كتب - حسين التتان:
تربية الحيوانات الأليفة لدى الغرب ثقافة مجتمعية، يمكن ملاحظتها في مجمل ما قدمه الغرب من مسلسلات وأفلام سينمائية وأعمال إبداعية أخرى، وربما تقدم العلاقة الحميمة بين الغربي والحيوانات على اختلافها تفسيراً للظاهرة.
في عالمنا العربي الحال مختلف، وتربية الكلاب مثلاً كانت تجد تفسيرها المقنع والمبرر باعتبار الكلب حام للمنزل من السطو والسرقة، والقط مثلاً قاتل مأجور للقوارض والفئران، وهذه الحيوانات بطبيعة الحال لا تعيش بين أفراد الأسرة العربية ولا تشاركها طعامها مثلاً كعادة الغربيين، بل لها أماكن مخصوصة خارج جدران المنزل.
ولكن لماذا ولج العربي بوابة الاهتمام بالحيوانات الأليفة؟ هنا يمكن القول إن رفاهية بعض المجتمعات فرضت نوعاً من الحياة تتشابه ومفردات حياة الغربي، إلى جانب حب التقليد المتأصل فينا خاصة إن كان المقلد غربياً.
تحت سقف واحد
يربي سمير عبدالكريم مجموعة من القطط، يعيش معها تحت سقف واحد، ويوفر لها كل أشكال الرفاهية والوجبات الخاصة المنوعة «قططي تفضل الوجبات الناعمة، كورن فلاكس مع الحليب وجبة لا تتقدمها أخرى».
ليس سمير وحده من يهتم بتدليل الحيوانات المنزلية وتوفير مستلزمات عيشها الرغيد، هناك مئات الحالات المشابهة لحالة سمير إن لم نقل الألوف، أبو راشد مثلاً لديه كلب صغير في المنزل «لم أتقبل الموضوع في البداية لكن هذا ما يريده العيال».
يقول أبو راشد «نحن كآباء هذا الزمن، لا يمكننا التحكم في حياة شباب اليوم وأسرهم بعالم مضى وولى، كل جيل لديه اهتماماته وهواياته».
قبل أبو راشد بضغط شديد من بناته الصغيرات وولده الشاب اليافع بشراء كلب زينة «استجبت مكرهاً، لكني اليوم اعتدت الأمر، وإن كنت غير محب لوجود كلب يعيش معنا في المنزل».
لدى مهدي أحمد قفص كبير جداً للطيور، ويهوى تربية طيور الزينة بشكل خاص، ويملك الكثير من الأنواع النادرة، ويرعى وأطفاله تلك الطيور يومياً ويوفر لها أشكال الراحة والدلال».
يفضل مهدي طيور الحب والكناري والببغاوات الملونة «أطفالي يحبون الطيور أيضاً، ولهذا اجتمعت الرغبات، فصار الاهتمام واحداً بيننا حول تربية الطيور».
«سوسو» تطرق الباب
تعشق سلوى نصير الكلاب الصغيرة ولديها ثلاثة منها «يعيشون معي في المنزل، وكلهم من فصيلة واحدة»، وتقول إنها وصديقاتها الأخريات، لديهن أنواعاً مختلفة من كلاب الزينة «ظاهرة تربية الحيوانات الأليفة انتشرت بشكل واسع في البحرين، ومن هنا ارتفعت أسعارها أضعافاً مضاعفة».
لدى فاطمة هادي قطة سوداء سعرها 300 دينار، وتحبها كثيراً ولا تطيق عنها بعداً «لا يمكن أن أستغني عن رؤيتها ساعة، لدي في حديقة المنزل بيت مخصص للقطط، ومع ذلك سوسو لا تنام إلا معي، وبوجودها أشعر بالدفء والحنان».
وتملك الطفلة ليلى نادر قطة رمادية مميزة «ضغطت على أبي حتى وافق على شرائها أخيراً، اليوم لدي قطة ثمينة للغاية، ومع ذلك أتوجس خيفة أن يبيعها يوماً، لأنها بدأت بالحركات المزعجة بعدما كبرت» وهي اليوم في سجال مع والدها ليبقيها في المنزل ولا يعرضها للبيع.
«نوهان» في بحبوبة
اشترى سامي محمد قفصاً ووضعه في باحة منزله الخارجي، وخصصه لطيور الحمام، وهو يملك مجموعة كبيرة منها من مختلف الفصائل والأنواع.
محمد يحب تربية الحمام، لكنه يرفض المتاجرة بها «حماماتي ربما تصل أسعارها إلى أكثر من 5 آلاف دينار، ومع ذلك لا أفكر ببيعها مطلقاً، لأني أحب تربيتها بصورة غير طبيعية، ولكل واحدة منها معزة خاصة في قلبي!!».
الإخوة محمد ومنصور ورقية وسارة يشتركون في تربية الكلبة الصغيرة «نوهان»، هي الأكثر دلالاً في المنزل تقول سارة «نحن نحب كلبتنا الجميلة، ونشترك جميعاً في تربيتها».
فيما يتعلق بزينة «نوهان» يشترونه من البحرين أحياناً، وغالباً عبر الإنترنت! لأن خيارات النت متعددة وأسواق الدول الأخرى فيما يتعلق بزينة الحيوانات واسعة جداً.
الإخوة يفكرون بشراء كلب آخر ليعيش بحبوحة «نوهان»، وما شجعهم على الفكرة عدم اعتراض والديهم على وجود حيوان يعيش معهم في المنزل.
نوال لديها مجموعة أرانب صغيرة منشأها هولندا، تستمتع بتربيتها في المنزل، وإن كانت تتعرض لمضايقات والدتها أحياناً، لكنها تقاتل من أجل أرانبها الناعمة المدللة!.