استيقظ السوريون والعالم أمس على أكثر من ألف ضحية لم يترك السلاح الكيماوي لهم فرصة للاستيقاظ. فيديوهات مرعبة انتشرت على وسائل الإعلام، أطفال غطوا في سباتهم تحت وطأة الاختناق إلى الأبد. عين ترما وحمورية وعربين بالغوطة الشرقية، المعضمية في الغوطة الغربية، كلها كانت مسرح أحداث القصف بصواريخ للنظام تحمل غازات سامة فجر أمس، حسب ما أفاد ناشطون ومصادر طبية. بينما نفى النظام السوري، المدعوم من إيران وحزب الله، صلته بالهجوم الكيماوي.
الأنباء تضاربت حول عدد الضحايا، معظم المصادر تحدث عن 1600 ضحية حتى ساعة كتابة الخبر، كثير منهم نساء وأطفال. مراقبو الأمم المتحدة كانوا على بعد كيلومترات، إثر يومين من بدء مهمتهم في التحقيق باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا قبلاً، ما حدا بمجلس الأمن إلى الانعقاد بعد دعوات دولية مكثفة، بينها البحرين، للتحرك إزاء المجزرة.
وكانت الجامعة العربية دعت فريق المفتشين إلى التوجه «فوراً» إلى منطقة الغوطة والتحقيق في ملابسات «الجريمة» التي رأت أنه يتوجب تقديم مرتكبيها للعدالة «الجنائية الدولية». «الصدمة» و»القلق» و»التحقيق» كلمات لخصت فحوى معظم المواقف الدولية، فيما أدانت دول عدة، بينها البحرين «المجزرة اللاإنسانية البشعة»، حسب تعبير المملكة التي دعت في بيان المجتمع الدولي إلى تجاوز خلافاته وتحمل مسؤولياته بوقف إراقة دماء السوريين. الحدث الصادم ترك السوريين في حال من الصدمة والخوف امتلأت بها صفحاتهم على مواقع التواصل، فالكرة قد تتدحرج والصواريخ قد تطال أي منطقة بعد تجاوز «الخط الامريكي الأحمر» بشكل واضح. وقد يسمعون «صوت الدم في عروق الرخام» كما كتب الشاعر محمود درويش عن دمشق يوماً، ولكن بعد أن ينتهي كل الكلام.