب أن تحقق من أجل شعب البحرين الأصيل.
عبدالله الشاووش