وقع الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية د.مصطفى السيد اتفاقية تعاون مع ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP خالد شهوان تقضي بتمويل مشروع إنشاء وتشغيل مكتبة البحرين العامة في القدس الشريف،
وقال السيد، عقب توقيع الاتفاق في مقر UNDP بالقدس، إن «مشروع مكتبة البحرين العامة يأتي بتوجيه كريم من حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية، وبرعاية ودعم من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء». وأشاد ببرنامج UNDP وبما يقدمه من مشاريع وخدمات تجاه أبناء الشعب الفلسطيني ومؤسساته، معرباً عن اهتمام مملكة البحرين بتعزيز الجانب الثقافي للشعب الفلسطيني الشقيق الذي عرف منذ القدم بالثقافة والعلم.
وأضاف السيد أن الوفد سيعمل بناء على تكليف من وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالتنسيق لإعادة بناء أحد المنازل التاريخية القديمة في القدس الشريف لتقوم الوزارة بترميمه والمحافظة عليه، وتحويله إلى مركز ثقافي للأشقاء الفلسطينيين في القدس الشريف، حيث سيتم العمل على أن يكون المنزل ملاصقاً أو قريباً من المكتبة ليكونا مركزاً ثقافياَ باسم مملكة البحرين في القدس الشريف.
وأشار إلى أن «:هذه الخطوة تأتي انطلاقاً من الرسالة الوطنية العربية للمؤسسة التي أمر بها جلالة الملك المفدى من بداية تأسيس المؤسسة الخيرية، واستكمالاً لدور البحرين الحضاري في الإسهام بتعزيز الهوية العربية الإسلامية وإثراء لمفهوم الجانب الخيري الممنهج والذي يصب في تقديم الرعاية الشاملة داخل وخارج مملكة البحرين ومن خلال التعاون مع الأمم المتحدة».
من جانبه، أعرب وزير الثقافة الفلسطيني د. أنور أبو عيشة عن خالص شكره وتقديره للبحرين على دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني، مشيداً باستجابة عاهل البلاد المفدى لنداء عروبة القدس الشريف ومساهمتها الفعالة في استراتيجية تأصيل الهوية العربية في القدس الشريف من خلال المكتبة العامة والمركز الثقافي. وأشاد بعمق العلاقات الفلسطينية البحرينية، وما أقامته من مشاريع تنموية في كافة الأراضي الفلسطينية، مؤكداً عمق الروابط التاريخية بين مملكة البحرين ودولة فلسطين، وعلى حضور القدس وفلسطين في الوجدان البحرين قيادة وحكومة وشعباً.
وتابع أن «هذا الصرح الثقافي الذي تعمل مملكة البحرين على تنفيذه سيعزز الدور الثقافي في القدس باعتبارها عاصمة دائمة للثقافة العربية»، مشيراً إلى أنه «بعملنا الجماعي والمتواصل نمضي قدماً نحو تحقيق هدفين وطنيين أساسيين؛ وهما الوصول لبنية ثقافية متميزة بأعلى المواصفات العالمية تسهم بشكل فعال في نشر الثقافة والمعرفة بين الشعب الفلسطيني باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من عملية التنمية الشاملة للشعب الفلسطيني كما تسهم في وضع حجر الأساس للنمو المكاني، والعمل على تعزيز صمود شعبنا الأبي، ومد جسور التعاون والتواصل مع الأشقاء في البحرين»
وثمن أبوعيشة مبادرة وزارة الثقافة البحرينية بتكليف المؤسسة الخيرية الملكية بالتنسيق لإعادة بناء أحد المنازل التاريخية القديمة في القدس الشريف لتقوم الوزارة بترميمه والمحافظة عليه، وتحويله إلى مركز ثقافي، مشيداً بالدور الرائد الذي تقوم به معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة بمملكة البحرين في نشر الثقافة والمحافظة على المواقع والمعالم التراثية وتنظيم البرامج والأنشطة الثقافية المتميزة، مؤكداً بأن التعاون مع وزارة الثقافة بمملكة البحرين سيكون شاملاً وموسعاً وسيشمل جميع مناحي الحياة الثقافية، وأنه على ثقة بأن المركز الثقافي لمملكة البحرين في القدس الشريف سيكون له دور بارز في نشر الثقافة بين الشعب الفلسطيني من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج الثقافية المختلفة حال افتتاحه رسمياً.
من جانبه، أشاد ممثل الـ(UNDP) خالد شهوان بمساهمة البحرين في دعم البنية الثقافية في القدس الشريف مؤكداً أهمية دعم البنية التحتية للثقافة في مناطق السلطة الفلسطينية وتأهيلها وتطويرها بما يعبر عن أهمية ثقافة هذه البقعة من العالم، وضرورة وضعها في موضعها الصحيح على خارطة السياحة العالمية.
وقال شهوان إن المشاريع التي تنفذها البحرين في القدس ستسهم بشكل كبير في تطوير البنية التحتية للثقافة في فلسطين وتدعم عملية التنمية المستدامة في فلسطين عبر استهداف المجالات والبرامج الثقافية المتنوعة، والتي تتميز جميعها بأنها برامج تعاون وشراكة بين جميع المؤسسات الحكومية والثقافية والخاصة والدولية، بهدف تطوير البنية التحتية للثقافة.
وأضاف أن تنفيذ المشاريع الثقافية في المواقع التراثية في القدس سيسهم في توفير العديد من الفرص لسكان البلدة القديمة من ناحية الحفاظ على التراث وخلق فرص عمل والتنمية السياحية، مؤكداً أن فلسطين غنية بالتراث وأن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل بكل جهد من أجل الحفاظ عليه وحمايته، وتفعيله بما يخدم قطاعات مختلفة من المجتمع الفلسطيني.