جاءت تايلند حاملة شغفها بالجمال والاسترخاء والحب، إلى منامة عاصمة السياحة العربية 2013، عبر مهرجان صيف البحرين عبر أمسية «تأملات تايلندية» أمس الأول (الثلاثاء) على مسرح الصالة الثقافية.
وبكل البهجة والإيقاعات الفريدة، قدّم الحفلة مغني سوبرانو وعازفان على آلةِ الكمان المتوسِط (الفيولا) والبيانو، ليختصروا معاً المسافة بين الموسيقى الكلاسيكيّة الأوروبية بطبيعتها الجبلية والألحانِ التايلندِيةِ بغاباتها الاستوائية، وسط جمهور شغوف بالاستماع إلى تلك الموسيقى التايلندية الرقيقة، التي تعبر عن شعب ارتبط بعلاقات دبلوماسية مع البحرين منذ أكثر من 36 عاماً، كانت أعواماً زاخرة بالتبادل الثقافي والموسيقي.
العازفون قدموا تشكيلة من مقطوعاتهم، استوحوا بعضها من روايات شهيرة كالبؤساء وشبح الأوبرا، كما قدموا عدة معزوفات لموسيقيين كبار مثل بوتشيني وفيردي وبريتين، إضافة إلى العديد من الكلاسيكياتِ الخالدَة كـ«سوناتا الفيولا» لشومان، يصلون بها إلى المرافئ البحرينية ويستحضرون فيها المزيج الثقافي التايلندي بكل جمالياته وتقنياته الموسيقية.
ليلة حضرت فيها الثقافة التايلندية بشكل متناغم ومتناسق بين البيانو والكمان، ومع مطلع كل معزوفة قدّمت خلال الحفل، كانت هناك مقدمة تشرح ظروفها، والأسباب التي دعت إلى اختيارها، وكانت عازفة البيانو تؤكد أن هدفهم الأول هو نقل الحضارة التايلندية لمن لم يسبق له زيارتها، لخلق جو من الألفة تجاه المقطوعات.
ومع موسيقى تايلندية تقليدية، نزل عازف الكمان عن مسرحه نحو الجمهور، ليعزف لهم على المدرجات، مما حدا بإحدى الشابات لتأدية رقصة تايلندية تتناسب مع الإيقاع. وسط حضور امتلأت به القاعة من المواطنين والأجانب، الذين رغبوا في أن يلامسوا ثقافات جديدة كالثقافة التايلندية، وتخلل الحفل شيء من الكلمات، إذ شدت إحدى الفنانات التايلنديات بشعر يحمل معاني الحب ومحاكاة الطبيعة والجمال، وسط إنصات عميق لذلك الصوت الرقيق.
أكثر من 10 آلاف ميل تفصل ما بين البحرين وتايلند، تم اختزالها في موسيقى تحمل حضارة الإنسان وحبه إلى الآخرين، جعلت تلك الأمسية نكهة خاصة لمساء الثلاثاء، وضمن فعاليات مهرجان صيف البحرين، الذي يمتد إلى 9 سبتمبر المقبل، وسيقدم أصنافاً متنوعة من الفنون والثقافة والجمال، بشعار يحمله هذا الصيف عنوانه «السياحة ثروتنا.. والبهجة غايتنا»، في محاولة لإشاعة الفرح والبهجة في قلوب الجماهير من شتى الأوطان والثقافات، لتكون مملكة البحرين بذلك قبلة ثقافية مزدهرة، خصوصاً وأنها تحتفل باختيارها عاصمة للسياحة 2013.