كتب - عادل محسن:
قال مستشار وكيل وزارة البلديات لشؤون الزراعة والثروة السمكية الشيخ محمد بن عبدالوهاب آل خليفة إن «سوسة النخيل الحمراء بدأت في الانتشار بين نخيل البحرين منذ 18 عاماً وأصبحت أشبه «بإيدز النخيل» يصعب القضاء عليه، باعتبار» السوسة»، أشهر وأخطر آفات النخيل في منطقة جنوب شرق آسيا ومنطقة الشرق الأوسط لزيادة معدل تكاثر وانتشار الحشرة لتواجدها في بيئة نموذجية للتطور والنمو، وقدرتها على الطيران، مشيراً إلى أن الزراعة تعمل على إعادة مسح نسبة انتشارها في البحرين في حين كان آخر رقم تم تسجيله هو %2.».
وأضاف المستشار، أن» سوسة النخيل دخلت مع الإرساليات الزراعية المستخدمة من الدول المجاورة والآسيوية، التي تستوطن فيها الحشرة حيث موطنها الأصلي الهند وهي من الآفات الواردة إلى البلاد وغالباً ماتستفحل الاصابة بها لأنها تدخل البلاد دون أعدائها الحيوية».
وأوضح أن الزراعة عملت على أكثر من علاج لمكافحة السوسة إلا أنها انتشرت في مناطق عدة، بينها المراكز الزراعية التابعة للوزارة في منطقة البديع لقربها من المزارع المصابة في المنطقة الغربية والتي ظهرت فيها أول الإصابات عام 1995.
وتحدث المستشار الشيخ محمد بن عبدالوهاب آل خليفة عن قصة دخول حشرة سوسة النخيل إلى المملكة ومدى خطورتها على أعداد النخيل في المملكة وانتشار الآفات فيها وذلك في حوار صحافي خاص لـ «الوطن»:
في البداية دعنا نتحدث عن مدى انتشار سوسة النخيل في المملكة، وما هي النسبة الحقيقية لانتشارها؟
آخر نسبة سجلت كانت 2% وأعتقد أن النسبة أكبر لذا سنعمل على إعادة المسح لمعرفة النسبة الحقيقية لانتشارها.
متى تم اكتشاف أول إصابة في المملكة لسوسة النخيل الحمراء؟
اكتشفت في أبريل 1995، إذ تؤدي الإصابة الشديدة بها إلى فقدان أشجار النخيل وهو ما تطلب التدخل السريع لعلاج النخيل المصاب ومنع انتقال الإصابة إلى النخيل السليم وكانت بداية الإصابة في المنطقة الغربية «الجسرة – الهملة – دمستان – كرزكان – المالكية» ومن ثم انتقلت إلى باقي المناطق بالمحافظات الخمس عن طريق نقل الفسائل المصابة لعدم وجود الحجر الداخلي وعدم تفعيل الضبطية القضائية والقرارات التي بهذا الخصوص وكذلك لقدرة الحشرة على الطيران والتكاثر.
وحقق مشروع حصر ومكافحة حشرة سوسة النخيل إنجازات عديدة خلال الفترة من 2009 – 2011، كان أهمها وضع خريطة توزيع الإصابة في مملكة البحرين وهي ما يعتبر الركيزة الأساسية التي سيبنى عليها عملية الاستمرار في المشروع وتطويره والتغلب على المعوقات التي واجهت المشروع.
ما الأسباب التي أدت لدخولها المملكة وانتشارها في المنطقة الغربية؟
من المؤكد أن الحشرة دخلت المملكة عن طريق الإرساليات الزراعية المستخدمة من الدول المجاورة والآسيوية التي تستوطن فيها الحشرة حيث أن موطنها الأصلي الهند وهي من الآفات الواردة إلى البلاد وغالباً ما تستفحل الإصابة بها لأنها تدخل البلاد دون أعدائها الحيوية.
ما هي الإجراءات الوقائية التي اتخذتموها لمنع انتشارها فهي مازالت موجودة منذ 18 عاماً؟
قمنا ببعض الإجراءات الوقائية وأهمها تفعيل دور الحجر الزراعي والقيام بعقد ورش عمل ودورات لمفتشي الحجر الزراعي للتعرف على الحشرة وأعراض الإصابة بها، وعملنا على منع استيراد كافة أنواع النخيل، بما فيها نخيل الزينة من مناطق موبوءة وعلى المورد تقديم شهادة منشأ، عليها ختم السلطات المختصة في الدولة الموردة. إضافة إلى تفعيل الضبطية القضائية لدى الموظفين المعنيين بالوزارة والعمل على رصد الاعتمادات المالية لهذا الغرض، وكذلك العمل على مشاركة الوزارات والهيئات ذات الاختصاص، كما أوقفنا نقل النخيل داخل مناطق المملكة إلا بترخيص مسبق قبل عملية النقل، حيث يتم فحص النخيل قبل نقله والتأكد من خلوه من الإصابة بالسوسة وإجراء ما يتم عمله من احتياطات مناسبة. وتم العمل على الاهتمام بالحجر الداخلي بجميع محافظات المملكة، وتحديث وتفعيل جميع القرارات الوزارية التي صدرت بشأن حماية النخيل، وتطبيق برامج المكافحة المتكاملة لآفات النخيل وإدخال كل ماهو جديد من تقنيات حديثة في مكافحة وزراعة النخيل.
ومن المهام التي عملنا بها، إزالة بؤر النخيل المهمل في جميع الأماكن في مختلف مناطق المملكة، والاهتمام بالعمليات الزراعية من تكريب وتسميد وري وعمليات خدمة رأس النخلة حسب الطريقة الصحيحة والمواعيد المناسبة وقلع الفسائل والكواريب والتنظيف وتغطية مكان القطع بالمبيدات المناسبة ورشها مباشرة وذلك لطرد الحشرة التي تأتي نتيجة تخمر بعض الأجزاء المقطوعة، وكذلك الزراعة على مسافات مناسبة 6-8 أمتار وتقنين الري والتسميد، وإضافة محسنات التربة وعدم المبالغة في الكميات المضافة. وقمنا بتقطيع أشجار النخيل المصابة بشدة في أماكنها بالمزرعة ووضعها في أكياس مغلقة بعد وضع أقراص الفوستكسين المعالجة وتركها في الشمس بالمزرعة، كما تم استخدام المصائد الضوئية للتقليل من أعداد الحفارات الأخرى «حفار ساق النخيل وحفار عذوق النخيل»، بهدف تقليل انجذاب حشرات سوسة النخيل الحمراء نتيجة الثقوب التي تحدثها الحفارات.
وحرصنا على تقنين عميلة استيراد النخيل وتكون في أضيق الحدود وفحصها جيداً ومتابعتها بعد زراعتها لفترات طويلة، وفحص النخيل المستورد دورياً للوقوف على حالته وإزالة النخيل الميت من الشوارع لمنع انتقال إصابة النخيل المعالج في بلد المنشأ. وخلال نقل النخيل في بلد المنشأ يجب تغطيته بغطاء مانع للإصابة».
انتقد أصحاب المزارع طريقتكم في المكافحة .. ما هي أنواع العلاجات التي تقومون بها؟
نستخدم في العلاج مصائد فرمونية، وهي عبارة عن مادة جاذبة تجميعية توضع داخل عبوة بلاستيك سعتها حوالي 10-13 لتراً، بها فتحات تسمح بدخول الحشرة وتوضع في حفرة بالقرب من النخلة أو تعلق عليها ويوضع في أسفل العبوة مادة مغذية «تمر» مع ماء وقد يوضع مع الفورمون عبوة صغيرة بها مادة كيرمونية، وتستخدم المصائد الفورمونية كمؤشر على نشاط ووجود الحشرة وقتلها، وبالتالي منع انتقالها من مكان الإصابة للمناطق السليمة. كما نقوم بتغطية الجروح والفتحات في جذوع النخيل بالمبيدات حتى لا تنجذب الحشرات الكاملة، ورش أشجار النخيل بعد كل عملية زراعية للنخلة وفي فترات نشاط الحشرة وذلك بعد تحديد هذه الفترات بالمبيدات المناسبة ويوقف استعمال المبيدات قبل جمع الثمار لشهرين، وهذا ما يعرف بالرش الدوري ويستحسن رش المبيدات الحيوية.
وهناك أكثر من طريقة للعلاج إذ تستخدم في حالة أشجار النخيل خفيفة ومتوسطة الإصابة كما يجب ضرورة سرعة العلاج بمجرد اكتشاف الإصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء وطريقة العلاج المستخدمة حالياً هي التدخين بأقراص الفوستوكسين وتستخدم هذه الطريقة في النخيل متوسط الإصابة وذلك بتهيئة الأنسجة التالفة لوضع «أقراص الفوستاكسين»، بأن يبدأ بتحديد أماكن الإصابة ومكان الثقوب «وتنظيفها قدر الإمكان من جميع أطوار الحشرة وإخراج النشارة»، وتوضع الأقراص وذلك بمعدل 1-2 قرص في كل ثقب. يتفاوت عدد الأقراص تبعاً لحجم الإصابة، قد يحتاج إلى عمل بعض الفتحات الإضافية حول جذع النخلة إذا كانت منطقة الإصابة محصورة في منطقة واحدة حتى نتأكد من توزيع الغاز «غاز الفوسفين الناتج من تسامي اقراص الفوستاكسين»، ثم يتم لف الجذع بمنطقة الإصابة ويثبت جيداً من طرفيه منعاً لتسرب الغاز للخارج ويفتح بعد 7-14 يوم من عملية العلاج وذلك وفقاً لعمر وحجم النخلة، ثم يتم الرش بأحد المبيدات الحشرية المناسبة ويكرر الرش كل أسبوعين، ويعتمد نجاح هذه الطريقة على أحكام غلق الثقوب ويعيب هذه الطريقة أن فعاليتها لفترة قصيرة كما أنها لا تمنع من تجديد إصابة النخيل ويمكن تنفيذ هذه الطريقة مع غيرها من الطرق لتحقيق مكافحة فعالة ومرضية.
أما العلاج الثاني، فهو المكافحة السلوكية وهي من أهم عناصر المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء من الجمع المكثف للحشرات الكاملة من خلال استخدام المصائد الفورمونية وهي مصائد غذائية تحتوي على فورمون تجميعي وذلك بتوزيع المصائد على أشجار النخيل بالمزرعة بمعدل عدد 2 مصيدة/هكتار مع تغيير الفورمون كل 15-21 يوم وقد يضاف الكيرمون إلى هذه المصائد لزيادة كفاءتها.
هل هناك علاج معتمد للحشرة؟
في الواقع لا يوجد أسلوب ناجح في التعرف على الإصابة المبكرة بالنخلة وبالتالي مكافحتها في الوقت المناسب وبطريقة فعالية تحقق نسبة إبادة عالية فالحشرة تعتبر من أشهر وأخطر آفات النخيل في منطقة جنوب شرق آسيا ومنطقة الشرق الأوسط لزيادة معدل تكاثر وانتشار الحشرة لتواجدها في بيئة نموذجية للتطور والنمو، وقدرتها على الطيران وقد تسمى في بعض الاحيان «إيدز النخيل».
هل العلاج مهلك للميزانيات؟
تكلفة العلاج شأنها شأن أية آفة اقتصادية حيث تشمل تكلفة العمالة التي تقوم بالحصر والعلاج وتكلفة بعض المواد مثل أقراص الفوستكسين والأغطية البلاستيك.